أنتم يا من تدركون أنكم ، في مدّ هذا الدهر وجزره ، لا تسيرون على اليابسة ، بل تسبحون في بحرٍ بين العواصف والزوابع ، حدّقوا إلى هذه النّجمة حتى لا تهلكوا .
إذا ثارت عليكم رياح التجارب ، أو صدمتكم المحن ، فالتفِتُوا إلى النّجمة وادْعوا مريم .
وإن أحاقت بسفينتكم القلقة أمواج الغٓيظ أو البخل أو الشهرة ، فأرفعوا النظر إلى مريم .
وإن رزحتُم أثقال الإثم ، وأثخٓنٓت نفسٓكم جِراحُهُ المُشينة ، وهٓلٓعتُم في شُؤم الدينونة ، وأخذت روحُكم تغُوصُ في لُجّةٍ من الحزن واليأس ، فاذكُروا مريم .
في المخاطر والحيرة والشدائد والصعوبات ، عودوا إلى مريم وادْعوها ، ولا يٓبرحنّ ذكرها شِفاهكم ولا قلوبكم ، كٓيلا تُخطِئكم شفاعتها ، ولا تنسوا أن تتمثّلوا بها .
وإن أنتم اقْتٓفٓيتُم أثرها ، فلن تضيعوا ، أو استٓغٓثتُم بها ، فلن تيْأسوا ، أو تأمّٓلْتُمُوها ، فلٓن تٓضِلّوا .
فٓبِعٓونِها لا خوف عليكم ، وتحت حمايتها لا خطٓر عليكم . وفي إثرها لن يُدركٓكُم العٓياء .
وإن هي رٓضيٓت عنكم بٓلٓغتُم ميناء السلام .