بأحتساب المده الزمنيه الممتده بين أدم أبى الجنس البشرى وحتى الأن بما فيها ظهور السيد المسيح حيث تقدر جميعها ( بنحو سبعه ألاف سنه ) – على الرغم من أن هذا التقدير يمكن أن يكون أقل من الواقع .
ونلاحظ هنا أن هناك فرقاً هائلاً فى الزمن بين خلق الطبيعه الكونيه وبين خلق الانسان الأول ( وهو أدم ) – وهذا الفرق يمكن تقديره بملايين السنين .
الله خلق الانسان بعد أن خلق السموات والارض بزمن طويل – فالانسان خلقه الله تعالى فى أخر الحقبه السادسه من الخليقه – وهى الحقبه الاخيره فى الخلق – فبينما خلق الله النور فى اليوم الأول ، خلق الانسان فى اليوم السادس حيث أنه خلق قبل الانسان فى اليوم السادس :
( خلق البهائم ، الدبابات ، الوحوش ، … ) ” تك 1 : 5 ” – وبعد أن خلق الله كل هذه الحيوانات البريه من تراب الارض – ورأى الله ذلك أنه حسن ، ” قال الله نصنع الإنسان على صورتنا كمثالنا وليتسلط على سمك البحر ، وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الارض وعلى جميع الدبابات التى تدب على الارض – فخلق الله الانسان على صورته ، على صوره الله خلقه ، ذكراً وأنثى خلقهم وباركهم الله وقال لهم : أنموا واكثروا و املأوا الارض و أخضعوها وتلسطوا علي سمك البحر وعلى طير السماء ، وعلى كل حيوان يدب على الارض ” ( تك 1 : 25 – 28 ) .
اذن فقد خلق الله الانسان فى أخر حلقه زمنيه فى سلسله الحلقه السادسه والتى تعتبر أخر حقبه فى تاريخ الخلق .، وهذا يبين الفرق الهائل الضخم بين زمن خلق الكون وبين زمن خلق الانسان الاول – هذا الفرق الزمنى يمكن أن يبلغ ملايين الملايين من السنين .
أن كلمه يوم كما هى فى لغه العبرانيين التى كتب با سفر التكوين تحتمل زماناً غير محدد بالنظام الشمسى – حيث ان كل حلقه من حلقات الخليقه السابقه على خلق الانسان ، وصُف بأنها ( يوم ) –وهذا مع العلم انا الشمس والقمر لم تظهر قبل الحقبه الرابعه ( تك 1 : 14 – 19 ) – وهذا دليل دافع على ان الخليقه التى تمت فى الايام السته – هى حقبات تاريخيه يمكن أن يمتد كل منها فى الزمن الى ملايين السنين .
كما أيضاً يمكن أن يقال ان تقدير علماء الجيولوجيا والحفريات بالنسبه الى العظام والهياكل والمخلفات وردها الى رقم محدد فى تاريخ الزمن هو أيضا تقدير تقريبى مبنى على احتمالات وفروض تقبل الجدل والمناقشه – ويمكن أن يقال عنه تقدير غير يقينى وهو عرضه للتغير فى المستقبل بحسب ما يطرأ من أضافات ومعلومات يأتينا بها علماء فى أزمنه أتيه فى المستقبل .
هذا بالاضافه الى أنه ثمه فارق فى تقدير الزمن بالنسبه إلى عظام الحيوانات العجماوات وبين عظام وجماجم الانسان – فالاولى تسبق الانسان بملايين السنين .
ويقول النبى داود فى مزاميره : علم عجيب ، فوق طاقتى . أرفع من أن أدركه ( مز 138 : 6 ) ، ( أيوب 42 : 3 )
كما يقول الرسول بولس فى سالته الاولى الى اهل كورنثوس ” لأننا نعلم بعض العلم ,,, إنى أعرف الان بعض المعرفه ” ( 1 كو 13 : 9 ، 12 )
وفى جميع الاحوال – ينبغى أن نكون على يقين من أن تاريخ نشأه الانسان على كوكب الارض أحدث عهداً بكثير من تاريخ نشأة الكون.
المرجع / مقالات فى الكتاب المقدس ( 5 ) – الجزء الثانى – بقلم الانبا غريغريوس اسقف عام الدراسات العليا واللاهوتيه والثقافه القبطيه .