شاى للتخسيس و لاصقة لتخليص الجسم من السموم و عسل يشفى كافة الامراض …و اعشاب تخلص الجسم من الفيروسات …….. هذا ليس كلام الدجالين أو المشعوذين والسحرة بشكلهم التقليدى الذى إعتادنا عليه فى الافلام السينمائية؛ من يقومون بخلط بعض الاعشاب و يطلبون ممن لجأ إليهم أن يشربوها مع قليل من الماء كل صباح حتى تنتهى أتعابهم وأوجاعهم .
بل أن كل مانتحدث عنه أصبح مجالا للاحتيال على الكثير من المرضى تحت مسمى العلاج بالاعشاب ،وبالرغم من ان هناك الكثير من هؤلاء المحتالون تم تحويلهم للتحقيق وإثبات أن ما يقدمونه للناس دربا من الخيال و ما هو إلا أوهام قد تعرض حياة من يلجأ اليها للمخاطر إلا أننا نجد أنه لا يزال هناك تهافت من بعض المصريين على هؤلاء المحتالون و على الأعشاب والمواد الغذائية التى يقدمونها للناس وهى للاسف مصنوعه من مكونات مجهولة الهوية و تضر بالصحة العامة كما اثبتت التحاليل مؤخرا .
وها هى بعض الوقائع التى حدثت مؤخرا و كشفت نصبا وإحتيالا هؤلاء الذين يتاجرون بما يسمونه بالطب البديل أو العلاج بالاعشاب؛ ففى الرابع من شهر مايو الجارى تم ضبط سيدة بالدقي نصبت على الشباب بحجة منح شهادات مزاولة الطب البديل، حيث ألقت مباحث الأموال العامة بالجيزة القبض على سيدة قامت بالنصب على مئات الشباب على مدى عامين، واستولت على مئات الآلاف من الجنيهات عن طريق مركز وهمى للطب البديل بالدقى.حيث كانت هذه السيدة تتدعى أن المركز يتبع منظمة دولية للطب البديل تبين أنها وهمية، مقابل حصول الشباب على شهادات و كارنيهات مزورة لممارستهم علاج المواطنين بالأعشاب.
اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك أكد في هذا الصدد أن جهاز حماية المستهلك قام مؤخرا بعدة محاولات لمكافحة ظاهرة الإعلانات المضللة التى تروج لسلع ومنتجات وخدمات قد لا تتمتع بالمستوى الملائم من الجودة أو لا تتطابق مع المواصفات المطلوبة والاشتراطات الصحية بحيث تضر بالمستهلك ومصالحه وصحته وسلامته.
وأكد اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك أنه تمت إحالة 7 قنوات فضائية إلى نيابة الشؤون المالية والتجارية، لإعلانها عن أجهزة تليفون محمول مقلدة لماركات عالمية، وإحالة قناة «كايرو سينما» وشركة «ماستر أورجانيك» للتسوق عبر الهاتف، إلى النيابة العامة للإعلان عن «شاى دكتور مينج الصينى» للتخسيس، والذى أكدت وزارة الصحة أنه غير مسجل ولذلك لا يمكن إبداء الرأى فى تركيبته.
أما مركز سعيد حساسين الذى يتم عمل دعاية له حتى يومنا هذا بالرغم من إدانته حتى بعد أن أفادت نتيجة التحليل الذى أجراه المعهد القومى للتغذية، عن طريق جهاز حماية المستهلك، بأن العينات التى تم تحليلها بالمراكز التابعه ل حساسين غير مسجلة لديه، وغير صالحة للاستخدام الآدمى لاحتوائها على فطريات أكثر من الحد المطلوب، بالإضافة إلى وجود حشرات، ولم يتم التعرف على مكوناتها العشبية، مع توصية بضرورة عدم تداولها….؟!!!!
حول استخدام الاعشاب و مايطلق عليه البعض بالطب البديل في العلاج تحدثنا إلى الدكتور خالد منتصر رئيس قسم الأمراض الجلدية والتناسلية بـمستشفى هيئة قناة السويس ،فقال : ” لا أعرف لماذا لاتوجد هندسة بديلة ولا محاماة بديلة وإنما فقط طب بديل ؟!الطب التخصص الوحيد المستباح ، هناك طب أو لاطب ، طب واحد وهو الطب القائم علي الدليل evidence based medicine
دائما الأعشاب هى منفذ الدجالين الى عقول البسطاء ،نحن لانرفض الأعشاب فالاتروبين مستخلص من عشب وكذلك الديجيتاليس وكذلك الاسبرين …الخ ولكن المهم أن يمشي هذا العشب ويمر من خلال طريق الصيدلة وقياس السمية والاعراض الجانبية.
وأشار إلى ضرورة أن تمر الأعشاب بالتجارب الإكلينيكية الصيدلية المعترف بها، لأنها من الممكن أن تقتل المريض بدلاً من علاجه، وأكد أنه «مستحيل يكون هناك دواء يعالج الشىء ونقيضه»، فكيف يكون هناك أعشاب يقال إنها تعالج الإمساك والإسهال فى ذات الوقت، بالإضافة إلى قدرته على علاج العديد من الأمراض الأخرى…..؟!!!
