اختتمت أمس أعمال اليوم الثالث لمؤتمر الفيوم للتراث بحضور نيافة الانبا ابرام اسقف الفيوم ونيافة الانبا سوريال اسقف ملبورن باستراليا والدكتور منصور بريك رئيس الادارة المركزية للاثار المصرية والدكتور محمود الشنديدى مدير صندوق النوبة وعدد من ممثلى وزارة السياحة والاثار
واستعرض المؤتمر فى يومه الثالث والاخير عددا من الابحاث الهامة ويقول الدكتور لؤى محمود سعيد مدير عام مركز الدراسات القبطية بمكتبة الاسكندرية تقدمت ببحث هام عن الملك إمنمحات الثالث هل هو “قارون” القرآن الكريم أو “قورح” الكتاب المقدس؟ ولماذا تشتهر الفيوم ببعض المسميات لشخصيات واماكن عبرانية منها قارون و بحر يوسف وقرية يوسف الصديق و مسجد يعقوب؛ وقال هذا يعبر عن مدى وجود الاعتقاد السائد بين اليهود والمسلمون الذين عاشوا فى هذه الفترة بان الملك امنمحتب الثالث لديه هرم يوجد اسفله كنوز لذلك اطلقوا عليه قارون أو قورح وهذا اعتقاد خاطئ وسبب هذه التسمية ترجع لجالية يهودية كانت تسكن الفيوم فى هذا الوقت اشاعت ذلك.
وأشار الدكتور لؤى إلى أهم الابحاث التى قدمت بحث لمفتش الاثار ايمن الدمرانى مفتش اثار بسوهاج والذى قدم عرضا لكشف اثرى جديد وهو دير الانبا مواس فى ابيدوس بسوهاج والانبا مواس هو احد شهداء الاقباط المجهولين وطالب الباحث بضرورة اضافة شخصية هذا القديس الى كتاب السنكسار ووعده الانبا ابرام اسقف الفيوم بعرض هذا الامر على المجمع المقدس بشرط استكمال الحفائر والوثائق الاثرية التى تثبت تاريخ واستشهاد هذا القديس.
واضاف الدكتور لؤى أنه تمت مناقشة بحث اخر للقس داود مكرم دكتور التراث الشعبى للاقباط باكاديمية الفيوم عن “الطريقة الشعبية عند الأقباط للتعبير عن الوفاء للموتي ” وربط بينها وبين العادات المصرية القديمة والمتوارثة والعادات الحديثة وقدم على سبيل المثال صورة طريفة عن شاهد قبر قبطى حديث لامراة يحمل كتابات لها من زوجها الذى على قيد الحياة يسجل عليه فى كل مرة كان يزورها كل مستجدات حياته هو وابنائهما
وكذلك قدمت دكتورة مرفت صليب امين عام بالمجلس الاعلى للاثار بحثا هاما عن الملامح القبطية لمدينة الفيوم واهم الطرز المعمارية التى تتميز بها اديرة وكنائس الفيوم الاثرية
وايضا تم استعراض بحث مقدم من الدكتور ماجد صمؤيل استاذ مساعد بكلية التربية الموسيقية لتدوين اللحن القبطى عرض فيه فكرة مبتكرة عن كيفية علاج بعض المشاكل اللحنية المرتبطة بالالحان القبطية والتى تؤدى الى خلل فى نطق الكلمات وفهمها واقترح اسلوب جديد لعلاج هذة المشكلة مع عدم الاخلال بالنغم أو اللحن القبطى المتوارث
وعلى هامش المؤتمر طالب الانبا سوريال اسقف ملبورن باستراليا بضرورة عمل انشطة تثقيفية للحضارة القبطية لربط الجالية المصرية باستراليا بمصر
طلب المهندس عاطف عوض الباحث الاثرى والمدرس بمعهد الدرسات القبطية ومجموع الحضور باهتمام الدولة بمنطقة اثار أديرة طرة (دير البغل)
