نظمت السفاره اليابانيه بالقاهره والمجلس المصري للشئون الخارجيه بالتنسيق مع جامعه الدول العربيه ندوة عن الذكري المئويه للحرب العالميه الاولي و معانيها التاريخيه لكل من الشرق الاوسط واليابان وكيفية الإستفادة من تجربة اليابان فى النهوض بقوة إقتصاديا بعد الحرب العالمية الأولى .
وتحدث بالندوة الدكتور “ماسايوكي ياماؤتشي” الأستاذ الفخري لجامعه طوكيو اليابانيه عن اثر الحرب العالميه الاولي في انهيار الامبراطوريات من الشرق الاوسط الي شرق اسيا ، وفي مقدمتها الدوله المصريه التي حاولت الحفاظ علي إستقلاليتها منذ حكم محمد علي باشا وانفراده بها بعيدآ عن الدوله العثمانيه ، ولكن في الحرب العالميه الاولي تم إعلان الحمايه البريطانيه علي مصر وكانت هناك محاوله بريطانيه لكبح استقلالها ، وساعدها علي ذلك – بحسب قوله – الخديوي توفيق، الذى حاول الحفاظ علي صلته ببريطانيا ليضمن سيادته علي الدوله المصرية، واصبحت مصر محميه بريطانيه بعد تنازلها عن إستقلاليتها . لكن مصر أبت هذه التبعيه وبعد انتهاء الحرب قامت ثورة 1919 التي رأسها الزعيم سعد زغلول رئيس حزب الوفد .، واستمر كفاح الاستقلال حتي تم ذلك في عام 1952. كما أدت الحرب العالميه الاولي لإحتلال الاراضي الفلسطينيه ، وفي عام 1923 قامت بريطانيا بالتخلص من ملك الاردن ووضع ملك آخر ومن هنا جاءت مملكه الاردن الحالية .
وأشار “ياماؤتشي” إلى أنه بالنسبة لإمدادت النفط والممرات البحريه ، فقد حدثت تغيرات سياسيه وجغرافيه في السعوديه نتيجه الإكتشافات البتروليه هناك ، وتغير إحتياجات الطاقه من الفحم للبترول نتيجه للإحتياجات العسكريه . وفي عام 1912 كان تشرشل اول حاكم بريطاني في مصر وطالبت منه بريطانيا تأمين البترول لها حتي تتمكن من شن عملياتها البحريه.
وعن ما حدث لليابان نتيجه الحرب العالميه الاولي قال ياماؤتشي: ان الامبراطورية اليابانيه لديها اسباب لتتذكر دائمآ هذه الحرب، فلقد اضعفت الحرب العالميه الاولي دوله اليابان نتيجه نقص موارد البترول اليابانيه واصبحت في موقف خطر؛ ففي عام 1940 كان إنتاج اليابان من البترول الخام ضعيف مقارنه بالإستهلاك السنوي لها حيث كانت تنتج 42% من احتياجاتها ، مما أدى إلي تدهور وضعف الحاله الاقتصاديه اليابانيه ، كما اضطرت اليابان لارسال قواتها الي بريطانيا ، ولكنها في ذات الوقت استطاعت السيطره علي المنطقه المحيطه التي كانت تحتلها ألمانيا ، وذلك من خلال تحالف اليابان مع انجلترا وروسيا . وكانت اليابان تعتبر قوه في مواجهه الولايات المتحده الامريكيه ، وبدأت الملكيه اليابانيه في ذلك الوقت التدخل في الشئون الصينيه الداخليه ، مما أدي لتدهور العلاقه بين البلدين وأدت للحرب الصينيه – اليابانيه.
