يقام بمتحف أشموليان بجامعة أكسفورد ببريطانيا معرض (اكتشاف توت عنخ أمون) ، والذي يستمر حتى الثاني من نوفمبر ، حيث يعرض صور ورسوم لالآف القطع الأثرية التي وجدت في المقبرة.
ويعود الملك توت عنخ آمون الى الأسرة الثامنة عشر وكان فرعون مصر من 1334 إلى 1325 ق.م. في عصر الدولة الحديثة ، وكان عمره وقتها تسع سنوات، ويعنى اسمه باللغة المصرية القديمة “الصورة الحية للإله أمون”، كبير الآلهة المصرية القديمة. عاش توت عنخ آمون في فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة حيث أتى بعد أخناتون الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد، وتم في عهده العودة إلى عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة.
و يعد الفرعون الذهبي من أشهر الفراعنة، لأسباب لا تتعلق بانجازات حققها أو حروب انتصر فيها، وإنما لأسباب أخرى من أبرزها اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون أي تلف، إضافة إلى اللغز الذي أحاط بظروف وفاته في سن مبكرة وعمره لم يتجاوز العشرين عاماً ، خاصة مع وجود آثار لكسور في عظمي الفخذ والجمجمة الى جانب زواج وزيره من أرملته وتنصيب نفسه فرعوناً ، الأمر الذي جعل الكثيرين يظنون انه لم يمت وإنما تم قتله في عملية اغتيال.
وبفضل استخدام التصوير الثلاثي الأبعاد على مومياء توت عنخ أمون ، تم التاكد من انه لا توجد أية أدلة على أن الفرعون الذهبي قد تعرض إلى عملية اغتيال، وأضاف أن الفتحة الموجودة في جمجمته لا تعود لسبب تلقيه ضربة على الرأس كما كان يعتقد في السابق، وإنما تم إحداثها بعد الموت لغرض التحنيط، .واكد ان سبب الوفاة هو تسمم الدم نتيجة كسر في عظم الفخذ تعرض له توت عنخ أمون قبل موته .
اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون
اكتشفت مقبرة الفرعون الذهبي في عام 1922، من قبل عالم الآثار البريطاني والمتخصص في تاريخ مصر القديمة “هوارد كارتر”، عندما كان يقوم بحفريات عند مدخل النفق المؤدي إلى قبر الملك رمسيس الرابع في وادي الملوك بالبر الغربى بالاقصر، فلاحظ وجود قبو كبير واستمر بالتنقيب الدقيق إلى أن دخل إلى الغرفة التي تضم ضريح توت عنخ أمون، وكانت على جدران الغرفة التي تحوي الضريح رسوم رائعة تحكي على شكل صور قصة رحيل توت عنخ أمون إلى عالم الأموات، وقد أحدث هذا الاكتشاف ضجة إعلامية واسعة النطاق في العالم، نظراً للتوصل إلى مومياء الفرعون الصغير كاملة المحتويات، وبكامل زينتها من قلائد وخواتم والتاج والعصي وكلها من الذهب الخالص والأبنوس.
أهمية كنوز الملك توت عنخ آمون
وترجع مجموعة الملك توت عنخ آمون أهميتها إلى العديد من الأسباب، أولها ، أن تلك الأمتعة ترجع إلى الأسرة الثامنة عشرة، أزهى عصور مصر القديمة، حيث انفتحت البلاد على أقاليم الشرق الأدنى القديم، بفضل الحملات العسكرية والعلاقات التجارية، من تصدير واستيراد للمواد والمنتجات المصنعة، ونشاط أهل الحرف والفنانين . السبب الثاني أن كنز توت عنخ آمون هو أكمل كنز ملكي عُثر عليه، ولا نظير له. إذ يتألف من ثلاثمائة وثمان وخمسين قطعة تشمل القناع الذهبي الرائع، وثلاثة توابيت على هيئة الإنسان، أحدها من الذهب الخالص، والآخران من خشب مذهب. أما السبب الثالث فهو وجودأمتعة الحياة اليومية.كالدمى واللعب، ثم مجموعة من أثاث مكتمل، وأدوات ومعدات حربية، فضلاً عن رموز أخرى وتماثيل للأرباب تتعلق بدفن الملك وما يؤدى له من شعائر. هذا بالاضافة الى السبب الرابع وهو ان هذا الكنزنعلم منه حياة الملك، مثل حبه للصيد وعلاقته السعيدة بزوجته “عنخ آسن آمون” وحاشيته الذين زودوه بالتماثيل التي تقوم بإنجاز الأعمال بالنيابة عن المتوفى في العالم الآخر.
أهم محتويات مقبرة توت عنخ امون
وتتمثل أهم محتويات المقبرة فى كرسى العرش الوحيد الذى وصل لنا من حضارة المصريين القدماء والأسرة و العجلات التى تجرها الخيول وأدوات القتال من سيوف وخناجر ،والتابوت الذهبى للملك الذى يزن أكثر من 110 كيلوجرامات، والقناع الذهبى المرصع بالأحجار شبه الكريمة الذى كان يغطى وجه المومياء. كما يوجد تابوتان آخران من الخشب المغطى بالذهب ، وهناك 314 تمثالاً كانت توضع فى المقبرة لكى تقوم بالعمل بدلاً من الملك فى العالم الآخر . كما يوجد 32 تمثالاً للملك وألهة العالم الآخر من الخشب المذهب ، هذا الى جانب مجموعة من مجوهرات “توت عنخ آمون” تعد من أشهر وأندر مجوهرات ملوك مصر الفرعونية، حيث تضم هذه المجموعة عدداً كبيراً من القلادات والأقراط والتيجان، من بينها القلادة الصدرية المزخرفة والمصنوعة من الذهب والفضة والعقيق الأبيض والأحمر وحجر الكالسيت واللازورد والفيروز وحجر الاوبسيديان والزجاج الأبيض والأسود والأخضر والأحمر والأزرق.والتكوين الزخرفى لهذه القلادة شديد الدقة ، حيث يتكون الجزء السفلى منها من زخارف نباتية وزهرية، فى حين يتكون الجزء الأوسط من شكل زخرفى على صورة صقر مصنوع من الذهب المرصع وباسط جناحيه بالإضافة إلى الرمزين النباتيين “زهرة اللوتس” للوجه البحرى و”نبات السَّعاد” للوجه القبلى.