اختتمت أخيراً فعاليات المعسكر التدريبي التثقيفي لاعضاء برلمان الطلائع المتميزين بمراكز الشباب علي مستوي المحافظات ، والذي نظمته ” الادارة المركزية للبرلمان والتعليم المدني ” وزارة الشباب والرياضة بالمدينة الشبابية بابي قير بالاسكندرية .
وتضمنت الفعاليات لقاء حول نبذ العنف والتطرف ومواجهة الالحاد وذلك في اطار مبادرة ” بالعقل كدا ” لمناقشة قضايا الشباب بالتعاون بين وزارتي الشباب والرياضة والاوقاف “
وشارك في اللقاء الشيخ اسلام النواوي ،امام وخطيب المكتب الفني لوزير الاوقاف ، الشيخ احمد البهي امام وخطيب بوزارة الاوقاف، الدكتورة عايدة نصيف استاذ الفلسفة السياسية ومقرر مساعد ببيت العائلة ، والدكتورة سهير صبري استاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس .
وقد اكد الشيخ النواوي علي علاقة التكامل بين الدين والعقل والتي بدورها تحمي فكر الانسان عن السير في مسار الالحاد ، مشيراً إلي دور الخطاب الديني الصحيح في مواجهه الالحاد والفكر المتطرف في المجتمع المصري وكذلك اهمية دور الاعلام في تناول القضايا الدينية الشائكة .
واشار النواوي إلي ضرورة السيطرة علي الغرائز والشهوات التي تقود بالانسان إلي فكرة الالحاد والبعد عن الله ، متناولا سبل التحكم في الشهوات والغرائز والتعامل مع القضايا الدينية بطريقة صحيحة .
واضاف النواوي قائلا : ” عند المضي لتحقيق خطاب دعوي متجدد لابد من الصدق مع النفس والاخلاص اولاً في توصيل الرسالة من قبل الداعية وثم التركيز علي الاسلوب والطريقة التي يتناول بها القضايا الدينية ” مؤكداً علي اهمية تجنب انتكاسة الفطرة التي تحدث تعارض بين الدين والعقل من خلال المعلومات المغلوطه التي تبثها وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي واصدقاء السوء” والتي بدورها تشوهه صورة وفكرة الدين في العقول مما يقود لانتشار فكرة الالحاد في المجتمع .
وارجع النواوي سبب وجود فكرة الالحاد في المجتمع إلي الجوانب النفسية والمخطط الغربي لنشر هذا الفكر بدافع خضوع المجتمعات الشرقية تحت الاستعمار بحجة الدفاع عن الحرية الفكرية والثقافية .
وفي الوقت نفسه اوضح الشيخ احمد بهي ان قضية الالحاد تعد مسألة معقدة ترجع لعوامل نفسية وفكرية واجتماعية وثقافية ولكنها لا تمثل ظاهرة في المجتمع المصري لعدم وجود احصاءات مؤكده دقيقة فيما يخص عدد الملحدين في مصر، مؤكداً علي ضرورة تكاتف رجال الدين وعلماء الفلسفة والاجتماع وعلم النفس من اجل مواجهه الفكر المتطرف والالحاد ونبذ العنف .
واكد بهي ان انتشار فكرة الالحاد ترجع إلي عدد من الاسباب منها التطرف والجمود الديني وكبت الاسئلة وقمع الحوار الديني مما يقود الانسان لمرحلة الشك ومن ثم الالحاد وكذالك تقديس اهل الدين باعتبارهم اشخاص معصومين من الخطأ بجانب علاوة علي عدم فهم فكرة القضاء والقدر والثواب والعقاب وربط الدين بتقدم الدول والمجتمعات بالاضافة إلي سطحية الفكر وعدم الاطلاع .
ومن جانبها تناولت الدكتورة عايدة نصيف العلاقة بين الايمان والعقل مؤكده ان الانسان في مفهوم الفلسفة هو كائن مفكر وفي الاجتماع هو كائن اجتماعي اما في الدين فهو كائن متدين ،حيث ان الانسان عبر مر العصور وحتي قبل الاديان السماوية هو كائن متدين بالفطرة .
واكدت ان الالحاد ليس ظاهرة في المجتمع المصري ولكن يرجع وجوده لمؤثرات اجتماعية وسياسية واقتصادية تجعل الفرد يلجأ إلي فكرة الالحاد، مستعرضه نماذج فلسفية تدور حول فكرة الوجود والايمان والعقل مشيرة إلي ان علاقة بين الايمان والعقل تعد أولي قضايا المعرفة البشرية .
فيما اشارت الدكتورة سهير صبري ، إلي اهمية بث روح الاخلاق والقيم لدي الشباب مؤكدة علي ان غياب القدوة الحسنة ودور الاسرة في تربية الابناء وانسياق الشباب وراء شبكات التواصل الاجتماعي التي تبث معلومات وافكار ومعتقدات وثقافات مختلفة له دور في دخول المجتمع المصري في الدائرة الانحرافية .
واوضحت ان الثقافة الناعمة ” العولمة ” لها دور كبير في اختراق ثقافتنا ومسخ الانسانية في المجتمع لانها تبث ثقافات وافكار تختلف عن تقاليدنا وعاداتنا وافكارنا وعقائدنا كمجتمع شرقي ، مؤكدة ان العولمة تشبع رغبة الشباب في القليد الاعمي وكسر قيود القيم وبالتالي نشر فكرة الالحاد.