لم تقتصر نتائج الانتخابات البرلمانية التركية على فشل حزب العدالة والتنمية فى تشكيل الحكومة والهيمنة على الأغلبية فى البرلمان فحسب، وإنما كشفت عن نجاح المسيحيين في الحصول على أربعة مقاعد في البرلمان بعد غياب لفترة طويلة، إلى جانب انتخاب 2 من الايزيديين.
من ناحية آخري اعتبرت صحيفة نيويورك أن نتيجة الانتخابات تحمل انتكاسة للرئيس التركى الذى يعمل في إطار صلاحيات شرفية، وكان يرغب في منحه مزيد من الصلاحيات على حساب الصلاحيات الكبيرة الممنوحة لرئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، مشيرة إلى أن الحزب الحاكم فقد الأغلبية التى حصل عليها خلال الدورات الثلاث الأخيرة، مشيرة إلى ان الناخبين أرسلوا عبر هذه الانتخابات توبيخا إلى الرئيس التركى ووضع حد لطموحاته في تعديل الدستور والعمل بالنظام الرئاسي.
وانتقدت مجددا الصحيفة أردوغان ، معتبرة أن الأساليب التى يتبعها في الفترة الأخيرة تثبت عن افلاسه ، وأن النتيجة حملت نصرا كبيرا للأكراد والليبراليين والعلمانيين الأتراك الذين وجدوا صوتهم المعارضة لأردوغان خلال المظاهرات التي تجتاح البلاد منذ عامين.
يذكر أن الانتقادات من صحيفة نيويورك تايمز اعتادت مؤخرا الهجوم على الرئيس التركى وسياساته، محذرا من أسلوبه القمعى وسياسته الخاطئة في التعامل مع القضايا الاقليمية والمحلية، والمطالبة بالحد من شطحاته الاستبدادية.
وهو ما عمل على قيام أردوغان بانتقاد الصحيفة كثيرا، ومطالبتها بعدم التدخل في شئون بلاده، متهما الولايات المتحدة واللوبي اليهودى بمنعه من الفوز في الانتخابات وتحقيق مكاسب.