بات واضحاً أن ما تعرضه شاشات الفضائيات من عنف وبلطجة وإرهاب للمواطنين لا يتعدى نقطة فى بحر ما يحدث على الطبيعة ، فالواقع يؤكد انتشار معدلات الجريمة وخاصة بصورة كبيرة داخل الأحياء الشعبية والقرى نتيجه غياب المسئولين عن الأمن خلال الفترة الماضية والتى اعقبت ثورة 25 يناير والتى اظهرت مدى العنف والإرهاب المتوطن داخل اغلب الشباب الذى يواجه أزمات إجتماعية واقتصادية ادت إلى انتشار معدلات الجريمة .
وأقرب مثال على ذلك هى واقعة مقتل الطفلة لميس سليمان حمدى والتى تبلغ من العمر عامين واصابة نجل عمها الطفل سليمان حمدى والذى يبلغ من العمر 6 سنوات بحروق 45 % بمختلف أنحاء جسده .
بدأت أحداث الواقعة خلال شهر مايو الماضى عندما حدثت مشاجرة بقرية كفر الحصر التابعة لمركز الزقازيق ، بمحافظة الشرقية بين عائلتين بالقرية بإستخدام الأسلحة البيضاء وزجاجات المولوتوف وذلك بسبب خلافات عائلية ، حيث قام أحد طرفى النزاع ويدعى ” حسن . ز . م ” ، بإلقاء زجاجة مولوتوف على منزل ” سامبو . أ .م ” وذلك أثناء مرور الطفلين فى هذه اللحظة على الرغم من تحذيرات الأهالى والمارة للشخص الذى يحمل زجاجة المولوتوف بعدم إلقائها حرصاً على سلامة المارة والأطفال ، الا أنه رفض بشدة الأستماع لتحذيراتهم ، وأطلق وابلاً من السباب والألفاظ النابية على جميع الأشخاص المتواجدين بالمشهد ، مؤكداً عدم خوفه على احد أو من أحد ، وقام بإلقاء الزجاجة التى تحتوى على البنزين بعد أن قام بإشعالها بالنيران مما أدى إلى اصابه الطفلين لميس ” عامين ” وسليمان ” 6 سنوات ” والذى تصادف مرورهما فى ذلك التوقيت اثناء ذهابهما لأحد المحال التجارية لشراء الحلوى والمجاورة لمكان الواقعة ، الأمر الذى ادى إلى وفاة الطفلة نتيجه اشتعال النيران بها وإصابه نجل عمها بحروق بنسبه 45 % فى جميع انحاء جسده .
قالت سعدية احمد ضياء جدة الأطفال : أننا أصيبناً بحالة من الذهول والصدمة من هول شدة الواقعة التى رأينا فيها فلذات اكبادنا لميس وسليمان وهم يحترقون والنيران تشتعل فى جميع اجزاء اجسادهم والتى تسببت فى استشهاد حفيدتى وإصابة حفيدى بحروق شديدة .
وأستكملت الجدة المكلومة أننا من المواطنين البسطاء نملك قوت يومنا بالكاد ولا نملك من حطام الدنيا شيئاً سوى ابنائنا الصغار اللذين اسعدونا فى هذه الدنيا التى لم نرى بها يوما سعيداً ، ولكن جاء هذا المجرم ليحرمنا هو الآخر من هذه السعادة والفرحة بأطفالنا وقام بقتل الطفلة لميس واصابة سليمان عن عمد .
واضافت والدموع تنهمر من عينيها ، لقد اضطررنا لبيع كل ما نملك أنا وأولادى لنوفر ثمن إجراء العمليات الجراحية اللازمة لحفيدى سليمان والتى بلغت حوالى 50 ألف جنيهاً ، من أجل إنقاذ حياته بعد إصابته بحروق بنسبه 45 % ، ونسبه عجز بناءاً على تقرير الطب الشرعى ، حتى يظل على قيد الحياة ولا يلحق بإبنة عمه لميس التى توفت فى الحال عقب الحادث الإجرامى البشع .
فى النهاية ناشد والد الطفلة لميس وجدتها القضاء المصرى العادل بتوقيع أقصى العقوبات على هذا المجرم الذى لا يخشى الله ولا المواطنين وليس لديه رحمة أو إنسانية بهؤلاء الإطفال الصغار ، وذلك بعد أن قام بالنقض عقب الحكم عليه بـالسجن لمدة 15 عاماً ، ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه بالبلطجة والقتل وإرهاب وتخويف الأهالى حتى لا تتكرر هذه المأساة مرة آخرى .