أكد بولنت أرينتش نائب رئيس الوزراء التركي، أن دولة قطر وتركيا تجمعهما علاقات سياسية ممتازة بنيت على أساس الروابط التاريخية والثقافية القوية.. وقال إن بلده تنظر إلى قطر نظرةَ الشريك المتعاون في المنطقة وتعتبر أن أمن واستقرار دول الخليج جزءٌ من أمنها واستقرارها. ونوه أرينتش في حوارٍ مع صحيفة الشرق القطرية نشرته اليوم، بالتعاون القائم بين البلدين الصديقين، موضحا أنه يمتد شاملاً كافة المجالات منها السياسي، والاقتصادي، والثقافي، والسياحي، والدفاعي وغيره.
وأكد أرينتش” أن اللقاءات والاتصالات الوثيقة بين قيادتي قطر وتركيا في أعلى مستوياتها،وأن هذه الاتصالات في الأساس تتيح فرصة تنميةِ العلاقات وتعزيزِ التشاورِ حول المواضيع الإقليمية المختلفة”.. معربا عن سعادة بلاده بمشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في مراسم تنصيب فخامة رجب طيب أردوغان رئيسا لجمهورية تركيا وذلك تلبية لدعوة من فخامته. وقال، ” لقد زار سمو الأمير تركيا مرتين هذا العام، في شهرَي فبراير ويوليو، ومشاركة سموه في حفل تسليم الرئاسة الذي سينظم اليوم ستبعث السرورَ فينا.. كما كانت آخر زيارةٍ لرئيس جمهوريتنا رجب طيب أردوغان عندما كان رئيساً للوزراء إلى الدوحة في شهر ديسمبر من عام 2013″. . مضيفا ” ان وزيري الخارجية القطري والتركي على تواصل وثيق وهذه الزيارات المتبادلة ستستمر في المراحل المقبلة ايضا “.
وشدد نائب رئيس الوزراء التركي على أن أمن الخليج جزء من أمن تركيا واستقرار المنطقة، واضاف ” نحن ننظر الى علاقاتنا مع دول الخليج وخاصة مع قطر من زاوية استراتيجية. . ونحن نسعى جاهدين الى تطوير علاقاتنا في المجالات العسكرية والصناعات الدفاعية والاقتصادية والاستثمارية والمالية والمصرفية والزراعية، وتعزيز علاقاتنا السياسية التي تسير بشكل ممتاز“.
ورأى أن حجم التبادل التجاري الذي بلغ خلال العام الماضي 862 مليون دولار لا يزال دون مستوى الإمكانات المتاحة، مؤكداً أن قطر وتركيا تواصلان سعيهما إلى تعزيز التبادل التجاري حتى يتجاوز عتبة المليار دولار.
واعتبر بولنت أرينتش نائب رئيس الوزراء التركي في حواره مع صحيفة الشرق، إن بلاده ودول الخليج تمثل الاستقرار والتطور الموجود على جانبي سلسلة الصراعات والأزمة التي تشهدها المنطقة. . وقال ” نحن على اتصالٍ عن كثب مع قطر حولَ المواضيع الإقليمية مثل القضية الفلسطينية والتطورات الحاصلة في سوريا والعراق.. وتعاوننا القريب مع قطر بقدر ما يخدم المصالح المشتركة لبلادنا فهو يساهم في نفس الوقت في رفع الموانع الموجودة أمام تحقيق الاستقرار والسلام والتنمية في منطقتنا”.
وأضاف أرينتش ” إن هدف سياستنا الخارجية الأساسي يكمن في أنْ نعملَ من خلال منظورٍ بناء على الاستفادة من طاقاتنا وإمكاناتنا المتزايدة في تحويلِ مجريات الأمور في منطقتنا التي لم تستطِعْ استغلال إمكاناتها ومقوماتها الحقيقية بشكلٍ إيجابي بسبب المشاكل والخلافات التي تشهدها“.
وحول الأزمة السورية، أكد نائب رئيس الوزراء التركي” أن الشعب السوري قد تم سحقه في الفترة المنصرمة بسبب المظالم التي لحقت به من النظام والتي لم يشهد التاريخ لها مثيلاً،والخراب الذي يصيب البلد في ازديادٍ مستمر يوماً بعد يوم، وقد زاد عدد ضحاياه عن الـ200 ألف، وحكم على أكثر من نصف الشعب أنْ يعيش محروماً من احتياجاته الأساسية.. في حين أن أكثر من 3 ملايين سوري قد أصبحوا لاجئين في دول الجوار، وحوالي 7 ملايين غيرهم يعيشون كنازحين“.
وأوضح” أنه في الوقت الراهن تعدى عدد اللاجئين السوريين في تركيا المليون نسمة، تمتْ استضافة حوالي 220 ألفا منهم في 22 مركز إيواء وقد تعدت مصاريفنا في هذا الصدد 3 مليارات دولار“.
وقال أرينتش،” ان تركيا قطعت شوطا متقدما في مجال اقامة جسور التعاون وتطوير العلاقات مع دول المنطقة عموما ودول الجوار القريبة منها على وجه الخصوص، وبالتالي فإن علاقاتنا تتطور تدريجيا بشكل ملحوظ مع دول البلقان ودول الشرق الاوسط وشمال افريقيا وجنوب القوقاز ودول جنوب آسيا ودول آسيا الوسطى لما تربطنا بها من صلات تاريخية وثقافية”.