أصدر الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ومحمد سلماوي الأمين العام للاتحاد بيانا ضد ممارسات داعش لتدمير الإنسان وثقافته وتاريخه
جاء فيه : لم يكد المواطن العربي يفيق من مشهد حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة في قفص حديدي بأيدي جماعة داعش الإرهابية، التي تقتل وتحرق باسم الدين الإسلامي وهو منها براء، ولم يكد يستوعب صدمة ذبح 21 مواطنًا مصريًّا بطريقة بشعة لا إنسانية بدعوى أنهم كفار، إضافة إلى خطف مئات المواطنين العرب في أكثر من مكان، إلا وصدمتنا الصور والفيديوهات المنشورة لبعض أفراد تلك الجماعة الآثمة وهي تحطم الآثار الآشورية في متحف نينوى الأثري بالموصل في العراق بشكل همجي، ليس له مثيل في التاريخ البشري ولا التاريخ الإنساني كله، فقد فتح المسلمون مصر والعراق وبلاد الشام واليمن وغيرها، ولم يقربوا الآثار الفرعونية والآشورية والفينيقية وآثار حضارة سبأ بأي أذى، إلى أن جاء هؤلاء الهمجيون ودمروها تدميرًا.
إننا أمام هجمة تاريخية، لا على الإنسان فحسب، بقتله وحرقه وخطفه وتعذيبه والتمثيل بجثته، بل وتدمير تاريخه وقيمه ومكتسباته وحضارته التي صنعها بدأب على مر العصور، خصوصًا في هذه المنطقة التي قدمت أقدم الحضارات التي عرفتها الإنسانية، في النحت والرسم والتصوير والتحنيط وعلوم الهندسة والطب والفلك.. وغيرها.
وأضاف : إن الأدباء والكتاب العرب، أعضاء الاتحاد العام، وهم يستنكرون بقوة تلك الأعمال الهمجية الغاشمة التي تدمر الحضارة والتاريخ والإنسانية ذاتها، يهيبون بكل الحكومات العربية، والعالم كله، وكل المنظمات الثقافية والإنسانية، اتخاذ كل ما يلزم للحفاظ على تلك الآثار باعتبارها ملكًا للعالم وللتاريخ الإنساني، وكف يد تلك الجماعات الإرهابية عنها بكل السبل. كما يهيبون بالمنظمات الإسلامية التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولتأثيم تلك الأعمال العدوانية البشعة، التي ليست من الإسلام في شيء، وتنفر منها كل قيم الإنسان في كل فصول التاريخ.