تحتفي قاعة ” أفق واحد ” باستقبال أحدث معارض المبدع الفنان “فاروق حسنى” “ بورترية“.. معرض يكشف ملامح تجربة جديدة تحمل تحدياً كبيراً يتعلق بتناول غير معتاد من الفنان .. طرح يمزج بين الأسلوب التجريدي والتشخيصي لأول مرة فى أعمال تعد مفاجأة للجمهور والنقاد .. طرح سيجعل من هذا المعرض علامة مهمة فى مشوار الفنان الكبير .. وتكمن أهمية المعرض فى أنه أول حوار إبداعي بين الفنان فاروق حسنى وجمهوره المصرى بعد غياب ٤ سنوات .. لذا يتوقع أن يحتل هذا المعرض اهتمام الوسط التشكيلي والثقافي وسيكون لمردوده صداه الإقليمي والدولي .. ويقول الفنان “فاروق حسنى” “أشعر بقيمة عالية وسعادة غامرة عند عرض أعمالي فى مصر أكثر من أي مكان فى العالم”
فاروق حسنى ولد وتلقى تعليمة فى الإسكندرية، شب كرجل وفنان فى بلاد مثل بلجيكا وفرنسا وإيطاليا فتحول عندها إلى مواطن يحمل داخلة العالم منذ امتزجت لدية حالة الفن بحياته الدبلوماسية وهما اللذان أخذاه دائما وبنجاح حول العالم من قارة إلى أخرى.
بعد ذلك عين فى روما منذ عام ١٩٧٩ وحتى عام ١٩٨٢ نائباً لمدير الأكاديمية المصرية فيها ثم مديراً للأكاديمية من ١٩٨٢ وحتى ١٩٨٧ حيث إن هذه المرحلة وبعد كل هذه التجارب السابقة، أكد هويته الفنية خارج وطنه. استدعى فاروق حسنى إلى القاهر عام ١٩٨٧ ليصبح وزيراِ للثقافة.
فاروق حسنى اليوم هو وريثاً طبيعياً لذلك الفنان الصغير الذى بدأ فى صباه برسم كل ما يحيط به من طبيعة تزخر بها الإسكندرية، وأشخاص عائلته وأصدقاؤه، وأحيانا كان يبتكر ألوان على بالتته بألوان غير الواقع لتعكس نوعاً من التجريد بعد ذلك.
واحده من أهم صفات الفنان هي الالتحام وعدم الانفصال بين حياته وفنه، هو لم يتتبع اتجاه معين، ولكنة استقر على اتجاه واحد، الاتجاه المستقيم غلف رحلته دون تحولات، وهكذا فعل فى عمله الخاص ومهنته السياسية وبرهن باحترام أنه أنجز فى مسيرة حياته فى عالم الفن وفى دوائر السياسة العالمية.
هذا المعرض هو الأول فى القاهرة بعد انتهاء أعبائه السياسية، أنه مرآة لهويته المتعددة والمندمجة كفنان مثقف، واللذان اندمجا معاً خاصة فى سنواته التسع التى عاشها فى إيطاليا التى خصبت علاقاته بالعمل المشترك القائم على الاحترام المتبادل مع مبدعين وفنانين ومثقفين من مخرجي أفلام ونجوم سينما وفنانين لهم شهرة وأدباء لتتقدم هذه الخلفية الثرية لشخصيته المتفردة.. فهذا الفنان ليس فناناً نمطياً لكنة مبتكراً للفن والذي تعكس تصويراته ما يعتمل بداخله وما يؤرقه خلف هذا المظهر الهادئ وما يدفعه للتعبير فى أعمالة على ورق وتوال إن تلك الطاقة التى تعتمل داخل عقله وجسده هي ذلك التخصيب لتلك الأفكار التى تثمر نتائج اتجاه يشكل عملية بطيئة من تململ واحتياج ضروري للإدراك أو الاستيعاب الفوري.
فالمجموعة التى أنتجها بوحي من خيالة كانت وليدة اللحظة، تستبق رؤيته الشخصية ” الصورة” لكثير من الفنانين المصورين لفناني اليوم فاللوحة متوهجة ببريق متغير من الألوان، والتي مازلنا نراها حتى اليوم فى أعمالة الفنية التجريدية حيث الألوان تتناثر كنقاط تتلاحق وتقاطع بعضها البعض، تذكرنا بألوان وطبيعة مصر. فالرمال البنية، وصخور الصحارى البيضاء، وسحب السماء الزرقاء الكثيفة، وضفتي النيل الأخضر والبحر المتوسط بلونه الكوبالتى والمحيط اللوني الساحر لمدن وقرى مصر.
فى هذا المعرض قد تشعر بالفعل إشارات بيكاسو، التكعيبيين وآخرين فى مواجهة ” التشخيصات الفنية لفاروق حسنى” هذا ليس خطأ. لكننا لابد أن نقبل أو نسلم أن هذه هي أعمال فاروق حسنى الأخيرة لا يمكن أن نعتبرها ” أسلوب التصوير التشخيصي” أنها تحت أي تقدير ” أعمال فاروق حسنى وهذا هو كل شيء .
فى مشاهدتنا لهذا المعرض فنحن محاطون بـ” أدم وحواء ” وملكة الصحراء ” و” ظل المحارب ” و”هى ” و” المراقبون
هناك حقيقتان لشخصية فاروق حسنى المتفردة ، الخلفية أحياناً هي مجرد تدعيم للأشكال الغير ظاهرة والامتزاج معهم فى أفق غير محدود، مثلما فى اللوحة المزدوجة ” أدم وحواء ” أحياناً شيوع مطح الأسود يسمح للشخوص أو الأشكال بالارتكاز بحيوية غير عادية مثلما فى ” ظل المحارب” التى تتركب من أكثر من وجه بشكل جانبي وعين خداعية واحدة ، أو فى ” هي ” حيث يستميلك أو يجذبك منظر الرقبة السوداء ، كلون جاذب فى التكوين اللونى المحيط.
فى “ملكة الصحراء ” هنا الرسم على النقيض حيث تكتشف ببطء الحفر فى الفراغ ( المساحة) الباهت (فراغ باهت) يحوطه تهويمات غير محددة من الألوان ( ببقع غير محددة الألوان). ” أقنعة فى فينيسل” وهو الشكل الأكثر كلاسيكية فى أعمالة التصويرية المعروضة يمكن اعتبارها تذكرة تصويرية لرحلة مزدوجة عن حلم فنان لكرنفالات فينيسيا الحقيقة والعودة.
تمتعوا بهذا العرض ، انظروا إلى هذه الأعمال فسوف تستمتعون .