عندما نقرأ هذا المقطع من الإنجيل المقدّس نرى في القسم الأول حادثتان مؤسفتان راح ضحيّتهما أشخاص كثيرون .
نتسأل.. من المسئول الله أم الإنسان؟
أين هو الله من من هذه الأحداث والكوارث المفجعة؟
بل، أين نحن من الله ؟
الإيمان ضروري لفهم أحداث كهذه ، والتوبة هي الأساس. إن مشكلة الألم هي مشكلة واجهت البشر في كل زمان و مكان ، والسؤال هنا : لماذا يتألّم هؤلاء ويموتون وهم يعملون خيراً أي يقدّمون ذبائح؟
لم يقدّم يسوع تفسيراً لهذه الحادثة أو تلك ، فالله غير مطالب بأن يقدّم لنا تفسيراً عن كل حادثة، فالطبيب الماهر لا يشرح لمريضه تفاصيل العمليّة الجراحيّة التي سيقوم بها . يكفي المريض ثقته في طبيبه ، ونحن ، كأولاد الله يكفينا أن نعلم أننا في يده، هو الضابط الكل ، القوي ، وأولاً وأخيراً هو أبونا ولا يتركنا أبداً ، وإذا سمح بأي حدث ستكون نتيجته للخير لا للشر . فالله صانع خيرات وليس إله كوارث . يقول القدّيس بولس في رسالته إلى أهل رومية : “إننا نعلم أنّ جميع الأشياء تعمل لخير الذين يحبّون الله ” ( رومية ٨ : ٢٨ ) . ونحن لا يقّ لنا أن نحكم على أن الآخرين مخطئين بالضرورة إن وقعوا تحت الآلام ، وأن نقول أن الأصحاء والأغنياء هم ابرار ، وإلاّ لما مات المسيح نفسه وصُلب عنّا وهو البار . وبالتالي يجب أن لا نهتم بخطايا الآخرين ، بل أن نهتم بخطايانا ونتوب عنها . ولذلك يكرّر السيد المسيح قوله مرتيّن:”إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون “.
امّا مثل التينة فهو يرمز إلى الإنسان المسيحي المزروع بسر المعموديّة في الكنيسة المقدّسة التي يرعاها الله ، فهو الكرّام الذي يهتم بكرمه . وعلى كل إنسان مسيحي أن يقدّملله ثمار أعماله الصالحة ، وإلاّ عرّض نفسه للهلاك . فالله رحوم وغفور يمنح الإنسان الفرص والوقت الكافي لكي يعمل ويأتي بثمار من خلال التوبة والندامة والرجوع عن الضلال إلى الحق.
ولكنّ الله عدل أيضاً. يقول أحد الآباء القديسين : ” إن الله يدين الإنسان حسب مبدأين: الرحمة والعدل . فإن كان يريد أن يُطبّق عدله فقط ، فما من أحد يخلُص . وإن عامل برحمة فقط ، تعمّ الفوضى والخطيئة على الأرض . إذاًالله يحاسب بحسب رحمته وعدله معاً . ولكن يوم الدينونة رحمته تتغلّب على عدله ” .
هذا المثل هو إنذار لنا نابع عن عل الله ، وبشرى ساره أيضاً عن رحمته وحنانه تعالى.
فلنثق برحمته ثقة كاملة ، ولنخَف عدله الإلي خوفاً شديداً. فإن الثقة والخوف يتكاملان في قلبنا ويحملاننا على أن نعيش الحياة المسيحيّة الحّة ونأتي بثمار شهيّة تفتح لنا أبواب السماء .
فلنتضرّع إلى العذراء مريم طالبين شفاعتها ، لكي نُدرك عطايا الله ومواهبه ونعمه لنا، فنّثمر ثماراً طيبة في حياتنا ، ومن ثمارنا يعرف العالم بأننا تلاميذ المسيح .