ألحان قداس الأربعين لمثلث الطوبي الأب القديس أنبا ميخائيل, كم نخجل من أنفسنا أننا وقد صرنا كأولاد مقصرين, يسألوننا عنك, وتتجمد الكلمات داخل الحناجر, ونقف عاجزين عن التعبير عما يجيش بصدورنا, فإنها سنين طويلة من الحب والعطاء, لا يمكن أن يكون لها موجز يلخصها, أو حتي عنوان يعبر عنها, غير أنها لحظات أبوة غامرة بكل دفء الحب والحنان الذي لا يوصف, فكان حب بلا حدود وعطاء لا نهاية له, فعاشت روح الأبوة داخل قلوبنا بملء كامل, وحينما نحتاج.. يكفي أن نتذكرك لحظات, نتذكر حتي ولو نظرة عينيك المملوءة دفء وحب, وفيها إجابة لكل ما يدور بداخلنا ونتذكر قلبك الحاني وهو يحتوي, ونتذكر كلماتك لنا التي تشددنا, ويكفي أن نتذكر: يارب سلام.
الآن وحينما أتذكر أننا لا نستطيع أن نراه, ترقرق أعيننا بالدموع وتنساب تجري بحورا, لا حزنا ولا ألما, بل خزيا من تقصيرنا, لأننا كنا نأخذ, كنا نطمع, وكنت لا تمل ولا تكل, كنا نشكو, وكنت تداوي وتجعل من الحزن ألحانا وسيمفونية حب لأجل المسيح, وفي وسط الحزن تعلمنا كيف نعبر ولا نقف, كنا نصرخ, وكنت تعلمنا أن نحول صلواتنا إلي لجاجة طلبة, كنا نسأل كثيرا وكنت تعلمنا وبطول أناة وبلا ضجر, كنت تروي لنا دروس منفعة وحكمة الشيوخ تعلمنا إياها, نتذكر كل هذا.. ونبكي أننا لم نوفيك حققك, فالغريب يسأل من هو!! والابن يبكي وينزف ألما لا دموعا لأنه هو.. والبعيد يتعجب.. من هو..!! والقريب يصمت لأنه هو.. هو من علمنا, هو من أحبنا, هو من أعطانا, هو من قال: يارب سلام.
الأب والقديس والمعلم والتعليم نفسه والكتاب المفتوح دائما وقد كتبت لنا تاريخا محفورا في قلوبنا ونرويه لأولادنا, منهج فريد, وحكمة شيوخ, وكلمات منقوشة علي عظامنا, ونرددها بفخر, ونقول إنها من تعليم ذاك القديس, وها أنت قد وصلت إلي هناك إلي مجمع القديسين, نضرع متوسلين ألا تعدمنا بركتك, ولا تحرمنا صلواتك عنا, من أجل العذراء مريم حبيبتك, اذكرنا أمام عرش النعمة واذكر شعبك وكنيستك وكل المسكونة, ليحل المسيح بالسلام في قلوبنا وفي كل الأرض.
يارب سلام