هذا هو عنوان المعرض الأخير للفنانة «عطيات سيد» وللكثيرين الذين لا يعرفون هذه الفنانة الكبيرة وللفنانة قدرة فائقة على (أنسنة) الأشياء فى نظرتها للمكينات والالآت هذه إشارة إن هذه المرأة تحيا بمفردها على الرغم من حالة الصخب التى تبدو من البناء اللونى لعمل الفنى إلا إن حالة الأحساس بالعزلة الإنسانية ربماتأتى بمسابة الدافع لـ(أنسنة) الكائنات الجامدة
لا تبدأ « عطيات سيد» فى تصوير لوحة من لوحاتها وفى ذهنها صورة مسبقة جاهزة للعمل الفنى كاملاً، ب تكتشف تدريجياً كل تفصيلة، وكل خط، وكل لون، وكل كتلة أثناء تقدمها فى العمل، باستنادها إلى الخيوط الأولى التى تم تجسيدها .
إن ثراء الباليتة بتعدد وتناقض وغرابة المزج المتفرد الذى تتميز به أعمالها، بالإضافة إلى ضربات فرشاتها المراوغة، الموحية، الثقيلة والهامسة، والمحددة المحكومة فى الوقت نفسة
، تتبدى منطلقة فى عنف وثقة، تسعى وراء اقناص روح البداوة والتحرر المطلق سواء فى مقدرة الأداء الخطى أو براعة التلوين.
فهل أرادت عطيات سيد أن تبعث لنا برسالة موداها أن (الطبيعة الصامتة) هى أكثر إنسانية من الإنسان ذاتة.
تعكس أعمال الفنانة عطيات سيد قدرة كبير فى التعبير عن الحركة كوسيلة للتغلب على سكون العمل الفنى فنجد أن الدراجات وكأنها تندفع دون وجود من يدفعها بالفعل والماكينات تتحرك وتلتوى فى إيقاعات راقصة ومن هنا يشعر المشاهد بأنه أمام أشياء تكاد تخرج من إطار الصورة وتتجول فى قاعة العرض ثم تعود إلى موضعها مرة أخرى.
فالعملية الإبداعية عند «عطيات سيد» هى مغامرة جديدة مع كل لوحة، لتحويل القلق الداخلى وتجسيدة ف مشهد مرئى محسوس ، هى تحويل لتجربة شعورية ونفسية ضاغطة لابد لها أن تستمر، لتصبح عادة راسخة مناقضة تماماً لكل حالات أو حوادث الأداء الإبداعى الوقتى والعراض.
عن الفنانة عطيات سيد:
ولدت فى القاهرة ١٩٣٥، حصلت على دبلوم المعهد العالى للتربية الفنية ١٩٥٨، عملت رسامة منذ تخرجها فى جريدة الجمهورية ثم جريدة المساء حتى ١٩٩٥، أصبحت مصورة متفرغة منذ ١٩٩٥ حتى الآن.
أسهمت برسومها فى عدد كبير من إصدرات دار التحرير، أقامت وشاركت فى العديد من المعارض ، منها معرض لرسومها فى قاعة جريدة الجمهورية ١٩٧٦، أربع وجهات للهرم ٢٠٠٠، حنين لأشكال موحية ٢٠٠٢، طيران بجناح أرضى ٢٠٠٥، مناظر ورؤيتان بخان المغربى