طالبت جمعية نهوض وتنمية المرأة بتوقيع أقصى عقوبة على مدير الدار الجاني الذي تجرد من الإنسانية واعتدى على الأطفال بدار مكة المكرمة للأيتام بالجيزة بهذا الشكل القاسي على الرغم من أن وظيفته تعنى بحماية الأطفال والحفاظ عليهم من كل مكروه، وعلى الرغم من أن هؤلاء الأطفال اليتامى هم أحوج لعاطفة الحنان والرحمة التي افتقدوها مع فقدانهم للأم والأب. ولهذا نطالب بمحاكمته ليس هو فقط بل وكافة المسئولين بالدار من عاملين ومجلس إدارة والذين قاموا بالتكتم على هذه الواقعة وغيرها من وقائع العنف التي يمكن أن تكون قد تم ممارستها في حق هؤلاء الأطفال الأبرياء لمدة كبيرة.
كما وضحت الجمعية انه لا تعد هذه الجريمة هي الشكوى الأولى من الدار أو صاحبها، إلا أن فيديو التعذيب هذا يعتبر هو دليل الإدانة الأبرز ضد مدير الدار والمخالفات التي مارسها به، فقد أكد المجلس القومى للأمومة والطفولة أن لجنة تقصي الحقائق التي شكلها المجلس من خط نجدة الطفل وجمعية الإمام علي بالعمرانية، أثبتت أن أطفال دار مكة بالجيزة يتعرضون للتعذيب البدني والنفسي واللفظي، وأن المشرفين لم ينكروا ذلك بل قالوا أن ذلك لتهذيب أطفال الدار، إلى جانب وجود مخالفات مالية للمسئولين بالدار على خلفية تبرعات عديدة بإسم الأطفال الأيتام ولا يعلم عنها أحد، الأمر الذي جعل المجلس يتقدم ببلاغات للنائب العام ووزيرة التضامن.
كما طالبت وزارة التضامن الاجتماعي بالتأكد من إستيفاء كافة مديري دور الأيتام والعاملين بها على مستوى الجمهورية بالمعايير التي وضعتها الوزارة ، حتى إذا ما كان قد تم إنشاء دار الأيتام منذ فترة، فللأسف نجد أن في هذه الواقعة أن الدار تم إنشائه منذ أكثر من 12 سنة، ولكن مدير الدار معروف في المنطقة التي يتواجد بها الدار بسوء السمعة، كما أنه متهم في عدة قضايا منها قضية تهديده للعاملين بالدار برقم 28585 لسنة 2004، واتهامه بإتيان فعل فاضح علني برقم 5634 لسنة 2008، والقضية 16186 لعام 2009- 2010 إتلاف منقولات، ولهذا فإننا في غاية الإستياء من عدم القيام بالتحقيق في هذا الأمر سوى مؤخراً فقط.
فى النهاية اعلنت الجمعية انها في إنتظار وضع خريطة لدور الحضانة والأيتام التي أعلنت وزارة التضامن الاجتماعي أنه سيتم الإعلان عنها قريباً في كل حي لكي يكون هناك رقابة مجتمعية، وإن كنا نرى أنه لا يمكن الاعتماد فقط على الرقابة المجتمعية لحل مثل هذه المشكلات. كما أكدت على أنه من الضروري تأهيل الأطفال الذين ظهروا في الفيديو نفسيًا وغيرهم من الأطفال المُعنَّفين، حيث أن كافة علماء النفس والاجتماع قد أكدوا أن تعرض الطفل بهذا السن لمثل هذا الكم من العنف يحوله للسلوك العدواني والإجرامي أو يدفعه للإنعزال أو الشعور بالنقم والكراهية ضد المجتمع.