تفترش الشوارع بالسعف وسنابل القمح والورود ، لتعلن عن عيد أحد الشعانين الذى يسبق عيد القيامة بأسبوع ، ويعتبر ذلك موسم لبائعين السعف والورود ، حيث ترتفع أسعار السعف والورد وايضا القمح ، ففى منطقة شبرا وهى احد المناطق الشعبية، وصل السعف إلى ٣٠ و٤٠ جنيه حسب شكله ، بينما الصليب المصنع من سنابل القمح يصل ثمنه إلى ١٠ و١٢ جنيه، وتختلف اسعار الورود ولكنها لا تقل عن ٤ جنيهات للوردة الواحدة .
فأصبح الأن أحد الشعانين مناسبة دينية واجتماعية ، حيث تقوم الأسر بالزيارات وتبادل الهدايا الخاصة بهذا العيد ، وأيضا اصبحت الفتيات المرتبطات ينتظرن من خطابهم الصليب المصنوع من السعف تزينه الورود، ولكن هل هذا هو حال كل الاسر المسيحية في مصر، تنقلت وطنى بين بعض المحافظات لتتعرف على عادات وتقاليد المصريين في هذا العيد الذى ينتهى بصلاة الجناز لنبدء أسبوع الألام والبصخة المقدسة .
القربانة وبيت النمل اشكال يصنعها الأطفال
في البداية قالت مريم ناشد صيدلانية من كفر الشيخ : عندما كنا أطفال كان والدى يحضر لنا السعف وكنت نقوم بعمل أشكال كثير منه مثل الصليب والقربانة وبيت النمل وأهم حاجة الخواتم ، وتانى يوم نروح الكنيسة عشان يصلى عليه.
وبعد الكنيسة نجتمع كلنا عند أحد الاقارب للغذاء، وتبدء بعد ذلك البصخة المقدسة، فالبعض يذهب للكنيسة والبعض الاخر يذهب لشراء ملابس العيد.
توزيع السعف على الأسر الحزينة
وقالت كاترين جمال من أسيوط : ماما كانت بتجمعنا واولاد عمى وتعمل لنا اشكال من السعف زى التاج والخاتم وأسورة وصليب ، وكمان كانت تعملنا القلب الكبير ، وقد تعلمته منها وعلمت أخويا الأصغر، وكنا نحضر سعف كتير ونوزع على الأقرباء اللى مش بيعيدوا،لأن بعض الأسر اللذين يكون لديهم حالة وفاة لا يشتروا سعف ، لان دة بالنسبة لهم إحتفال وهما في حداد، ويوم الأحد نلبس ملابس أحضرناها خصيصاً ليوم الأحد ونذهب للكنيسة وتكون زحمة شديدة وكان السعف يدخل في العين من الزحام ولما ابونا يرش المياة كنا نجرى عليه، وبعد ما نرجع من الكنيسة نحتفظ بالسعف لأنه قد صلى عليه، وماما بتفضل كل ما تنضف البيت تشيلهم من مكان لمكان اخر.
زمان لعب.. دلوقتى مصاريف
يرى مايكل سمير مهندس ، أن أحد السعف بالنسبة لنا ونحن صغار هو عبارة عن الأشكال التى يصنعها لنا اهالينا من السعف، ولكن الان اختلف بعض الشئ فيجب ان نحضر الورود للاسرة ولخطيبتى وكمان سنابل القمح ، فهو عيد يجب أن نحتفل به في كل المراحل، وكمان كنا في الاول بنتغدى عند تيته بعد الكنيسة، لكن دلوقتى لازم أتغدى عند خطيبتى.
الاحتفال يختلف من بلد لأخرى
ويرى بيشوى لمعى ، أن الأحتفال بأحد الشعانين يختلف من محافظة لأخرى ومن المدينة للقرى، ففى القرى نحصل على السعف من النخل ولا نقوم بشرائه كما يحدث في المدينة ، وايضا نحن نصنع منه الاشكال بأيدينا بينما في المدن من يبيع السعف يقوم بعمل الاشكال به وتباع بأسعار غالية ، حيث كنت في زيارة لأحد أقاربى بالقاهرة وكان ذلك في أحد السعف وعند خروجنا من الكنيسة ليلة السبت اراد قريبى شراء السعف للمنزل وعندما سمعت السعر اصابنى ذهول، حيث وصل ثمن الفرع الواحد ٢٥ جنيها ، وايضا سنابل القمح التى يقوموا بعمل اشكال بها تصل الى ٥ و ١٠ جنيهات، فأصبح احد السعف موسم لجميع البائعين لانه لا يوجد بائع متخصص في ذلك.
اول مرة اشوف سعف معمول بيتباع
بينما قالت دميانة : للمرة الأولى أرى السعف بيتعمل ويتباع ، فعندنا في إدفو بنشترى السعف ونعمل نحن به الاشكال في الكنيسة يوم (أحد الخوص)، لذلك نجد ان الناس تهتم بعمل اشكال من السعف ولا يركز أحد مع القداس ، فالاحتفال هو أن يضفر كل شخص السعف الخاص بأسرته ، وبعد انتهاء القداس يتغير الوضع فندخل في البصخة المقدسة وبهذه المناسبة تقوم السيدات بلبس الأسود.
أهم حاجة السعف في البيت
قال سامى إبراهيم رب أسرة : أن الاولاد تعودوا كل عام على وجود السعف بالبيت، حتى بعد ما تجوزوا ييجوا هما واولادهم ولازم كل واحد يكون السعف بتاعه موجود ، عشان كدة يوم السبت انا بنزل اشترى من قدام الكنيسة ، بشترى من النوعين اللى مضفر واللى مفيهوش حاجة، عشان احفادى بيحبوا يلبعوا به ويعملوا اشكال، واليوم دة بيبقى من اجمل الايام عندما أرى العيلة كلها وهما بيحاولوا يعملوا حاجة من السعف، وعايز اقول كل سنة وكل مصر بخير.
بعلقه في البلكونة
من ساعة ماتجوزت وانا كل سنة اشيل واحدة واحط الجديدة عشان تبقى سنة خضراء علينا ، هذا ماقالته سامية اندراوس مدرسة بأحد المدارس الحكومية ، وأضافت ، أحد السعف دة عيد كبير وكلنا بنكون مبسوطين بس أهم حاجة بأخد أولادى وبنروح الكنيسة ، وبعدين بنشترى سعف ونعلقها في البلكونة وكمان بنشترى سنابل القمح وبعلقها في الصالة.