قام مساء اليوم الأربعاء قداسة البابا تواضروس الثاني بابا وبطريرك الكرازة المرقسية باقامة الاجتماع العام بكنيسة الشهيد العظيم مارمينا بالمندرة ويعد هذا أول أجتماع عام لقداستة خلال شهر ديسمبر الذي تم تخصيصه خلال فترة صوم الميلاد لاقامة الاجتماع العام مرة كل يوم أربعاء حسب قطاعات الخدمة الأربعة قطاعات شرق , وسط ,غرب , المنتزة وذلك حتي نهاية 30 ديسمبر 2015 بمدنية الأسكندرية مقر الكرسي المرقسي .
وأستقبل الشعب القبطي بالأسكندرية وبكنيسة مارمينا المندرة قداسة البابا استقبال حافل ، وقام قداسة البابا برفع بخورصلاة العشية وذلك بحضور القمص رويس مرقس وكيل عام البطريركية بالأسكندرية والقس أنجيلوس اسحق سكرتير قداسة البابا والأباء الكاهنة بكنيسة مارمينا المندرة وعدد من الآباء الكهنة من الإسكندرية .
بدأ قداسة البابا العظه بتهنئة الشعب القبطي بالكنيسة والحضور بصوم الميلاد وقال :” لقد بدأنا الأسبوع الماضى صوم الميلاد الذى يهيئ نفوسنا لاستقبال ميلاد السيد المسيح. وهو ليس مجرد تغيير فى الطعام أو تغيير فى الألحان، إنما هو فترة لتغيير النفس واكتساب الفضائل. هل تتقدم فى حياتك الروحية وفى فكرك وفى حياة الفضيلة؟ هذا السؤال للجميع بدءا من البطرك والاسقف حتى الكاهن والخادم والشاب والشابة…
وفى خلال فترة الصوم سوف أكلمكم عن فضائل من خلال استعراض مشاهد قصة الميلاد
اليوم نتأمل فى فضيلة الاتضاع فى الكلام كيف امتلك فضيلة الاتضاع فى كل حوار؟ واخترت لكم قصة العذراء فى حوارها مع الملاك أثناء كلامه معها عن ميلاد السيد المسيح.
العذراء فتاة صغيرة تربت فى الهيكل لا تعرف إلا الصلاة وخدمة الهيكل فقط. يأتيها الملاك بتحية غريبة “مباركة انتِ فى النساء” فاضطربت وبدا عليها علامات الخوف لكنها انصتت للملاك فى هدوء فقال لها الملاك” لا تخافى يا مريم…” والعذراء تسمع فى هدوء دون غضب او انزعاج. ثم بدأت الاستفهام قائلة ” كيف يكون لى ذلك وأنا لست أعرف رجلا”. لم يكن فى ردها أى عناد أو سفسطة أو مجادلة وإنما كانت هادئة منصتة مستفسرة فى هدوء ومتضعة.
صفات الحوار المتضع :
– يمتاز بالهدوء
– لا يوجد به سخرية
– لا تستغل الحوار لتمجيد ذاتك والكلام عن نفسك
– لا يوجد مجادلة
امنا العذراء مريم أعطتنا أسلوب للحوار المتضع الناجح. اختتمت كلامها مع الملاك بقولها” هوذا أنا أمة الرب” وهنا يظهر اتضاعها الشديد وايمانها الواثق فى ربنا
بعض الحوارات التى تتسم بالاتضاع والموجودة فى الكتاب المقدس:
1- فى سفر التكوين حيث الحوار بين ابونا ابراهيم أبو الاباء ولوط ابن أخيه:
كلاهما له مراعيه واختلفوا على مصادر المياه. رغم أن أبينا ابراهيم هو الكبير لكنه لم يستغل ذلك فكان متضعا فى حديثه مع لوط فقال له “لا يكن مخاصمة بينى وبينك، بين رعاتى ورعاتك، لأننا نحن أخوان” وترك للوط حرية اختيار الارض ومصادر المياة التى يريدها. فحسب بالحقيقة أب الأباء وازداد خير الله فى يده.
2- الحوار بين شاول الملك وداود
شاول الملك الكبير.. وداود راعى صغير. لكن شاول شعر بغيرة من داود تحولت لنوع من النقمة “وبغته روح ردئ” خرج شاول وراء داود لقتله، وأثناء ذلك استراح فى المغارة. جاءت فرصة قوية لداود للتخلص من شاول اثناء نومه فى المغارة. لكن داود لم يفعل وقطع جزء من ثوب شاول كدليل فقط. ورفض داود ان يمد يده على مسيح الرب وقال لشاول فى اتضاع “انا مثل كلب ميت او برغوث” داود اتضع فى كلامه. كلمات داود اخجلت شاول وجعلته يبكى.
3- روح الاتضاع فى حوار يوحنا المعمدان عندما رأى المسيح مقبلا عليه فقال: “ينبغى ان هذا يزيد وأنا أنقص” . اجعل كلامك مملح بملح.
4- الحوار بين داود ونابال وزوجته ابيجايل
داود هربان ويحتاج أن ياكل هو ومن معه ونابال لديه وليمة. داود طلب باتضاع طعام من نابال، لكن نابال جاء رده متعجرف متكبر وطرد عبيد داود. أثار كلام نابال سخط داود ” الكلام الموجع يهيج السخط”. النار لا تطفئ النار لكن المياه (التواضع) هى التى تطفئها. ابيجايل الزوجة العاقلة علمت بالأمر وتصرفت بحكمة حيث اعدت الخبز والذبائح وذهبت لمقابلة داود ورجاله وسجدت أمامه وتوسلت له ان يسمعها، قالت له “سيدى يحارب حروب الرب… “، مفتاح كلامها كان احترام وتكريم. وسردت كلام كان بمثابة ماء اطفئ نار غضب داود. ويعلمنا الكتاب المقدس ان قلب نابال جمد داخله عندما علم بغضب داود منه.
ثم قام قداسه البابا بتفقد الكنيسة وقطاعات الخدمة والأنشطة الكنسية بها والخدام والحديث معهم وألتقاط الجميع بعض الصور التذكارية مع قداسته