وأضاف الدكتور منتصر أن قضية ” حساسين ” أكبر مثال على فوضى الاعشاب ولقد اشار الى ذلك فى مقال سابق بعنوان : “
«حساسين” أقوى من «مبارك» وأهم من «مرسى”
حيث أكد فيه أنه بالرغم من أن هناك العديد من البلاغات مقدمه ضد حساسين منذ سنوات إلا أنه لا يحدث شىء فى النهاية و تخرج حماية المستهلك علينا فى النهاية بتحذيرات و يستمر هو فى عمله كأن شيئا لم يكن .
ويستطرد قائلا :
ما سر حساسين الذى يقدم أعشاباً غير مصرح بها من وزارة الصحة ويشرح علاجات وهو ليس طبيباً ويمارس الحجامة الممنوعة بأمر القانون ويمتلك قناة فضائية خاصة فى نفس الوقت الذى لا يستطيع فيه الأزهر أن ينشئ ربع قناة!، تفتح له قناة المحور ساعات وساعات على الهواء كما فتحت من قبل المجال لمدرس تربية رياضية أن يمارس الطب ويعالج الناس ويمارس جرائم إكلينيكية على الهواء تحت سمع وبصر القناة وها هى تكرر نفس الجريمة وبنفس المذيع، أين وزارة الصحة من تلك البوتيكات المنتشرة فى ربوع مصر والتى تبيع أعشاباً لكل شىء وخلطات دجل لأى مرض بدون رقابة؟ أين وزيرة الصحة من المراهم والكريمات والبرطمانات العجيبة التى تشفى الإمساك والإسهال وفيروس سى والضعف الجنسى وسقوط الشعر
أتفق معه في الرأي الدكتور احمد عبد الله استاذ الطب النفسى بجامعة الزقازيق وأضاف : ” توجه الناس للعلاج بالاعشاب عند المحتالين و الدجالين يعود لعده اسباب في مختلف المجالات التى تؤثر في هذه القضية . ففى المجال الطبى هناك سيطرة لراس المال الطبى – فهى الان اعلى من تجارة السلاح والمخدرات – صناعه الادوية بنتحدث عن تريليونات .فاللوبيهات الخاصة بالادوية لا نتخيل خطورتها .
العلاجات الرخيصة الفعالة تختفى من السوق في بعض الاوقات لمصلحة ادوية اخرى اعلى سعرا واقل في الفاعلية احيانا .كذلك هناك مشكلة أخرى في الادوية ، الدولة غير موجودة والناس تعانى من جانب الادوية ،ما اشرنا اليه وتبدا الصيدليات في عرض البدائل …
واحيانا نتيجة ذلك نجد الكثير من المواطنيين يعزفون عن اكمال علاجهم .
في عودة للطبيعة في العالم كله و بيتعمل عليه ابحاث ،لكن هنا في مصر على المستوى العلمى لم يتم عمل ابحاث ودراسات حقيقية الان عليه .
نحن للاسف بعيد عن ذلك و حينما لا تقنن بشكل قانونى يبدأ ينتشر و يختلط الغث بالثمين ،واحيانا يأتى بنتائج مع بعض الناس مما يجعل الاخرين يقبلوا عليه .
وفى هذا الجانب ايضا هناك قصور ففى العالم كله يتم وضع قواعد و ضوابط ولكن في مصر تنتشر بعيدا عن اى رقابة .
أما من جهة مظلة الرعاية الصحية من كشف وعلاج في مصر فحدث و لا حرج ،فالناس اصبحت تذهب للعيادات التابعه للكنائس والجوامع ..فالتأمين الصحى المنظومة كلها تحتاج الى اعادة نظر …
ولان الناس لا تجد العلاج و الرعاية الصحية من جهه الكشف والادوية و هو الامر الذى يجعل الناس تذهب للعيادات و المراكز التى قد تكون فيها نصب واحتيال احيانا .
لما المنظومة الصحية غير مغطية فلا نلوم على الناس ..” المريض معذور “
الاعلام ايضا له دور خاصة ما نشاهده من اعلانات على الفضائيات في هذا المجال ،فهى بلا رقيب و الناس في وسط كل ذلك تائهه .
و استطرد د .عبدالله قائلا :إن الوعى الصحى في الحضيض ،لان المواطن للاسف بياخد معلوماته الطبية من الاهل والجيران و الاعلام الذى يعمل لمصلحه جهات بعينها .
الوعى بالاسعافات الاولية حتى غير موجود و بالتالى كل هذا يجعل الناس كانها عاجزة .
وهذا الأمر يزيد من تفاقم المشكلة لأنه لو في مستوى معقول من الوعى الصحى سيستطيع تمييز النصاب و المحتال من الأطباء الامناء .
بالتأكيد مع زيادة التوتر و القلق تزداد وطأة الأمراض وأعراضها مع التوتر.