** قال : إنتبه .. أراها قادمه من بعيد
رفع الاخر رأسه و نظر فرآها .. سمراء ، يتدلي شعرها علي كتفيها و ينسدل الباقي علي ظهرها إقتربت في ثوب أسود و إغراء أُنثوي مقصود ..
وقف الرجلان في إستعداد ليمنعوها من الدخول
نظرت اليهما في تعجب و قالت ماذا تفعلان هنا ؟! أفسحوا الطريق !
أجاب الرجل لدينا أوامر صريحه بمنعك من الدخول .
ضحكت ضحكه هازئه ..
و قالت.. من أعطاكم تلك الاوامر ؟ إفتح الابواب و دعني أمُرُ بدلاً من أن تندم .. أ نا أعلم انه ينتظرني .
أجابها بحده .. إسمعي .. الامور تغيرت هنا ،
الرجل لم يعد يريدك .. الرجل قد مات ،
نظرت بإستهزاء و خاطبت نفسها .. أنا أعرف هذه الجمله الشهيره .. كلهم يدَّعون الموت هرباً مني ، و تعود لهم الحياه في لحظه بمجرد رؤيتي قادمه من بعيد ..
إرتدت المرأه قناعاً جديداً .. قناعاً حزينا متألماً و أطلقت دمعتين باردتين ..
وقالت .. أرجوكم .. دعوني أراه .. لابد أن أودعه.
نظر الرجلين الي بعضهما بتردد ..
قال احدهم .. يمكنك ان تريه من بعيد ..
و لكن لا تحاولي الاقتراب .. فوافقت .
فتح البوابه الكبيره ، فمرت .. قادها فسارت خلفه إقتربوا من باب كبير معلق عليه عاموديين متقاطعين من الخشب .. غايه في القبح !
ووقفت من بعيد تنظر .. فرأته من النافذه واقفاً ينظر الي الفراغ .. رافعاً يديه أمامه ثم ساجداً ثم عاد فوقف في إجلال .. إنتفض جسدها رعباً .. لقد كان يصلي .. لم يكن يوماً يصلي ،
ثم رأته قادما يضحك ، و حوله عائلة صغيره تودعه الي عمله ، و رأته ينحني معطياً بعض المال لفقير
و كاد يركب سيارته ليمضي .
إلتقطت عيناه بسرعه و نظرت اليه .. و نظر هو اليها .. توقعت ان يسرع اليها كما اعتاد ان يفعل كل مره .. توقعت ان يناديها في اشتياق ..
و لم يفعل ..
بحثت في عينيه ولم تجد شيئاً .. شيئاً ما قد مات فيه .. هو حي و لكنه لا يراني ، هو حي بل و لم اره اكثر نضاره و شباباً من قبل ،
اخذت خطوه تجاهه فحاول احد الرجلين ان يصدها .. أمسكه الاخر من كتفه ليمنعه من التدخل ، همس .. دعه يتأكد انه لا يريدها .
اقتربت فإنتظرها .. نظرت فلم تجد تشجيعاً
سألته .. ماذا اصابك ؟
قال مت عنك .. فشفيت منك .
اجابت .. لقد كنت تحبني .. تعشقني .. كنت عبداً لجمالي ..
اجابها .. نعم .. كنت عبداً !
الي ان قابلت رجلاً .. يعبر بين البلاد .. يدفع الثمن و يحرر العبيد ..
و يجدد القلب .. كما يجدد النسر شبابه ..
عبر بي من الموت الي حياه جديده ..
فسألته بكل انوثتها ..
واين مكاني في حياتك الجديده ؟
فرفع اصبعه مشيراً الي الابواب .. و قال خارجاً!
نظرت بغضب ثم استعادت هدوءها .. و قالت بخبث .. سأعود ..
سكت لحظه و أجاب .. سأكون مستعداً .
إلتفتت و أشارت بيديها إلي عمودي الخشب القبيحين .. وقالت وما هذا ؟ أجابها اعطاني محرري عودي الخشب ، عليهما القيت كل الماضي ، كل شهوة .. و كل رغبه فيكِ ..
ارفعه علي ابوابي و اترك تحته كل همي ، وادخل البيت بلا همٍ ..
اعلقه .. فكلما اراه .. اتذكر ان لا مكان لكِ في بيتي !