توقع خبراء أن مونديال البرازيل للعام الحالى 2014 سوف يوفر ما يقرب من مليون فرصة عمل جديدة للمواطنين، بينها 710 ألف وظيفة ثابتة ، وإنه سيدر على الاقتصاد البرازيلي ما يزيد عن ثلاثة بلايين دولار وأن البنية التحتية التي تم تطويرها كانت ضمن خطط الحكومة قبل اختيار البرازيل لاستضافة الحدث الكروى
إذ صرح سينتو نيتو رئيس المعهد البرازيلي للسياحة “إمبراتور” إن حكومة الرئيسة ديلما روسيف تعتزم مواصلة خطط موضوعة منذ عام 2005 من أجل الاستفادة من استضافة الفعاليات الرياضية الكبري، بهدف تحفيز السياحة في البلد اللاتيني ، كما أن الإنفاق الذى تم على البنية الأساسية وتنظيم كأس العالم يمكن أن يؤدى لزيادة بنسبة 79% فى التدفق السياحى على البرازيل خلال العام الحالى، وربما يكون له تأثير أكبر فى العام القادم . كما أن العائدات المتوقعة للشركات البرازيلية تقدر بنحو 94ر5 مليار ريال برازيلى . وفى الوقت نفسه، ذكر تقرير لمؤسسة ايرنست اند يونج تيركو حول الآثار الاقتصادي والاجتماعية لكأس العالم أن البطولة يجب أن تخلق 36ر3 ملايين فرصة عمل ودخلا قيمته 48ر63 ريال برازيلى خلال الفترة من 2010 وحتى 2014، بالإضافة لعائدات البطولة التى تقدر بمبلغ 13ر18 مليار ريال برازيلى . من ناحية أخرى ذكر تقرير لمؤسسة “موديز” للتصنيف الإئتمانى أن الحدث الذى ينظم على مدى 32 يوما سيحقق زيادة كبيرة فى المبيعات على المدى القصير. غير أن هذه التقديرات المتفائلة لا تخفى مخاوف من أن يترك تنظيم البطولة آثارا سلبية، كما حدث عند تنظيم كأس العالم الماضية فى جنوب أفريقيا أو عند تنظيم كأس العالم فى الولايات المتحدة عام 1994، حيث أدى لخفض فى الدخل بلغ 712 مليون دولار مقارنة بالتوقعات لكل مدينة مضيفة للحدث فى المتوسط .
احتجاجات للتنديد بارتفاع تكلفة التنظيم
من ناحية أخرى شهدت البرازيل احتجاجات منذ أشهر عدة بسبب “التكاليف الباهظة” التي أنفقتها الدولة لتجديد وبناء الملاعب لاستضافة المونديال في ظل احتياج قطاعات أخرى في البلاد للتمويل مثل البنية التحتية وقطاع النقل والمستشفيات والخدمات العامة، وتتواصل المظاهرات خلال كأس العالم ولكن بحدة أقل؛وكانت البرازيل شهدت خلال استضافتها بطولة كأس القارات العام الماضي احتجاجات للتنديد بارتفاع تكلفة تنظيم هذا الحدث وللمطالبة بتحسين الخدمات الاجتماعية والصحية والتعليمية ، وأوضح الاستطلاع الذي أجراه مركز بيو للأبحاث الذي يقع مقره في واشنطن أن مستوى السخط العام في البلاد يصل الى 72 في المئة مقارنة بنسبة 55 في المئة ، حيث قال ستة من كل عشرة أشخاص شاركوا في الاستطلاع أن استضافة كأس العالم التي تبدأ الأسبوع المقبل تضر بالبرازيل إذ أعربوا عربوا عن اعتقادهم بأن مليارات الدولارات التي ضخت لإستضافة البطولة كان الأفضل انفاقها على الخدمات العامة وأهمها الرعاية الصحية والمدارس والنقل العام . كما كشف استطلاع بيو عن قلق البرازيليين بشكل خاص على اقتصاد بلادهم الذي عانى من التباطؤ في السنوات الثلاث الأخيرة بعد فترة ازدهار دامت عشر سنوات. وقال ثلثا المشاركين في الإستطلاع إن الاقتصاد في وضع سيء بينما أعرب 32 في المئة فقط عن اعتقادهم بأن الأمور على ما يرام ، وأوضح الاستطلاع ان التضخم هو المشكلة الاقتصادية الأكبر في البرازيل .
جدير بالذكر أن الاقتصاد البرازيلي ينتهج نظام اقتصاد السوق ، حيث إنه يتبع نظام الاقتصاد الحر ويعتمد على التصدير ، كما أن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد تعدى 1 ترليون دولار أمريكي (أو 1.8 تريليون دولار حسب القوة الشرائية) ليضع البرازيل في مرتبة تاسع أكبر اقتصاد في العالم ، وفي المرتبة الأولى في أمريكا اللاتينية مع متوسط ناتج محلي للفرد يبلغ أكثر من 6000 دولار في 2007. ويعتبر الوضع الاقتصاد في البرازيل مستقر وذلك بعد بعد زوال أثر الأزمة الاقتصادية التي سميت بـ: (أزمة الثقة) في 2002 ، حيث عملت الحكومة على تسهيل الاستثمارات الأجنبية ودعمت الشركات المحلية للتصدير وفي 2007 تجاوز حجم الإنتاج القومي التوقعات ليجعل البرازيل تقف إلى جنب العمالقة الاقتصاديين الجدد روسيا، الهند والصين .