تحية إلى كاترين …
تحية إلى الشهيدة كاترين ذات الستة عشر ربيعاً…
التي خضّبت دماؤها أرض ليبيا الشقيقة، حيث قدمت هناك شهادتها للمسيح… أنتِ أحدث شهيدة ولكنكِ لستِ الأولى أو الأخيرة، فما يزال السنكسار القبطي مفتوحاً .. إن الكاتب لا يكاد يفرغ من تدوين سيرة شهيد أو معترف حتى يتقدم آخر بقصته فخورًا يطلب إليه ليس أن يُخلَّد ويُكرَّم، وإنما أن تُسجَّل شهادته للمسيح أمام العالم.
تحية إلى كاترين وأسرتها.. سواء الأب والأم اللذين استشهدا قبلها، أو الشقيقتين اللتين ستظلان ترويان كل يوم قصة العائلة التي شهدت للمسيح، وستفخر إيبارشية طنطا ومحافظة الغربية بأنها قدمت شهادة للمسيح أمام العالم كله..
نعم تأثرنا كثيراً لبشاعة الحادث.. ولكننا لم نُفاجأ باستشهادك، فكل يوم نسمع ونقرأ عن نموذج جديد من الذين يشهدون للمسيح، لو كنتِ أنكرتِ المسيح لما قتلوكِ بعد أن اختطفوكِ، ولملأوا الدنيا صياحاً بإنكارك للإيمان. كاترين … كيف لم ترهبي السيف والتعذيب والأسلحة الآلية؟!
لستِ الاولى التي تقدم حياتها الأرضية شهادة للمسيح وثمناً للإيمان، وليس مهما كم عشتِ وأين عشتِ وأين قُتلتِ، ولكن المهم أنكقُتِلتِ بسبب إيمانك ومحبتك للمسيح، ولم تبخلي بحياتك لأجل المسيح.
تحية لكاترين…
اليوم تتألم شقيقتاك ولكن غدًا وبعد غد سيدركون أن أعظم شرف ومجد في حياتهم أن صار لهم ثلاثة شهداء من أسرة واحدة، وأن الله خصهم بهذا الشرف، مهما عاش أبواهما وشقيقتهما، ومهما وصلا وحققا من مجد فلن يضاهيه مجد الشهادة واكاليلها.
لقد ابهرتينا بشجاعتك، وبقدر تألمنا لاختطافك وقتلك بقدر ما شعرنا بالفخر لأنك ارتقيتِ الى هذه الرتبة وصرت شفيعة وسفيرة عنا ..
تحية إلى كاترين…
27/12/2014