قال الآباء مفسرو الكتاب المقدس أن اسم مريم له معاني عديدة، منها:
١ – مريم السيدة السامية :
وهي بالحقيقة قد سمت وسادت على حواسها وقواها في إخضاع ذاتها لنور العقل والشريعة، كما سادت وتسود إلى الأبد على العالم في مجدها وفضائلها.
ما أقوى اسم مريم في السماء وعلى الأرض. إن يسوع ” ابن الله ” ذاته خضع على الأرض لسلطان مريم ” وكان يسوع طائعاً لمريم ويوسف ” ( لوقا ٢ : ٥١ ) .
وصلاة مريم في السماء تنطوي على الطلب الحار أكثر مما تنطوي على التوسل والرجاء مثل سائر القديسين والشفعاء.
وهل يرفض الله طلباً باسم مريم؟ وهذا ما فعلته في عرس قانا الجليل، عندما نفدت الخمرة قالت ليسوع: ” لم يبقٓ عندهم خمر ” ثم التفتت إلى الخدم وقالت لهم: ” إفعلوا ما يأمركم به “، وبناءً على طلبها حولّ يسوع الماء إلى خمر وأبهج أهل العرس، وكانت هذه الأعجوبة أولى آيات يسوع أتى بها في قانا الجليل، فأظهر مجده فآمن به تلاميذُه . ( يوحنا ٢ : ١ – ١٢ )
ما أشد قوة إسم مريم على الشياطين.. قال القديس توما الأكويني: ” ان اسم العذراء مريم المبارك، يسبب رعب للشياطين والأرواح النجسة، يصعقهم كالسهم الناري القاتل، فيمكننا ذكره دائماً لنتقي شرّ هجماتهم ونتفادى حملاتهم ” .
والقديس بونافنتورا يقول : ” إن الأعداء الغير المنظورين يخشون اسم مريم، فاننا نراهم عندما يسمعون هذا الأسم يلوزون بالفرار ويشعرون بفقد قواهم مثل ما يذوب الشمع في النار ” .
فكم من الحوادث الخارقة في كل جيل وكل عصر تثبت ضرورة الإلتجاء إلى مريم وذكر اسمها ضد الأرواح الدنسة، والأعداء المنظورين وغير المنظورين .
٢ – مريم نجمة البحر:
هي نجمة البحر لأنها ضياء ورجاء الذين يسيرون في بحر هذا العالم المحاط والمليء بالأخطار والصعوبات والمشاكل والهموم ، والمتلاطم بالأمواج والعواصف.. فهي تنقذهم وتنجيهم من العواصف القوية والصعبة، وتساعدهم مشجعةً إياهم بصلواتها وتضرعاتها وشفاعتها حتى يصلوا إلى ميناء الخلاص.
٣ – مريم كوكب الصباح:
هي كوكب الصباح لأنها نور النفوس التقيَّة، ونور الأشقياء والملحدين العميان الذين لا يبصرون شيئاً في الأمور الإلهية، والكنيسة تحييها بلقب كوكب الصباح، لأنها تنهض مبكرة لتضيء بأنوارها من هم فريسة العواصف والأمواج، ولتملأهم فرحاً وسعادةً برجاء إكتشاف الشاطئ الهادئ والأمين، وبالوصول إلى ميناء السلام.