يترأس الان قداسة البابا تواضروس الثانى، بدير الانبا بيشوى بوادى النطرون، قداساً احتفالياً بالذكرى الثانية لنياحة مثلث الطوبى قداسة البابا شنودة الثالث، و يشارك قداسة البابا صلاة القداس لفيف من الاباء المطارنة و الاساقفة و الرهبان و الكهنة، و يحضر صلوات القداس الالاف من الشعب القبطى.
و بعد قراءة الانجيل المقدس القى قداسة البابا تواضروس عظة عن حياة البابا شنودة الثالث فى ذكراه الثانية فقال: “فى هذا الصباح تحل علينا الذكرى الثانية لرحيل حبيبنا المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث، و نعتبر رحيله هو الميلاد الجديد – الميلاد السمائى – و البابا شنودة علامة واضحة فى تاريخ كنيستنا القبطية و فى تاريخ وطننا مصر أيضاً، و البابا شنودة أسمه محفور فى سجل الزمن و التاريخ نظراً لاعماله الكثيرة الذى خدم بها السيد المسيح بجهاد طويل”.
و قال قداسة البابا تواضروس اننا عندما نتحدث عن حياة البابا شنودة نجد أنه ترك لنا سيرة عطرة و تراثاً، فالبابا شنودة ترك سيرة عطرة فى حياته الطويلة، فعاش راهباً بدير العذراء السريان بحياة النسك، و لم يكتفى بالدير و انما توحد لعدة سنوات بمغارة و هذا العطر امتد للقديس البابا كيرلس السادس الذى دعاه أسقفاً للتعليم، و يزداد هذا العطر فى انتشار تعاليميه و خدمته الاسقفية بكل أمانة، ليختاره الله عام 1971 ليكون بطريركاً للكنيسة وظل البابا يقود الكنيسة لاكثر من 40 عاماً.
و أضاف قداسة البابا فى عظته: “أن البابا شنودة خدم بكل أمانة و بكل ما أعطاه الله من مواهب، و رغم ما تعرض له من تجارب الا انه كان ذو شخصية صامدة، و انتشر أسم البابا شنودة بين كل المصريين مسحيين و مسلمين، و عرفه العرب و الغرب، و عرف بألقاب كثيرة، فقدم لنا نموذج للانسان المخلص الذى يخدم كنيسته بكل أمانة”.
و أختتم قداسته قائلاً:”البابا شنودة ترك لنا مثال للخادم الحقيقى و للانسان الذى يعيش فى عمق الروحانية و للاسقفة و البطريرك الذى لم يترك حياته الرهبانية، و قدم نموذج رائع للراعى الصالح، كما أن البابا شنودة تراثاً كبيراً، قدم لنا تراث فى التعليم، فى النسك، فى محاضراته الثمينة سواء و هو أسقف للتعليم أو هو بطريرك، تراثاً فى المعرفة المسيحية الواسعة فنشر أكثر من 150 كتاباً، فقداسته قدم صورة المسيح الذى يفتح قلبه لكل أنسان و يجد كل أنسان مكانة فى قلب البابا”.