مازالت ذاكرة مصر تحتفظ بتفاصيل الاحتفالات الرسمية التي تجمع فيها كل طوائف الشعب واحتفظت بمذاقها حتي الآن.
من بينهاعيد الفطرأول أعياد المسلمين كما سمي بعيد الحُلل على حد تعبير المقريزي وذلك لتوزيع الكسوات فيه علي جميع موظفي الدولة.
بدأ العيد يأخذ رونقه مع قدوم الخليفة المعز لدين الله وكان الخليفة حريصا علي أن تعددار الفطرة الكميات اللازمة من كعك وحلوي وكعب الغزال لتوزيعها وإعداد سماط العيد من الخراف والدجاج والحمام وهي كميات كبيرة يعدونها ابتداء من شهر رجب حتي نصف رمضان وكانت صلاة العيد تؤدي في مصلي العيد خارج باب النصر.
هكذا نجد أن خلفاء الدولة الفاطمية توسعوا في الاحتفاء بختام رمضان ومقدمة العيد خصوصا أن عيد الفطر عندهم هوالموسم الكبير.
وفي عصر الإمبراطورية العثمانية كان من المعتاد تناول السمك والفسيخ في أول أيام العيد ومازالت هذه العادة شائعة إلي يومنا هذا ويشيرعبد الرحمن الجبرتي إلي أن مدافع القلعة كانت تطلق طوال أيام العيد الثلاثة أما عن الرحالة الأجانب في عيد الفطر فيقول البريطاني إدوارد لينأومنصور أفنديإن المسلمين كانوا يحتفلون في الثلاثة الأيام الأولي من شهر شوال بالعيد الصغير الذي يعلن فيه انتهاء صوم رمضان فيحتشد المصلون بعد طلوع الشمس مباشرة في أبهي حلة في الجوامع ويؤدون صلاة العيد وتهنئة الأصدقاء في المساجد والشوارع ويتبادلون الزيارات المنزلية كذلك يقدم أرباب البيوت ثيابا جديدا لخدمهم الذين يحصلون أيضا عليالعيديةمن الزوار الذين أتوا للتهنئة بالعيد,ويحرص الجميع علي ارتداء ملابس جديدة حتي أدني الطبقات فهو تقليد يشمل الجميع ولو اقتصر الأمر علي شراء حذاء جديد فقط ويأكل معظم أهل القاهرة في أيام العيد الكعك والفطير والسمك وكميات هائلة من المكسرات ومعظم محلات البلد تغلق أبوابها خلال أيام العيد وتقوم بعض العائلات خاصة النساء بزيارة مقابر موتاهم .
أضاف البرت فارمان قنصل عام الولايات المتحدة الأمريكية أنه في عهد الخديوي إسماعيل أضيف بروتوكول استقبال الخديوي للمهنئين يوم العيد فذكر أنه في الساعة السادسة من صباح يوم العيد تبدأ مقابلات الخديوي باستقبال كبار ضباط الجيش ثم يتقدم الأمراء والوزراء وكبار رجال الدول والعلماء والقضاة وكبار التجار والأعيان ونحو الساعة الحادية عشرة يتقدم بالتهنئة قناصل الدولة الأجنبية الذين تقدم لهم القهوة ويدخنون النارجيلة ويتبادلون حديثا وديا مع الخديوي ثم تعد العدة لخروج المحمل وموكب الحجيج في الثالث والعشرين من شوال.
المرجع:
رمضان في الزمن الجميل.. عرفه عبده زكي
رمضان.. حسن عبد الوهاب