يحتفى معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب بالمفكر الراحل الدكتور محمد يسرى سلامة، حيث يقيم فى أول أيام المعرض 27 مارس القادم الساعة السادسة والنصف ندوة عن كتابه “شاناق في السموم والترياق” دراسة وتحقيق: الراحل د. محمد يسري سلامة
يتحدث فيها كل من: الدكتور عبد الله محارب عن منظمة أليسكو، والدكتور خالد عزب عن مكتبة الإسكندرية، والدكتور مدحت عيسى عن مركز المخطوطات، والدكتور فيصل الحفيان عن معهد المخطوطات العربية، ثم يتناول محمد عقاب نبذة عن مؤلفات الدكتور محمد يسرى سلامة.
يتناول الكتاب موضوع السموم والترياقات المضادة لها، ويتكون من خمس مقالات يعرض فيها لأنواع السمومات: النباتية، والحيوانية، والمعدنية (التي تستخرج من الأرض ومعادنها). كما يعرض للكيفيات المختلفة لعملية التسميم: في الأغذية، والمشروبات، والملبوسات، والأدهان، والأسلحة…إلخ. كما يتناول علامات الأطعمة والأشربة المسمومة، وكذلك علامات الأدهان والأطلية المسمومة، ثم يضع لكل نوعٍ دواءً.
وليس الكتاب بحاجة إلى تأكيد أهميته وخطره، فهو من الكتب المؤسِّسة في تاريخ العلم الإنساني، وتزداد أهميته إذا ما عرفنا أن صورته العربية هي الباقية، بعد أن فُقد من لغته الأصلية (الهندية) وأيضًا من لغته الوسيطة التي نُقل منها إلىٰ العربية (الفارسية)، وقد أثار الكتاب إشكاليات كبيرة لدىٰ الدارسين؛ إشكاليات تتعلَّق بمادته العلمية وبنيتها الداخلية، وبنسبته إلىٰ صاحبه، حتىٰ إن بعض الدارسين في ما يتصل بالنقطة الأخيرة نسبه إلىٰ «هندي مجهول» ونسبه آخرون، أو نسب من الأجزاء (اليونانية)، إلىٰ العبَّاس بن سعيد الجوهري الذي نقله أو فسره للخليفة المأمون.
إن إشكالية أو إشكاليات هذا النَّص الثرية، إضافة إلىٰ قيمته في ذاته، يجعل نشره عملًا علميًّا جديرًا بالعناية، وعلىٰ الرغم من أنه قد نُشر من قبل غير مرة، فإن هذه النشرة تضيف جديدًا، يجعل منها حقًّا نشرة جديدة بالكلية، ذلك أنها تتجاوز النشرات السابقة التي اعتمدت نصـوصًا أو نسخًا ناقصـة، بل إنها اعتمدت نسخة جديدة، هي تلك التي تحتفظ بها الخزانة الخالدية (فلسطين) وهي نسخة موثوقة نفيسة وعتيقة، وقد ترتب علىٰ هذا الغنىٰ المصدري إعادة النظر في ترتيب بنية الكتاب الداخلية (مقدمته ومقالاته) واستطاع محقِّق هذه النشرة بناء علىٰ معطيات علمية أتاحها له المصدر الجديد والنظر النقدي أن يقـدم رؤية جديدة للنَّص في دراسته، وأن يناقش فرضيات قال بها المستشرقون ويثبت خطأ بعضها وعدم اشتقاقها علميًّا.
وتذهب النشرة الجديدة مذهبًا حميدًا عندما يضيف المحقِّق ملحقًا خاصًا بأسماء النباتات الطبية والعقاقير المذكورة في النَّص، وإثبات أسمائها اللغوية في اللاتينية والإنجليزية والهندية المعاصرة.
نحسب أن هذه النشرة التي تُعد باكورة تعاون بين معهد المخطوطات العربية (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم) ومركز المخطوطات (مكتبة الإسكندرية) ستجبُّ ما قبلها، سواء من جهة النَّص ذاته (تحقيقًا) أو من جهة الدراسة، أو من جهة الإضافة (الكشافات والملاحق).