قضيت طفولتي وجزء كبير من شبابي وعلاقتي بأبويا كانت رسمية جداً .. علاقة كلها تقدير واحترام من ناحيتي .. وعناية ورعاية وتسديد احتياجات من ناحيته .. ماكانش فيه علاقة بدون كلفة بيني وبينه .. العلاقة كانت كلها عبارة عن مهابة وخشية وهزة راس وابتسامة وتحية ومحبة ضمنية غير مُعبَّر عنها بأكتر من كده.. لا فيه أحضان ولا قبلات .. لا فيها قصص ولا حكايات .. كانت أمي دايماً بتقوم بدور “السفير” بينا وبينه .. عشت كده كتير؟؟ لحد ما أمي راحت السما واخواتي سافروا “وبقيتُ أنا وحدي ياولدي” .. وساعتها تغيرت الظروف .. الأم اللي في الوسط مابقيتش موجودة .. والإخوات بييجوا زيارات .. وبدأت بيني وبينه علاقة من نوع جديد .. واكتشفت قد ايه هو شخصية رائعة .. كان يقعد معايا يحكي لي ذكرياته .. ومن خلالها عرفت اسرار كتير عمر ماجت فرصة إني أعرفها .. اكتشفت كمان قد ايه قعدته لطيفة وعنده خفة ظل رهيبة .. واتعلقنا ببعض وتحولت العلاقة من كونها رسمية إلى صداقة وحميمية .. نزل هو من برجه العاجي .. ورفعني لحتة كده في النصف ينفع أكون معاه فيها .. بكل حب واحاديث ودية عمري ماجربتها قبل كده ..
عشت برضه جزء كبير من حياتي كده مع ابويا السماوي .. كان بالنسبة لي هو “الإله الساكن علاه” .. وكانت كلمات الترنيمة دي بتعبر عن حالتي تماماً :
في السما والأرض والبحار .. اسمع صوت العلي الجبار .. فهو يحكم كل القفار .. ماذا يعنيني؟؟
سوف أذكر ميلاده .. واأقدر جهاده .. كي يخلص عباده .. ماذا يعنيني؟؟
حتى أدركتني نعمته .. بالايمان قد قبلته .. عند ذَا عرفت انه ليس ذاك الاله الساكن علاه .. بل .. اشعر به معي يسير .. هادياً بوجهه المنيّر .. في الطريق الضيق المرير .. يسوع الآن لي ..
ومش بس كده .. ده بقى
أحلى صديق .. أروع رفيق .. في الطريق هو يسوع .. وبعد ما كنت بأغير من موسى النبي إنه قد كده قريب من ابوه السماوي “ويكلمه وجهاً لوجه كما يكلم الرجل صاحبه” خروج ٣٣: ١١، أدركت إنه نفس العلاقة دي متاحة ليَّ أنا كمان .. ولكل شخص فعلاً عايز يقرب منه ويعرفه على حقيقته ويدخل معاه في علاقة حميمية مفيش اروع ولا أمتع منها .. حقيقي .. “الرب قريب لمن يدعوه .. ليس بعيداً كما زعموا” .. هللويا ..