يذكر أن المؤتمر افتتحه الدكتور حازم عطية الله محافظ الفيوم و تنظمه مكتبة الاسكندرية بالتعاون مع دير الانبا ابرام بالعزب بمناسبة حلول الذكرى المئوية لنياحة القديس الانبا ابرام وقد حضر الجلسة الافتتاحية نيافة الانبا ابرام الثالث اسقف الفيوم والدكتور اسماعيل سراج الدين رئيس مكتبة الاسكندرية والدكتور لؤى محمود مدير مركز الدرسات القبطية بمكتبة الاسكندرية ومقرر المؤتمر والعديد من المتخصصين والدارسين فى المجالات السياحية والاثرية والقبطيات وقد أعلن الدكتور حازم عطية الله محافظ الفيوم فى افتتاح المؤتمر عن إنشاء مركز لإعادة إحياء التراث الحرفى بالفيوم متضمناً سبع حرف يدوية ومنها صناعة النسيج والفخار وتم الاتفاق بين المحافظ ووزير الثقافة على تنظيم مهرجان دولى سنوى للفخار بالفيوم يجمع كل صناع ودارسى الفخار من شتى بقاع العالم وعمل جائزة سنوية لذلك
وأشاد نيافة الأنبا إبرام الثالث أسقف الفيوم للدور الحضارى لدير العزب الأثرى الذى يعود للقرن السادس عشر الميلادى وبه كنيسة أثرية وهى كنيسة العذراء ويقدم الدير خدمات اجتماعية لأهالى الفيوم فى مجال خدمة الأمومة والطفولة وبه مصنعاً للنسيج يصدر منتجات مميزة لشتى الدول ويساهم فى تشغيل فتيات من المنطقة ومشغل لفساتين الافراح بأسعار رمزية ومصنعاً للمواد الغذائية
ومن جانبه أوضح د. عبد الرحيم ريحان مقرر إعلام المؤتمر أن اليوم الأول شهد العديد من الفعاليات تضمنت أبحاثاً ألقت الضوء على الاكتشافات الأثرية لآثار ما قبل التاريخ والآثار المسيحية والإسلامية وعرض 400 قطعة لمجموعة من التحف الفنية جمعها الأنبا أبرام بنفسه من مقتنيات الأديرة من أيقونات وأوانى كنسية ومخطوطات ويطالب بتسجيلها فى عداد الآثار لضمان حفظها وكذلك معرضاً للفنون التشكلية شمل لوحات لدخول العائلة المقدسة مصر ومجموعات من بوتريهات الفيوم الشهيرة والتى كان لها التأثير الأكبر فى تقنية رسم الأيقونات القبطية وفن الأيقونة فى أنحاء العالم
ويضيف أن المحاضرات شملت الحفائر الأثرية شمال بحيرة قارون والتى تعود للعصر الحجرى الوسيط والحديث وتشمل صناعات حجرية تميزت بها الفيوم بأنماط متعددة من أدوات قنص وصيد وكذلك كشف خبيئة لبطليموس الثالث كما أعلن الأنبا ابرام اسقف الفيوم عن وجود أصغر أيقونة فى العالم لرحلة العائلة المقدسة داخل الدير وتضمنت المناقشات عدة مطالب منها إنشاء متحف لآثار ما قبل التاريخ بالفيوم والاستفادة من المحميات الطبيعية وتطويرها لتوضع ضمن البرامج السياحية بالفيوم والاستفادة من الكنوز الأثرية النادرة والمميزة بالفيوم وإنشاء متحف خاص لبورتريهات الفيوم وإعادة فتح متحف كوم أوشيم ويحوى أجمل القطع الاثرية المكتشفة بالفيوم ومتحفاً مكشوف لحيتان الفيوم بوادى الحيتان لتحويله لمقصد سياحى عالمى
كما طالب معظم الحاضرون بإنشاء فندق 5 نجوم داخل الدير لتهيئة الدير كمؤسسة ثقافية هامة لعقد مؤتمرات دولية وقومية لاستقبال ضيوف من كبار الشخصيات والعلماء مستقبلاً
كما طالب المشاركون وزارة السياحة بإنشاء قاعدة بيانات عن الحرف التراثية بمصر وإنشاء نقابة خاصة بهم لحماية هذه الصناعة الهامة من الاندثار.