وفي إبريل عام 1919 حدث إنتشار للقوات البحريه اليابانيه في الشرق الاوسط وقامت بإرسال مدمرات كان هدفها ضمان السلامه في عرض البحر المتوسط وتأمين مسار الملاحه بين مالطه ومصر. كما تم ارسال 300 الف فرد من القوات اليابانيه لمحاربه القوات الالمانيه والنمساويه , بالاضافه الي حمايه القوات التي تنقل من مصر الي مارسيليا بفرنسا . وفقدت اليابان المدمره ” سيكايتشي” وكانت تضم 800 فرد حيث ضربتها القوات النمساويه في شرق البحر الابيض المتوسط .
وتحدث “ياماؤتشي” بعد ذلك عن اليابان بعد مرور 100 عام من الحرب العالميه الاولي عليها حيث قال : تحسن الوضع الاقتصادي بعد الحرب العالميه الاولي وبدأت اليابان تشهد انفتاحآ كبيرآ جدآ . كما استطاعت السيطره علي الأسواق الآسيويه والمصدرون الأوربيون لم يستطيعوا مواكبه اليابانيين في عمليات التصدير خاصه في صناعه السفن والتي أدت الي زياده اعداد المليونيرات في اليابان .
وتحولت اليابان من دوله مديونه الي دوله مدينه لدول أخري؛ حيث قامت بصرف 2.77مليار ين ياباني مابين تسليف وقروض ، وتحولت من دوله زراعيه الي دوله صناعيه . ومن كثره الثراء رُسم كاريكاتير يعبر عن الطبقه الغنيه الجديده بالمجتمع الياباني الذين عملوا في صناعه السفن والمراكب ، حيث صور احد الرجال يجلس عند مدخل إحدي المطاعم وقد فقد حذائه ولايستطيع العثور عليه فيقوم بسحب ورقه نقديه فئه مائه ين ياباني وإشعالها ليضئ بها ويجد حذائه . ويدل هذا الكاريكتير علي البذخ والإسراف الزائد لدي طبقه الاثرياء اليابانيين آنذاك .
وفي النصف الثاني من ثمانينات القرن العشرين كان هناك منطقه صغيره بوسط طوكيو بها أغنياء لديهم اموال تكفي لشراء الولايات المتحده الامريكيه ، وفي نهايه عام 1989وصلت اسعار اسهم نيكي الاوسع نطاقآ بالبورصه اليابانيه الي 330.999الف ين بما يعادل حوالي 15 الف ين في الوقت الحالي . وكل ذلك دليل علي النهضه الاقتصاديه التي حدثت في ذلك الوقت . ولكن قله قليله من اليابانيين استفادت من هذا الثراء . وفي عام 1991 حدث الانهيار الاقتصادي باليابان نتيجه الكساد الاقتصادي الذي حدث مؤخرآ. وقد عانت اليابان من تدهور كبير ومدمر نتيجه حدوث هزتان ارضيتان كبيرتان الاول في عام 1923 والثاني كان في شرق اليابان 12 مارس 2011.
وعلي الجانب السياسي تحاول اليابان إعاده صياغه دور الاحزاب السياسه التي لم يكن لها ايه سلطه فيما سبق . ولكن الآن الحزب الديقراطي هو الذي يحكم البلاد منذعام 2012 ، واكديامؤتشي علي صعوبه التنبؤ بالنظام السياسي الذي ستشهده اليابان في الفتره القادمه .
واشار يامؤتشي فى ختام حديثه الي نتائج الحرب العالميه الاولي وكيف انها أدت الي تضحيات الشعوب العربيه . كما نتج عنها تقسيم المشرق العربي وسقوط القوي الكبري .
من جانبه تحدث الدكتور محمد ابراهيم شاكر رئيس المجلس المصري للشئون الخارجيه عن دور الفلاحين المصريين في الحرب العالميه الاولي حيث قال ان المزارعين المصريين شاركوا في الحرب العالميه الاولي بعد ان جندتهم بريطانيا لصالحها. وفي العام الحالي ولاول مره يرفع العلم المصري في المنطقه التي قتلوا فيها بالقرب من بلجيكا وكان ذلك بحضور عدد من المصريين المقيمين هناك .