استضافت قاعة ضيف الشرف بمعرض القاهرة للكتاب، ندوة بعنوان “أدب باراجواي في العالم العربي..ترجمة لمختارات الفن القصصي إلى العربية للكاتب البارز أوجستو روا باستوس”
وقال الدكتور المغربي محمد العربي بجيج، مترجم المجموعة القصصية مختارات لـ”أوجستو روا باستوس”، إن ترجمته لهذه المجموعة المتنوعة من القصص، جاءت نتيجة رغبته في تعريف القارئ العربي، بتجربة هذا الأديب ، كمساهمة متواضعة في بحر الترجمات الأدبية التي قام بها عدد كبير من المترجمين الآخرين.
وأوضح الدكتور محمد العربي بجيج، أنه بحكم جنسيته المغربية فإن اللغة الإسبانية هي اللغة الثانية في بلاده بعد الفرنسية، ولذلك فلم يشعر أثناء ترجمته للنص بصعوبة شديدة، حيث أنه على تواصل مع الثقافة الإسبانية التي تبعد عن بلاده عشرات الكيلو مترات فقط، ولذلك لم يشعر باختلاف شديد مع النص الإسباني انطلاقًا من الموروث الثقافي الذي يعيشه ويحسه.
وقال الدكتور أحمد حسان، المترجم إلى اللغة الإسبانية، إن الكاتب البارجوايأوجستو روا باستوس، يعتبر من أفضل كُتاب الواقعية السحرية، وصاحب الكتابة ذات النزعة الإنسانية الضخمة، فقد حاول توصيل رؤية إنسانية عامة تخص جميع البشر، مضيفًا أنه واحد من الأدباء المجهولين العظام، وللأسف لم نتصل بأدبهم أو كتابتهم حتى الآن،
وأكد الدكتور أحمد حسان، أن أوجستو روا باستوس، كان أحد الضحايا في تاريخ الصراعات الضخمة في براجواي، وذلك لإيمانه بأن الديمقراطية هي الحل، وقد شارك وهو في سن الشباب في الحرب بين بارجواي وبين بوليفا، وهما بلدين أفقر من بعضهما، لذا أطلق على الحرب اسم “الجنود الحفاة”، موضحًا أن مشاركته في الحرب أنتجت روايته العظيمة “ابن الإنسان”، وهو تعبير من الإنجيل، وأول تعبير عن الحرب.
وأشار الدكتور أحمد حسان، إلى أنه بعد ذلك أصدر خمسة مجموعات قصصية، ثم أصدر روايته “أنا الأعظم” كثورة على ديكتاتور باراجوي حينذاك، وهذه الرواية من ناحية الأسلوب واللغة، واحدة من أعظم الروايات في الأدب اللاتيني، إن لم تكن أعظمها، بسبب التداخل في اللغة بين اللغتين الإسبانية والباراجوية، وإعادة تركيب اللغة الإسبانية بناء على الخيال البراجواي.
وأشار الدكتور أحمد حسان إلى أن هناك العديد من الأدباء العظام في أمريكا اللاتينية، لم نتصل بأدبهم ومؤلفاتهم حتى الآن، وهو ما يعد خسارة كبيرة لنا، داعيًا الحضور إلى ضرورة الاتصال بهذا الأدب، وقراءته.