عقدت منظمة الامم المتحدة، بالتعاون مع منظمة الصحة ، مؤتمر حول اليوم العالمى للإيدز يوم 2ديسمبر، وذلك علي هامش المؤتمر العالمي للإيدز الذي عقد يوم 1 ديسمبر في باريس ، والذي شارك فيه رؤساء وحكومات الدول للقضاء علي الايدز في العالم وتسريع الاستجابة العالمية للحملات المحاربة له ، وناقش المؤتمر، التقرير العالمي للإيدز، لعام 2014، تحت شعار” خلوها صفر” ،و عرض التقرير أيضاً وضع الإيدز في مصر ، والدور التي تقوم به منظمة الامم المتحدة لمكافحة الايدز علي مستوي مصر والعالم .
وتحدث خلال المؤتمر الدكتور وليد كمال مدير البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة،قائلاً : أن البرنامج الوطني للإيدز، لديه إهتمام دائما بأن يكون علي خط واحد ومتوافق مع الاستراتييجيات و الاتجاهات العالمية ، وأن يسد الفجوة في المكافحة بين الاعداد الموجوده حالياً والاعداد التي لا تتقدم للتحليل ،إلي جانب تقديم الرعاية والعناية و دعم للمصابين بالفيروس .
وأوضح كمال أن مصر دولة ذات معدل إنتشار منخفض بالفيروس، ولكن المؤشرات والبيانات توضح الخطر الموجود، ولابد أن ناخذ بعض الاجراءات السريعه لتواقي الخطر، والحد من إنتشار الاصابة بالايدز. وأكد كمال أن الاعداد الحقيقية للمصابين بالإيدز تختفي بين جموع المواطنين، لأنه مازال هناك حاجز الوصم، والتمييز الذي يحول دون سعى طلب بعض المصابين العلاج من الإيدز، والذي نعتبره موجود بنسبه عالية جدا في المجتمع المصري نتيجة لبعض المعتقدات، والاعراف والعادات الإجتماعية، و يمثل الحاجز الرئيسى في مصر تجاه الافراد والمعرضين للخطر، إلي جانب أن هناك بعض المعتقدات الخاطئه الخاصة بالعزل او الطرد وتجنيب هذا الشخص بعيداً عن المجتمع.
وأوضح أن البرنامج يقوم بإعادة تحديد اولويات الخطط المستقبالية، ونامل أنه بحلول عام 2030 أن نكون علي خط واحد مع الاتجاه العالمي للقضاء علي الايدز كمشكلة صحة عامه والتي تؤدي إلي اهدار كثير من الموارد.
وأكد كمال علي دور الاعلام في التغطية الاعلامية الجغرافية، لكسر حاجز التكلم عن الايدز بين الشباب، وبين جموع المواطنين ، وقال أنه يجب تضافر جميع قطاعات المجتمع، ووزارة الشباب والقيادات الدينية، والمجتمع المدني.
وأضاف أن رحلة الشخص المصاب بالإيدز تبدأ بعمل تحليل للتأكد، ومعرفة إذا كان مصاب، وفي هذه الحالة يتجه الي مركز المشورة، والفحص الاختياري هو تابع لوزارة الصحه، وموجود في 18 محافظه تقدم خدمة التحليل بالمجان بسرية كامله.وأوضح كمال أن مركز المشورة يقدم طرق العلاج وكيفية الحماية من الاصابة و كيفية الحفاظ علي حياة الانسان لنهاية العمر، والرعاية وحماية الاسرة وشركاء الوطن والمحيطين ، وعدم تتطور العدوي، و العلاج متاح بالمجان لكل المصابين وهو عبارة عن ادوية مضادة للفيروسات لتحسين حياتهم
وأوضح كمال أن أن عدد حالات الإصابة بمرض الإيدز المسجلة فى مصر بلغ رسميا 4625 حالة إصابة وهناك أتصال دائما بين المصابين ومراكز المشورة لتقديم الرعاية و العلاج بدون الملاحقات الأمنية ، وتشير التقديرات إلى وصول العدد إلى 7500 حالة ولكن العدد الحقيقى غير مرصود ، نتيجة لقصور في المعرفة ووجود فئات مخفية بين طيات المجتمع لم تتقدم للفحص .وأضاف أن مرض الإيدز مثل اي مرض مزمن، يعامل من خلال المنظومه الصحية الموجودة ويتاح للناس تقبل الايدز كمرض ، ولا يتم ربطه بالسلوك ، وهناك ممارسات في المجتمع لا يتم محاربتها كسلوك ولكن يتم محاربتها عند اصابة الشخص بالايدز ، ويبدا الربط بين السلوك و المرض ومحاربة الشخص ذاته.
وأضاف أنه يجب عدم الإنصياع وتصديق أن وباء الإيدز مستورد من الخارج و يأتي عن طريق الزائرين ، وأشار أن عدد المصريين المعلن بالنسبة لنا هو حالات مصرية مئه في المئه تمت الاصابة بالمرض دون أن يتعرض للسفر خارج الوطن ولم يحتك باي أشخاص غير مصريين. وقال كمال أن تكلفة العلاج مكلف ونحن لا ننتظر ان يكون لدينا عدد كبيربالاف وبالمئات الاف بحلول عام 2020 لاخذ العلاج ، لذا يجب البحث عن حل المشكله وكيف يتم توفير موارد اقتصادية لها ، حيث التكلفة بسيطة الان.
