مريم العذراء سلطانة الحبل بلا دنس الخطيئة الأصلية ( ٢ )
عقيدة الحبل بلا دنس والعقائد المسيحية :
هذه العقيدة، الحبل بلا دنس، ليست مستحدثة بين العقائد المسيحية، بل يرجع الاعتراف بها إلى العصور الأولى للمسيحية. فقد أجمع الأباء القديسون ومعلمو الكنيسة منذ نشأة الكنيسة على الاقرار بها والدفاع عنها. وهذا ما يزيدها إيضاحاً ورسوخاً .
ففي القرن الثالث للمسيحية يقول العلامة أوريجانوس – فخر المدرسة الإسكندرية: ” ان تحية السماء: السلام عليك يا ممتلئة نعمة لا تليق إلاّ بمريم دون سواها، لإن مريم لم تدنس أبداً من نفثة الحياة المسممة بالخطيئة ” .
وفي القرن الرابع، نرى القديس أمبروسيوس يقول: ” إن مريم العذراء كانت بنعمة خاصة طاهرة نقية من دنس الخطيئة “.
وفي القرن الخامس، يهتف القديس كيرلس بطريرك الإسكندرية قائلاً : ” إننا جميعاً نولد بالخطيئة الأصلية ونأتي إلى العالم حاملين وصمة العار، الذي ورثناه عن أبوينا الأولين آدم وحواء، ما عدا العذراء القديسة التي جاءت لنا بالإله المتجسّد” .
وفي القرن السابع، نرى القديس ايدلفونسوس يقول : ” إن مريم قد وجدت بريئة من وصمة الخطيئة الأصلية ” .
وفي القرن الثامن، يؤكد القديس يوحنا الدمشقي قائلاً : ” إن الحية لم تجد لها منفذاً إلى هذا الفردوس الذي هو نفس مريم ” .
وفي القرن الحادي عشر، يُبشر القديس بطرس داميانوس مُعلناً : ” بأن الجسد الذي ورثته العذراء مريم أم الله عن آدم، لم يُدّنس ابداً بخطيئة آدم “.
وفي القرن السادس عشر قام القديس يوحنا بركمنس اليسوعي وأعلن قائلاً : ” إني أقرر وأكتب بدمائي أن العذراء وحدها قد حُبل بها بدون دنس الخطيئة ” .
وهذا إيمان و اعتقاد المؤمنين في كل جيل شرقاً وغرباً ، جنوباً وشمالاً.
وثابت من التقليد ايضاً أن الشعوب المسيحية في الشرق والغرب ، كانت تحتفل بعيد الحبل بلا دنس منذ أجيال الكنيسة الأولى، وله ذكر خاص في كتب الطقوس ( الليتورجيا ) يتضمن قراءات من الكتاب المقدس ، وأباء الكنيسة ومعلميها ، جانباً إلى الترانيم والتراتيل الخاصة بمديح العذراء .
وكان المسيحيون وما زالوا يُسمونه : ” عيد الحبل بأم الله بلا دنس ، او حبل حنة الطوباوية ” . وهذا دليل واضح على اعتقاد وإيمان الكنيسة ومؤمنيها منذ البداية وإلى اليوم : ” بعصمة مريم العذراء من الخطيئة الأصلية ” .