كقصيدة متوحشة حروفها انياب شرسة تنهش في مشاعر المتفرج يمر الفيلم الدانماركي “بين ذراعيك ” تاليف واخراج سامونو اشيشي سالسترام علي مدار 90 دقيقية تحارب الخريطة الذهنية لتوقعات المشاهد المصري الذي تصدمه الميلودراما الكئيبة والمصنوعة بحرفية عالية جدا من خلال الاحداث التي تدور حول نيلز – الممثل بيتر بلو جيرج – الذي يعاني من شلل حركي بالاطراف وعجز شبه كامل لجسده الامر الذي يدفعه الي محاولة الانتحار بقطع شرايين يده فتنقذه الممرضة ماريا – الممثلة ليزا كارلهد- التوقع المستقر هنا ان تنشاء قصة حب بين المريض والممرضة وتاتي الصدمة الاولي باصرار نيلز على انهاء حياته وترفض امه كذلك يرفض شقيقه ان يصاحبه الي مركز للموت الرحيم بسويسرا في حين ان ماريا تقبل اصطحابه الي رحلته الاخيرة وياتي التوقع الثاني الفاشل ان تستطيع ماريا من خلال رحلتها مع المريض العاجز ان تغير رايه وينجح الحب بينهما في اعادة حب الحياة له واخراجه من دائرة الياس القاتل بعد ان يتغلب علي عجزه .
ولكن هذا لايحدث ايضا بل يستمر نيلز في معاملته القاسية لممرضته التي تعجز هي الاخري رغم كل محاولتها عن الاستمتاع بالحياة .ومن جديد يعطي المخرج الذي نسج الدراما بصورة بالغة الرهافة والقتامة امل للمشاهد في تغير المسار الاجباري للحياة حيث يلتقي نيلز في هامبورج بصديقة قديمة انجبت منه طفل ولكن حتى هذا الامل ينقطع فالطفل يعيش حياته باعتبار والده والذى تركه جنينا ميتا بالفعل .اذن لن يرحم المشاهد من الاستماع الي اللحن الحزين والوحيد والذي يكون قاطعا بمشهد هو الماستر سين للفيلم عندما تصطد ماريا بسيارتها غزالة شاردة ولا تحتمل انينها الموجع من الالم فتجهز عليها وهكذا تصل بنيلز حتى ما يعرف بالموت الرحيم بين ذراعيها . مشكلة هذا الفيلم حالة الصدق الكبير الذي يجبرك علي الاندماج في احداثه حزينا علي خيبة توقعاتك مصدوما من قوة الاداء للممثلين فلا يمكن انكار مدي الفنية العالية التي تتشابك في صناعته لكي تولمك وبشدة .انه فيلم يستحق العديد من الجوائز والدموع ايضا