” تل الفرما ” عامرة بالآثار الرومانية والمسيحية والإسلامية
احياء مسار العائلة المقدسة وتسويقه كعنصر جذب سياحى مهم
يأتى مشروع قناة السويس الجديدة ليضع مدن القناة فى بؤرة الضوء كمنطقة جذب سياحي ذات طابع منفرد ، فهى منظومة يتكامل فيها جميع المقومات السياحية من سياحة ثقافية واثرية ، وسياحة دينية ، وسياحة بيئية ، ورياضات بحرية ، ولعل احد هذه المواقع الهامة تل”الفرما” الذى يعد أهم المدن التاريخية الأثرية بسيناء فهى عامرة بالآثار الرومانية والمسيحية والإسلامية ، وتقع على طريق رحلة العائلة المقدسة بسيناء >
ومن هذا المنطلق جاء تصريح وزير السياحة الدكتور هشام زعزوع بان الاهتمام بتطوير منطقة الفرما الاثرية ، ستؤدى الى ربط المنتج السياحى الموجود فى الوادى بشمال سيناء، وجاء اختيار الفرما نظرا لتعدد عناصر الجذب السياحى حيث تجسد كل تاريخ مصر، كما انها تقع على مسار العائلة المقدسة الذى سوف يتم احياءه وتسويقه كعنصر جذب سياحى مهم>
رحلة العائلة المقدسة
ومن جانبه اوضح الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان أن تطوير منطقة الفرما ومحطات رحلة العائلة المقدسة من رفح إلى الفرما يتطلب ترميم للآثار المكتشفة على طول الطريق ، وإعدادها للزيارة كمواقع للسياحة الثقافية والدينية يتم افتتاح بعضها مع مشروع القناة وتزويدها بالخدمات السياحية وتمهيد الطرق وإنشاء ميناء بحري بها ومطار والترويج لها داخليا وخارجيا لإنعاش منطقة شمال سيناء سياحيا .
وأكد الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان أنه تم اكتشاف العديد من الآثار بالفرما منها قلعة لها سور كبير مبنى بالطوب الأحمر ومسرح رومانى بالطوب الأحمر والأعمدة الجرانيتية مدرجاته بنيت بالطوب اللبن وغطيت بالرخام الأبيض يتسع لحوالى تسعة آلاف متفرج وخزانات مياه ومنطقة صناعية لصناعة الزجاج والبرونز والفخار ، هذا الى جانب اكتشاف العديد من الكنائس التى تعد مدارس فنية فى طرز العمارة المسيحية ومنها كنيسة “بيلوزيوم” و”المعمودية” وكنائس “تل مخزن” وقلعة “حصن الطينة” على البحر المتوسط .
تل مخزن وكنيسة بيلوزيوم
ويصف الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان كنيسة “بيلوزيوم” التى تقع فى الجزء الشمالى من الفرما وكشفت عنها حفائر منطقة سيناء للآثار الإسلامية والقبطية عام 1985 حيث تم كشف بناء يتكون من وحدتين معماريتين مختلفتين فى التصميم ولكنهما مرتبطتين ببعضهما البعض والمبنى كله يشكّل وحدة معمارية متكاملة للكنيسة ، وتقع المعمودية المكتشفة بالجهة الشمالية الغربية خارج المبنى الغربى وهى عبارة عن بناء من الطوب الأحمر على شكل صليب متساوى الأضلاع داخل دائرة قطرها 4.70م كانت جدرانها مكسوة بالرخام من الخارج وأرضيتها مبلطة بالفسيفساء، أما بالنسبة لكنائس تل مخزن فقبل الحفائر كان التل مغطى بقطع صغيرة من الطوب الأحمر وكسر الفخار وبقايا أعمدة من الرخام واستعمل التل كمعسكر للجيش الإسرائيلى منذ عام 1967حتى 1977 ، وأول حفائر به قامت بها منطقة شمال سيناء عام 1988 حيث تم اكتشاف كنيسة بازيليكا وكنيسة صغيرة .
الفرما ومعلم المسكونة
وعن الرهبنة بالمدينة يقول الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان أن الفرما تنسك فيها القديس إبيماخس الشهيد ثم توجه إلى الإسكندرية فى عهد الإمبراطور داكيوس فقبض عليه الحاكم أبليانوس وقتله عام 251م ، كما كان القديس إيسودوروس الفرمى رئيساً لدير فى سهل الطينة جنوب المدينة يسمى دير الهر أو دير الحير وكان الدير تابعاً لأسقفية بيلوزيوم ومن خلال هذا الدير أرسل آلاف من رسائله المشهورة إلى ملوك وبطاركة وأساقفة وولاة وعظماء وأغنياء عصره لذلك كانوا يطلقون عليه معلم المسكونة ، ويذكرايضا أنه عندما انتشر خبر وفاة الأنبا انطونيوس الكبير فى عام 356م وبلغ النبأ إلى تلميذه القديس هلاريون مؤسس الرهبنة بالشام قام من ديره بجوار مدينة غزة بصحبة أربعين راهباً وساروا إلى جبل القلزم (السويس حالياً) ليقوموا بواجب العزاء فمروا فى طريقهم على مدينة بيلوزيوم واستراحوا فى ذلك الدير ثم استأنفوا السير إلى جبل القلزم ولا توجد مصادر تدلنا على مصير هذا الدير المذكور بعد وفاة مؤسسه القديس إيسودوروس وكم من الزمان ظل قائماً إلا أنه مما لا يدعو مجالاً للشك أن زوال هذا الدير كان على يد بلدوين الأول حين استولى على الفرما وأحرقها عام 1118م ولم تقم للمدينة قائمة بعد ذلك وقد كان بالفرما أديرة أخرى عديدة وكنائس كان مصيرها الخراب على يد الفرس
مصب الفرع البيلوزى القديم للنيل
وتقع منطقة بلوز أو بلوزيوم او الموقع الاثرى المعروف حالياً باسم تل الفرما فى فى محافظة شمال سيناء وعلى مقربة من ساحل البحر المتوسط، ، وهي من أكبر المواقع الاثرية بشمال سيناء واكثرها شهرة فى العصر الرومانى بالتحديد لموقعها الفريد كميناء على البحر المتوسط , كما انها المدينة التى كانت تقع فى نهاية مصب الفرع البيلوزى القديم للنيل، وقد ازدهرت فى القرن الخامس الميلادى ويشهد بذلك المنشآت الدينية الواسعة لتل الفرما وتل المخزن وبعض الخطابات التى تركها لنا ابناءها المشهورين مثل الكاتب الأدبي بلاتون الذى سجل الحياة اليومية فى هذا العصر الذهبى الذى بلغ قمة تالقة فى القرن السادس الميلادى فى عهد جستنيان حيث استقبل ميناءها الرخام لعمل الكنائس لها .