وأشار إلى أن فترة التعايش مع المرض هي فترة غير محدوده الآن مقارنة بالسابق، إذ كانت هناك اعراض المرض تظهر خلال 5 الي عشر سنوات او 15 سنه ، ومع ظهور العلاج والرعاية والمشورة يوجد أشخاص كثيرون يعيشون حياة أطول. وأوضح كمال أن أطفال الشوارع هم أكثر عرضة للاصابة بالمرض بنسبة تصل إلى نصف في المائة تقريبا نتيجة الإحتكاك وتعرضهم لعدد كبير من السلوكيات والممارسات الخاطئة التي ممكن أن تؤدي الي الاصابة بالفيروس ، ولذا فهذه هى الفئات المهمه بالنسبه للبرنامج وبالنسبة للجهات المتعاونه والدولية
-وأوضح الدكتور أحمد خميس مدير برنامج الأمم المتحدة المشارك بمكافحة الايدز بمصر أن البرنامج هذا العام ياتي متزامن مع التوجه العالمي لتسريع الإستجابة الوطنية للقضاء علي فيروس نقص المناعة البشرية ويتم التنسيق مع 11 منظمة تابعة للامم المتحدة بالتناسق مع وزارة الصحة في هذا العام .
وأضاف أن 1 ديسمبر كان اليوم العالمى للإيدز الذي أطلق فى باريس استراتيجية لتسريع الاستجابة لجهود مكافحة الإيدز، متجها الي إستراتجية الثلاث اصفار ( صفر حالات جديدة، صفر اصابات مرتبطة بالايدز ، صفر وصمه وتمييز) ، ونحن نناشد العالم للوصول إلى استراتيجية جديدة بنهاية عام 2020 و التي تسمي ( 90 %” تغطية للعلاج و 90% للاشخاص المتعايشين مع المرض والقادرين علي التعايش بشكل ايجابي ) ، ونسعى للقضاء تماما على الإيدز بحلول عام 2030 ، والقضاء على الوصم والتمييز بالنسبة للمرضى.
وأضاف خميس أنه تم توقيع استراتيجية عربية فى مارس الماضى لمكافحة الإيدز، لتحسين الرعاية الطبية للمتعايشين مع المرض وملزم بها جميع اعضاء جامعة الدول العربية ،مع نشر ثقافة وعى عن التحليل للكشف المبكر عن الإصابة بالمرض ليتمكن من التعايش مع المرض والتقليل من عدد الوفيات.وان تكون الرعاية الصحية ذات جودة عالية و أن يقدم العلاج بشكل مجاني .
وأوضح خميس أن التقرير ينظر للبعد الإقتصادي والإستثمار حاليا في الاستجابة سواء في مصر او العالم العربي حتي لا ننتظر عام 2020 و2030 ويكون هناك ارتفاع كبير في عدد حالات الإصابة ، وعندها لا يمكن اقتصاديا إمكانية دعم العلاج .
– وبسؤال الدكتور وليد كمال عن تكلفة العلاج بالنسبة للفرد ؟ قال: أنه لا يمكن حسابها بصورة دقيقة، لانه يوجد عدد كثير من خطوط العلاج ، فهناك الخط الاول : ويوجد فيه أكثر من نوع حسب حالة الشخص نفسه ، وهل هناك امراض مصاحبة لحالته وما هي حالة الكبد والأنيميا ، وهناك الخطوط الخاصة التى ببعضها قد يكون العلاج في متناول الجميع ، وفى البعض الآخر يتكلف الفرد آلاف من الدولارات لعلاجه.
– و بالسؤال عن حالة المصاب بالفيروس وما يصاحبها من ردود افعال وهل هناك حالات انتحار؟ قال كمال: أنه لم يتم رصد أية حالة انتحار ، ولكن هناك لحظات عند معرفة الشخص انه مصاب بالإيدز تمثل أحيانا كثيرة صدمه لدي الشخص، تصل إلى حد الإكتئاب مع التفكير برد فعل المجتمع تجاهه. ولكن مع المشورة الجيدة والرعاية والإحتضان لهذا الشخص نجد ان هناك تحول كامل مئه في المئه يتحول الي شخص ايجابي ومتعاون وخاصة عندما يعلم ان هناك فرصه للعلاج وانه يعيش حياتة دون الظهور لاي اعراض للمرض و يقدر يشتغل ويعيش وسط الاسرة مع الاخذ الاحتياطات البسيطة لكي يحمي المحيطين له من العدوي .
– وعن خريطة التوزيع لمرض الإيدز ، قال كمال: أن معدل إنتشار فيروس الايدز يوجد في كل المحافظات، ولكن تزداد الاصابة بالفيروس بالمحافظات ذات الكثافة السكانيه العالية مثل القاهرة والجيزة والاسكندرية ، و نجد أيضا أن هناك أشخاص من محافظات اخري يقومون بالتحليل أو تلقي العلاج في المحافظات الكبري ، وهذا لمجرد الخوف من الملاحقة له او معرفة الاهل عن مرضه .
– وعن كيف نصل بصفر فى القضاء علي فيروس الإيدز ؟ أجاب : أولا بالتوعية والمعرفة السليمة ؛ فالوقاية هي الاساس بالنسبة لنا، إلي جانب كسر حاجر الوصم والتمييز في المجتمع ومساعدة المصابين لتقبل الموضوع، وتوضيح للمجتمع ان الايدز مثله مثل اي امراض كثيرة في طرق العدوي، و ليس قاصر علي طرق العدوي السلوكيه فقط .