على مدار الإسبوع الماضي، تابعنا ما باتت تبثه علينا بعض وسائل الإعلام علينا من محتويات أقل ما توصف به أنها “فجة” بشكلٍ أصابنا جميعًا بالدهشة والصدمة، فخلال الجُمعة الماضية، أطلت علينا إحدى القنوات الفضائية الكبيرة بأولى حلقات برنامج يقدمه ممثل كوميدي شهير؛ ليفاجأنا بحلقة احتوت على شتائم وألفاظ خادشة للحياء بشكلً يؤدى إلى هدم قيم وتقاليد المجتمع المصري، ثم أطل علينا شخص آخر على قناة أخرى بإحدى برامج “التوك شو” يتحدث عن سيدات مصر بطريقة تمثل سبًا وقذفًا للأعراض وخادشًا للشرف، حيث اتهم سيدات صعيد مصر بتهم مخلة مثل الخيانة ووصفهنّ بأوصاف تتنافى مع قيم مجتمعنا المصري!
ونحن في جمعية نهوض وتنمية المرأة نستنكر وندين وبشدة مثل هذه الأفعال والتصرفات التي تذاع على مرآنا ومسمعنا جمعيًا من خلال مثل هذه الأبواق الإعلامية التي تدخل إلى كافة البيوت المصرية وتتمتع بنسب المشاهدة العالية من جميع فئات الشعب وبشكلٍ خاص الأطفال.
وترى الجمعية أن الإعلام حاليًا تخلى عن دوره في خلق مجتمع واعي ومدرك لكافة القيم الإخلاقية التي يجب أن تكون عليها المجتمعات، فبدلًا من أن يبث على المواطنين مواد ومحتوى إعلامي ذا قيمة أصبح يطلق برامج سيئة تعلم الإسفاف واستخدام الألفاظ الغير لائقة كوسيلة للتعامل بين الجميع، حتى الأطفال باتوا يتعاملون مع ذويهم وأسرهم وزملائهم في المدرسة بشكلٍ فج غير لائق.
فالإعلام من المفترض أن يلعب دورًا مهمًا في تناول الأحداث ورسم اتجاهات الجمهور نحوها ، وبالتالي فهم يقومون بتشكيل نظرة المجتمع للمرأة سواء كانت إيجابية أو سلبية، ولهذا السبب تهتم جمعية نهوض وتنمية المرأة برصد صورة المرأة في الصحافة بشكل مستمر ودوري من خلال المراصد الإعلامية التي تقوم بها ، ووجدت على مدار العديد من المراصد الإعلامية التي أجرتها أن وصف المحتوى الإعلامي السلبي كان يقف عند حد عدم الاهتمام بحصول المرأة على حقوقها بخاصةً السياسية، ولكن لم يصل الحد أبدًا إلى أن يقوم بعض “المسفين” بإعتلاء منبر الإعلام لينشروا أحاديث تافهة حول المرأة، فمن هم كي يقوموا بذلك؟!، ولما يهدمون ما نسعى ونقوم به كي تحصل المرأة على كافة حقوقها دون أن يمسها أحد.
والحقيقة أننا نرى أن كلا البرنامجين بهما جرعة شديدة الكثافة من الإسفاف والابتزال وإهانة للمصريين جميعهم، كما أنهما يعملا على إنحدار المستوى الأخلاقي العام للمجتمع، مما يشجع على ازدياد الظواهر السلبية بشكل أكبر مثل التحرش الجنسي على سبيل المثال، كما أن إحداهما نتيجة طبيعة للآخر، فنعدما نجد ممثل شهير يتلفظ بألفاظ خارجة ويمارس إيحاءات خادشة للحياء خلال استضافته إلى إحدى الفنانات، سنجد حتمًا من يرى في المرأة جسدها فقط واقتصار دورها على شئ واحد فقط دون سواه، ومن هنا خرج علينا الآخر ليقول أن 45% من النساء بصعيد مصر يخنّ أزواجهنّ! فبأي حق يخرج ذلك الشخص ليتلفظ بذلك على نساء قمنّ بتربية أجيال عديدة خرج منها قادة ومفكرين وعلماء، لن نشهدها ثانيةً ما دمنا نعيش في مجتمع يتشبع بكل ما يناهض المرأة ويقتنص من حقوقها.
ومن هنا فإن جمعية نهوض وتنمية المرأة تطالب بتطبيق العقوبات المقررة لجرائم السب والقذف والتشهير المنصوص عليها بقانون العقوبات المصري ليكون عبرة لأيٍ من تسول له نفسه بإهانة سيدات مصر أو التعرض لهنّ.
كما تناشد كافة الوسائل الإعلامية بتحري “الأمانة الأخلاقية” التي تقع على عاتقهم وتحري الدقة في اختيار المحتوى الذي يعرضونه على ملايين المشاهدين، والاهتمام بالصورة التي يتناول بها إعلاميهم للمرأة والتأكيد على بث كافة المضامين التي تصقل من أن احترام المرأة ودورها وفكرها وعدم اهانتها هو حق أصيل وطبيعي لها وليس مكتسب.