أدرك أن الوصول إلى مكانة عالية يتطلب مجهود خارق يصتحبه العديد من التضحيات والتنازولات وفي أغلب الأوقات يكون “البقاء للأقوى”.
وحين تصل إلى الدرج وتبدأ في الصعود تشعر بالشجاعة فتصعد أكثر فأكثر حتى تجد نفسك في برج عالى فيأخذك الغرور ويلتف حولك الأعداء وتبدء حرب البقاء،حرب لارجوع منها إلا في حالتين أما منتصر أو مهزوم، وفي حرب البقاء تتنوع الأساليب وتتكاثر الأشكال.
فعندما أفكر في الصعود إلى القمة يأتي فى ذهنى بداية الخليقة حين خلق الله أدم ووضعه فى مكانة عالية وسخر جميع الأشياء في خدمته وخلق له حواء لتشاركة الجنة وما فيها من روائع ، ولكن تغلبت عليهم طباع الأنسان فأرادوا الوصول إلى اعلى فأكلو من الشجرة المحرمة فكان غضب الله قوى فسقطوا من القمة إلى أرض فارغة لايوجد بها إلا الشقاء والعناء والبكاء ولكن من زرع يحصد.
ومن هنا أصبح عقلي مشغول بما هو أكثر، جلست أبحث فجأت أمامي قصة الملكة “شجرة الدر” تأملت إلى حياتها وتعجبت على ذكائها ومكرها ومدى قوتها وما أدراك حين يجتمعوا تلك الصفات في أمرأة جميلة، فتبدء رحلة الصعود إلى القمة تصعد على الدرج ومن خلفها دماء تسفك و عديد من المؤمرات وقسوة لا تنتهي، ولكنها تصعد ولا تنظر إلى الخلف فتمتلك كل شئ فتصبح الحاكم الناهى على الجميع، فأدكت وقتها أن “البقاء للأقوى” وأنها تستحق أن تصل إلى القمة.
ولكن ما أبشع الأنهيار وما أسوء السقوط فكان سقوطها مهين ومخيف حين تحولت النيران إلى رماد فتتجردت من العظمة والقوة والسلطة فتجد نفسها في ساحة وحيدة لا تملك سوى ضعفها فتقتل على يد الجوارى بالقباقيب “نهاية مأساوية”
فتعلمت ان حين تسعى للوصول إلى قمة تذكر انك سيأتي يوم عليك وسينهار البرج وستسقط وحينها سيكون سقوطك على حسب أفعالك وأعمالك، أما تموت دون رحمة، أما تنجو وتجد من يحميك.