أبي.. بضعة سطور لا تكفي.. أنتم تاريخ وقصة أجيال وبطل من أبطال الإيمان.. أبوتكم ممتدة ومعطاءة بسخاء.. كنت محبا لجوقات الترانيم والألحان.. نجلس إليكم أبانا كأحد فرق الترانيم بكاتدرائية رئيس الملائكة وكأوائل فرق الترانيم التي تشكلت في كنيستنا القبطية تمسك بين أيديكم الكاسيت.. تسجل بنفسك وتتابع.. وتنقي كل كلمة.. كل حرف.. تمتد بنا الأوقات ما بين السابعة مساء والثانية عشر منتصف الليل.. تأتي لنا بالعصائر من أجل تسجيل ترنمية أو اثنين تضبط الإيقاع والصون.. يهمك سيدنا ضبط مخارج الألفاظ وتشكيل الكلمات وامتداد حروف الألف والواو والياء.. حتي تخرج الترنيمة أو اللحن في المنظومة التي تراها نيافتكم جديرة بالتسجيل وعميقة الروحانية والألفة.
كنت نيافتكم تعلق بالقول: الطيور دخلت أعشاشها مساء لنشدو نحن بالترنيم والتسبيح.. ابنتكم – كشعب أسيوط – وجدت فيكم الأبوة الحانية التي تشعر بأولادها.. كثيرا ما تحدثتم تليفونيا حتي بعد الأوقات المعتادة.. الثالثة فجرا – عندما أكون في أشد الاحتياج لسماع صوت السماء بفمكم الطاهر.. ما أدق التعليم والإرشاد والمعونة سيدنا تفرحنا وتبكينا لكي ما تعلمنا وتدربنا.. وبهذا كنت رابحا حكيما للنفوس, لن تقف أمام الله فارغا يا أبانا بل كل ما أعطي لكم الله ووكلكم عليه لن يهلك منهم أحد.