أثار اندهاشي البيان الذي أصدرته جماعة الإخوان المسلمين بشأن ما يجري على أرض العراق من قتل وعنف وسيل لدماء بريئة ، منادية الجميع بالتعقل والحكمة ونبذ التفرقة والخلافات في وجهات النظر للحفاظ على أمن الوطن ، في الوقت الذي خرج فيه القيادي الإخواني خيرت الشاطرعن صمته مهددا المجتمع المصري بأنه لن يتصالح وأنه ينتظر العودة إلى ميدان التحرير لإسقاط حكم العسكر.
اتعجب كثيرا من هذ التناقض الغريب في شخصية هذه الجماعة التي تعاني من ضياع فكري وعدم وجود هدف موحد تعمل على أساسه، أفعالهم تتناقض كثيرا مع أقوالهم ، وإن كانوا يدعون إلى السلم وعدم القتل … فكيف يمكننا تفسير ما ارتكبوه امس بالشارع المصري عندما أعتدوا على شاب وقتلوه بالرصاص لأنه اشار لهم بعلامة النصر أثناء قيامهم بمسيرة لا سلمية بمنطقة 6 أكتوبر.
وإن كانوا يطالبون الشعب العراقي بالتعقل ونبذ الإختلافات فلماذا لم يتعقلوا في تصرفاتهم ويقبلون رغبة الشعب المصري في إقصاء وعزل رئيسهم محمد مرسي ، وإن كانوا ينادون بالحفاظ على أمن الوطن ، فلماذا يروعون الشباب والفتيات والأطفال ويرتكبون أبشع الجرائم الإنسانية في أبناء وطنهم من ضباط شرطة وجيش .. فلم يعد يمر يوم إلا ونسمع ونشاهد مقتل شهداء وإصابة آخرون في تفجيرات لكمائن الشرطة بمختلف محافظات الجمهورية.
وإن كانوا ينادون في بيانهم بوحدة الأوطان فلماذا تقدموا برفع قضية ضد مصر في محكمة العدل الدولية مطالبين فيها بعودة مرسي رغما عن أنف المصريين إلى الحكم من جديد … أي وحدة هذه التي يرغبون في تحقيقها في الدول الأخرى ، وهم يرفضون وحدة الصف المصري ويزرعون الشقاق يوما بعد يوم بين أبنائه .
إنهم يرتدون أقنعه لا تليق بهم ، ويحاولون بتصرفاتهم البلهاء إقحام نفسهم من جديد في الساحة السياسية بعد أن رفضهم المجتمع المصري وغالبية الدول العربية التي تبرأت من أفعالهم الإجرامية وأعلنتهم جماعة إرهابية محظورة.
إنهم حتى يومنا هذا غير مقتنعين بأنهم مجرمين يستحقون العقاب وأنهم يسيرون وراء وهم عودة رئيسهم المعزول، إنهم يعيشون الوهم ويحاولون بمسيراتهم الإرهابية فرض رغبتهم على المجتمع المصري ليس بالحوار ولكن بالتخويف وإثارة الرعب بين الأبرياء.
لقد خسروا كل اسهمهم بالشارع المصري ولم يعد أحد يتعاطف معهم ، بل على العكس لقد رحب الكثير من المصريين بالحكم على التحفظ على أموالهم داخل مصر نظرا لإستغلال هذه الأموال في سفك الدماء والتخطيط لأعمال العنف وجر البلاد لحرب أهليه لا يعلم مداها سوى الله.
إنهم كانوا يتسترون وراء أعمالهم الإرهابية بالمشاريع الإقتصادية والمدارس والشركات لنشر سمومهم في المجتمع ، كما أستطاعوا خداع المجتمع المصري لفترة قصيرة قبل انتخابات رئيسهم المعزول أنهم يمتلكون الكثير من الأموال لإستثمارها لرفعة البلد ، وكانت النتيجة أنهم استثمروها لشراء الأسلحة وتكوين خلايا إرهابية تستطيع القيام بحرب داخلية في أي لحظة يطالب فيها الشعب المصري برحيلهم عن السلطة. وهذا ما كان يهدد به رئيسهم قبل عزله للإختيار ما بين وجوده أو انتشار الإرهاب في البلد في حالة عزله عن الحكم .
هؤلاء الغوغاء الذين لا يعرفون كيف يفكرون وماذا يقولون لا يمكن أن يحملوا الجنسية المصرية التي تلوثت بأيديهم القاتلة الآثمة والتي زرعت ألغاما بالأرض المصرية والتي راح ضحيتها الكثيرين من الشرفاء والأبرياء الذين سالت دمائهم ولا زالت تسيل من جراء شرورهم.
متى ستنتهي مظاهراتهم اللاسلمية ومسيراتهم الدموية ؟؟ ومتى سينتهي عبثهم داخل الجامعات المصرية ؟ متى سينتهي إختراقهم لعقول شبابنا وفتياتنا بالأفكار المضلله؟ ومتى ستفيق مصر منهم ؟ ومتى سنفض أيدينا عنهم؟ ومتى ستعود مصر إلينا نحن أبنائها الذين نحمل لها كل الحب والعطاء؟