حين أعيت في نفسي ذكرت الرب فجاءت إليك صلاتي إلي هيكل قدسك (يو2:7).
نشترك مع كنيستنا القبطية الأرثوذكسية غدا الاثنين في صوم أهل نينوي, وكلنا يعلم ملابسات هذا الصوم ومغزاه وأهميته, لذا أكتفي بأن أتساءل لماذا تتجه معظم الأنظار إلي أخطاء يونان دون النظر إلي إيجابياته؟!! ومن هنا أقول:
يونان هذا كان صادقا متواضعا منكرا لذاته, فحينما كانت السفينة في خطر (يو1:4) لم يذكر أنه نبي أو مكلف برسالة سماوية, بل في اتضاع وصدق ذكر أنه هارب (يو1:10-12), وأصدر الحكم علي نفسه اطرحوني في البحر.
يونان هذا كان قلبه مفعما بالإيمان فمن قبل خروجه من الحوت ذكر في صلاته.. دعوت من ضيقي الرب فاستجابني صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي (يو2:1).
يونان هذا نال شرفا كبيرا لم ينله أحد في أن السيد المسيح اتخذه مثلا ورمزا له حينما قال: كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليالي هكذا يكون ابن الإنسان.. (مت12:40).
يونان هذا كان أيضا رمزا للسيد المسيح, فكما أن عقوبته في بطن الحوت كانت سببا في خلاص أهل مدينة نينوي, كانت أيضا آلام وصلب المسيح -وإن كان هذا بإرادته وسلطانه- سببا في خلاص البشرية.
وإلي لقاء في صورة قبطية أخري للحديث عن مدينة نينوي.
التصويرة المنشورة من مخطوط يؤرخ بالقرن 13 من مكتبة دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر.
e.mail: [email protected]