شاهدت عمر الشريف عن قرب و علي الطبيعه ثلاث مرات أولها في عام ١٩٨٨ في فندق مينا هاوس القاهره ثم في عام ١٩٩٥ عندما كنت اعمل في فندق بريستول جينيف و اخر مره كانت في عام ٢٠٠٩ بجوار كازينو مدينة كان حيث توجد القاعه التي يقام فيها مهرجان كان ، و بحكم عملي فقد شاهدت العديد من الشخصيات العامه و المشاهير و نجوم الصف الاول في العالم ،، سيلين ديون ، مايكل جاكسون ، انريكو ماسياس ، خوليو اجلاسيوس ، توم جونز ، بول انكا ، فرانز بيكنباور ، ميشيل بلاتيني ، بيل كلينتون ،،،، و غيرهم كثييييير ، و مع ذلك لم أشاهد احدا منهم في نجومية عمر الشريف !! فقد كان رجل له سحر خاص حتي معجبيه كانوا لهم ايضا ستايل خاص .>
في عام ١٩٩٥ و في فندق بريستول جينيف ، اتصل بي بوب عزام صاحب الطقطوقة الخالده يا مصطفي يا مصطفي انا بحبك يا مصطفي ، بوب كان يعيش في جينيف منذ عقود و يملك و يدير اكبر مسرح استعراضي في جينيف علي غرار المولان روج في باريس ، و كان دائماً يفضل ان يجلس في السيجار بار لفندق البريستول الكلاسيكي و من هنا جاء تعارفنا .
بوب اتصل بي لحجز مائده للعشاء مؤكدا لي أنيه يكون بصحبته عمر الشريف و قال لي بالحرف: “خلي بالك هو مزاجه مش رايق و مش عاوز يشوف حد ،،،، علشان كده مش عاوزين معجبات و تصوير و صحافه و لاوجع دماغ ” خلي بالك يا هاني علشان ده طلب عمر بنفسه و علشان كمان نعرف نقعد مع بعض” ، فقمت بدوري علي الفور بإبلاغ المديره العامه في ذالك الوقت ، طالبا منها ان يكون العشاء له خصوصيته ، و قبل ميعاد العشاء بنصف ساعه انقلبت الدنيا في الفندق !! و امتلاء اللوبي بالصحافة ، فقد أرادت مديرة الفندق استغلال وجود عمر الشريف في عمل دعايه للفندق و قامت بإبلاغ أمة لا الله الا الله
و قبل ان يصل عمر الشريف كان الفندق ملئ بكافة انواع البشر ! و فجأه ظهر بوب عزام في اللوبي و سألني و في عينيه نظرة عتاب ،،ميييييييين دول كلهم ؟؟ فشرحت له ماحدث فقال :لو لا اني محضر مفاجئه لعمر هنا كنا هانروح نتعشي في مكان اخر ! و عرفنا ان عمر الشريف وصل من صوت صراخ المعجبات !! في الخارج ، ثم دخل عمر الشريف المطعم و في عينيه نظرة عتاب لبوب عزام فأشار ناحيتي و قال له ” هو ده السبب فنظر ناحيتي مبتسما و مبدياً تحيه برأسه” و بعد قليل كنت بالصدفة ناحية الاستقبال و رأيت احد الأشخاص ضخم الجثه عريض المنكبين و يتحدث بالإيطالية مع متردوتيل الفندق الايطالي السنيور بيرتا العجوز المخضرم و عندما نظرت الي وجه هذا الرجل الضخم عرفت ماهي المفاجئه التي كان يخفيها بوب عزام لعمر الشريف ، فقد كان هذا الشخص هو الفنان الرائع سمير الإسكندراني صديق العمر لبوب عزام ، و علي الفور تعرف الإسكندراني علي وجهي المصري قائلا بلهجة ابن بلد أصيل” يا مساء الفل بوب كلمني عنك و إني اسأل عنك عند وصولي ” و اصطحبت الإسكندراني الي المطعم فكان سلام و عناق حار بين الثلاثه إ ثم بعد قليل وصلت رئيسة الاتحاد السويسري يعني رئيسة الدوله السويسريه !! جلست قليلا ثم انصرفت و كان عمر الشريف يحدثها عن قاهرة الأربعينات و محلات جروبي السويسريه في وسط القاهره ، ثم وصل بعدها اثنين من مشاهير مقدمي البرامج في تليفزيون جينيف و في صحبتهم ناجي أشهر مقدم برامج في فرنسا في التسعينات و هو من أب و ام مصريين و بالرغم من انه لا يتحدث العربيه الا قليل لكن كانت له روح مصريه خالصه تشعر و كأنه من مواليد حي شُيرا!
و تحدث عمر الشريف وقتها عن كواليس فيلم Funny girl فقال انه لم يتم اعادة كثير من تصوير المشاهد مع باربرا سترايسند الذي كان لا يعرفها قبل العمل معها في هذا الفيلم ،، مثل اعادة مشهد القبلة الشهير في الفيلم ، فقد كان يشعر ان باربرا امرأه غير مثيره له ،، لهذا السبب كانت تخرج القبله في المشهد بلا احساس حتي أعاد المشهد كثيرا بلافائده فطلبت باربرا تأجيل المشهد لليوم التالي و قال الشريف انه تلقي منها دعوه علي العشاء في نفس الليله و جلس علي العشاء يستمع لها ثم قاموا بالرقص معا بعد ذالك طوال الليل و قال الشريف انه قد وقع في حب سترايسند في هذه الليله بعد ان تعرف اكثر علي جمال روحها و شخصيتها ، وجاء مشهد القبله في اليوم التالي ،، فنسي كلاهما نفسه حتي أفاقوا علي المخرج يقول , stoooooooooooooop
و لم يكاد ينتهي عمر الشريف من قصته مع باربرا حتي وصل وزير الثقافه السويسري و معه رئيس تحرير جريدة لا تريبيون دي جينيف ،، و ما ان انصرفوا حتي وجدنا عمر الشريف يقف و يستعد للخروج من الفندق مسرعا و علامات العصبية بدأت تظهر عليه و قال لعزام و الإسكندراني بالعربية ،،، تعالوا نروح نشرب حاجه في مكان اخر قبل ان يصل فوج جديد و قبل ما دماغي تنفجر !!! و خرج ووراءه سمير الإسكندراني و بوب عزام يقول لي مع ابتسامه ، عاجبك كده !! انت السبب في ده كله !!! و بعد ان انصرفوا جاء بيرتا العجوز ليسألني هل هذا الرجل الضخم ابو ذقن الذي يتحدث الايطاليه حقيقي مصري !! مش ممكن ابدا يكون مصري !!!! ده شكله و لغته بتقول أنه من مافيا سيسيليا ، ، فقلت في عقل بالي” أه لو تعرف الثعلب – سمير الإسكندراني– عمل ايه في الستينيات لما كان عايش في روما بلدكم “