الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ولأمين العام حبيب الصايغ بيانا ينعى فيه رحيل الكاتب والمفكر العربي الكبير محمد حسنين هيكل ، جاء فيه :
فقدت الأمة العربية- اليوم- مثقفًا وكاتبًا كبيرًا وموسوعيًّا، هو الكاتب والمفكر العربي الكبير محمد حسنين هيكل، الذي لم ينقطع عطاؤه طوال سبعين عامًا ويزيد، كاتبًا ومفكرًا قوميًّا عروبيًّا، سواء من خلال كتاباته في الصحف العربية والأجنبية، أو من خلال كتبه واسعة الانتشار والتأثير باللغة العربية واللغات الأجنبية المختلفة، أو برامجه التليفزيونية التي كان يطل من خلالها على مشاهديه راسمًا لهم حدود الواقع وآفاق المستقبل.
و أضاف: إن محمد حسنين هيكل أحد أهم من أسسوا للصحافة العربية الحديثة، فقد رافق أساتذتها الأوائل، وتعلم على يديه كتاب من أجيال مختلفة، وتعد مدرسته الصحفية التي تعتمد على التحليل الرصين، هي السائدة في العمل الصحفي حتى الآن، والتي أسسها منذ رأس تحرير مجلة آخر ساعة- التي تصدرها مؤسسة أخبار اليوم المصرية- وهو في العشرينات من عمره، ثم رئاسته لتحرير جريدة “الأهرام” المصرية، أهم الصحف المصرية والعربية آنذاك.
يعد الراحل الكبير نموذجًا للصحفي الذي يستقي الأخبار من مصادرها الأصلية، ويوثقها بالوثائق والمستندات المهمة، من خلال علاقاته الواسعة بالحكام العرب والأجانب، وبصانعي القرار السياسي حول العالم، سواء وهو في منصب رسمي، أو وهو كاتب حر، مما جعل مكتبه في قرية “برقاش” بالجيزة محط أنظار كثيرين من النافذين والمتنفذين حول العالم، من سياسيين ودبلوماسيين ومفكرين ورجال مال وأعمال، كلهم تطلعوا إلى سماع رؤيته الثاقبة للأحداث حول العالم، والاستفادة بما يعرفه من معلومات، وما يختزنه من وثائق قد لا تملكها بعض الدول.
لقد احتفظ الكاتب والمفكر الكبير باستقلاله على مدى الأربعين عامًا الأخيرة من عمره المديد، رفض خلالها أن يعمل لدى أيٍّ من الحكومات التي أرادت احتكار خبراته والاستفادة منها، وفضل أن يكون ناصحًا أمينًا، وأن يقول ما يرى وما يعتقد في كتبه ومقالاته وأحاديثه، وسواء اتفق البعض أو اختلف مع بعض أطروحاته، فإنه لا ينكر (إلا جاحد أو صاحب هوى ) ثقافته الموسوعية، ومهنيته ووطنيته، وإيمانه العميق بالقومية العربية واقعًا ومستقبلاً لا يمكن الفكاك منه.
واختتم رحم الله الكاتب والمفكر العربي الكبير محمد حسنين هيكل، الذي فقدنا برحيله منارة من منارات الفكر العربي الرصين، وعوض الله الأمة العربية عنه خيرًا.
وإنا لله وإنا إليه راجعون،،،