ما زالت تداعيات ما يجرى بالقدس على ايدى القوات الاسرائيلية تلقى بظلالها على الساحة الدولية ، فى هذا الصدد و بدعوة من قسم العلوم الاجتماعية بجامعة سانتو اندريه المحاذية لمدينة ساوبولو، شارك الناشط الفلسطيني جادالله صفا – عضو لجان فلسطين الديمقراطية بالبرازيل بندوة سياسية حول ما يجري في الشرق الاوسط وخصوصاً القضية الفلسطينية، تحدث خلالها عن الاوضاع بالدول العربية بطريقة شاملة.
أكد صفا في مداخلته ان : سياسة التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني، وسياسة الاجرام التي يمارسها هذا الكيان الصهيوني والعقلية الاجرامية عند قادة الحركة الصهيونية منذ “تيودور هيرتسيل” حتى الوقت الحاضر، والقائمة على إنكار وجود الشعب الفلسطيني، مؤكداً ان الجرائم الاخيرة التي ارتكبت بحق ابناء شعبنا من حرق محمد ابو خضير العام الماضي وصولا الى حرق عائلة الدوابشة هي تعبير عن جوهر هذه العقلية الاجرامية.
كما تحدث عن السياسة الصهيونية اتجاه مدينة القدس وتهويدها وتدنيس المقدسات وطرد سكانها، ووضح بالارقام عن مصادرة الاراضي وبناء المستوطنات واعداد المستوطنين، وسياسية التضييق المتواصلة تهدف الى طرد الفلسطيني من ارضه ووطنه، وقدم شرحاً موجزاً عن الحركة الاسيرة ونضالاتها وانتصاراتها الاخيرة التي تمثلت برضوخ مصلحة السجون والاجهزة الامنية لمطالب المضربين عن الطعام بانهاء سياسة الاعتقال الاداري بحقهم، كما تحدث عن الاجراءات والممارسات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني دون تمييز.
منوها ان : “فلسطين هي جوهر ومحور الصراع فى المنطقة و الأزمة الشرق اوسطية شاملة وليست محصورة على احداث سوريا فهناك العراق ومصر واليمن وليبيا وغيرها من الدول”،.واضاف صفا :” وجود الكيان الصهيوني والطبيعة الطبقية للحكومات العربية، وغياب الديمقراطية والحرية والعدالة وانعدام المساواة الاجتماعية وغيرها من القضايا كانت عاملاً من عوامل هذه الازمة واستمرارها”
موضحا ان : ” الكيان الصهيوني منذ نشأته عمل على اثارة الفتن والحروب الداخلية بالدول العربية” مذكرا بقول بن جوريون ” الحدود الآمنة لإسرائيل تمتد من الباكستان شرقاً حتى المغرب غرباً، ومن تركيا شمالاً حتى جمهورية افريقيا الوسطى” ، منوهاً إلى المخطط الصهيوني “استراتيجة اسرائيل للثمانينات لتفتيت المنطقة العربية” التي نشرتها مجلة كوفنيم الصهيونية عام 1982.
كما تحدث بالارقام عن المخزون النفطي بالمنطقة العربية، الذي يجعل المنطقة العربية مشتعلة بالحروب نتيجة الاطماع الراسمالية الغربية للسيطرة والهيمنة على مقدرات المنطقة وخيراتها
كما تحدث صفا ايضا عن استهداف المخيمات الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين من قبل عصابات إجرامية، سواء بالعراق او سوريا حيث تم تدمير 13 مخيما بسوريا هناك، ويرمي هذا الاستهداف الى تصفية القضية الفلسطينية من خلال تصفية المخيمات وحق العودة للاجئين الفلسطينين.
وفي ختام كلمته اكد صفا على حق الشعب الفلسطيني بنضاله العادل من اجل استرداد حقوقه الشرعية وعلى راسها حقه بالعودة واقامة دولته الوطنية المستقلة اما مارسيلو بوزيتو ممثل حركة بدون ارض واستاذ العلوم الاجتماعية بالجامعة، اكد على وقوف حركته والشعب البرازيلي الى جانب الشعب الفلسطيني والشعوب العربية من اجل حريتها وكرامتها واستقلالها.
واكد ان الامبريالية الامريكية والغربية هي عدوة الشعوب ولا يجوز ان نفهم ان ما يجري بسوريا والمنطقة العربية خارج المخطط الامريكي والغربي، وقبل ان نحتكم الى اي الاطراف ان نقف بما يجري بسوريا او اي دولة عربية علينا ان نعرف ما هي طبيعة المخطط الامريكي للمنطقة العربية بشكل عام.