وصرح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مقرر إعلام المؤتمر أن هذه المطالب جاءت فى جلسة خاصة للأبحاث المرتبطة بالتنمية السياحية بالفيوم بحضور الأستاذ مجدى سليم وكيل أول وزارة السياحة وطرحت عدة قضايا تم مناقشتها مع ممثل وزارة السياحة بالمؤتمر ومنها ضرورة الاستفادة من التنوع الثقافى والاجتماعى بمصر سياحياً وأن هناك حاجة لتعظيم الدخل من السياحة وزيادة الاستثمارات المحلية والدولية فى هذا المجال وحسن استغلال للسياحة الدينية بالفيوم والتى تضم عدة أديرة مثل ديرة السيدة العذراء ودير الحمام ودير أبى سيفين ودير العزب وبه كنيسة تعود للقرن السابع والثامن الميلادى بها رسوم لآباء البرية الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا وتطوير دير العزب ليصبح مزاراً دولياً ومؤسسة ثقافية اجتماعية كبرى
وأضاف د. ريحان أن المناقشات تضمنت مطالبة وزارة الإعلام بالتوعية لقيمة الآثار وكيفية الحفاظ عليها وحمايتها من التعدى عليها وطالبت وزارة الآثار بإزالة العشوائيات حول المواقع الأثرية وكذلك المحليات بالاهتمام بالبنية التحتية المحيطة بالأثر وأكد المشاركون بأوراقهم البحثية أن الفيوم تمثل نموذج مصغر لمصر كلها فلها نيلها الخاص بها وهو بحر يوسف ودلتاه على جانبيه كما أنها تتميز بتكوينات جيولوجية فريدة تشكل عوامل جذب للسياحة البيئية وسياحة السفارى وتطبيق القانون للتعديات على المحميات الطبيعية والصيد الجائر والصرف الزراعى ببحيرة قارون وتكثيف الجهود المحلية لتنشيط السياحة العلاجية بالفيوم لتوضع على خارطة السياحة ضمن مقومات الفيوم السياحية وعدم الاقتصار على تعريف الفيوم بأنها مقصد للسياحة الريفية فقط مما يهدر حق المحافظة من استثمار كل مقوماتها السياحية الأخرى وتطوير منطقة عين السيلين وإنشاء مواقع إلكترونية متعددة عن المقومات السياحية بالفيوم وتغيير الفكرة عن الفيوم بأنها سياحة اليوم الواحد فقط بل تحتاج لعدة ليالى سياحية للاستمتاع بكل إمكانيتها السياحية.
وتابع د. ريحان :أن ممثل وزارة السياحة الأستاذ مجدى سليم طالب وزارة الثقافة المصرية والمنتجين بإعادة إنتاج أفلام روائية يتم تصويرها بالفيوم وكانت السينما المصرية فى عصر مجدها تهتم بالفيوم فى معظم الأفلام لأن السينما وسيلة جذابة وفاعلة فى الدعاية السياحية وهناك بعض البلاد حققت رواجاً ساحياً كبيراً من مسلسلاتها المنتشرة بالعالم العربى وأشاد بتجربة سيدة سويسرية جاءت إلى الفيوم منذ سنين لتعليم أطفالها الحرف التراثية بالمنطقة وأسست مركزاً لذلك أصبح له شهرة عالمية باسم بيت إيفيلين
وأكد الحاضرون ضرورة النهوض بالقرى الإنتاجية بالفيوم وتحسين أحوال القائمين على هذه الصناعات لمنع هجراتهم لها والاتجاه لصناعات مربحة مما يؤدى لاندثار الصناعات التراثية