ما يحدث فى مصر هذه الأيام ليس طبيعيا، الاضرابات الفئوية والوقفات الاحتجاجية حق للشعب وهى دليل على الديمقراطية لكن عندما تزيد عن حدها فإنها تكون مؤامرة حقيقية مجرمة فى حق الدولة، فليس من المعقول أن تشهد مصر خلال شهرى يناير وفبراير هذا العام 2014
54 إعتصاما وإضرابا يهز كيان الدولة، ويضرب عرض الحائط بمصالح المواطنين، ويضيع هيبة الحكومة أو يلغى القوانين.
المصريون يؤمنون بالدولة وهيبتها وضرورة الحفاظ على كيانها ولذلك فإن ما يحدث هو مؤامرة واضحة من الإخوان الشياطين، فبعد أن إنكشف أمرهم وأعلنت الدولة أنهم جماعة إرهابية جن جنونهم وهم يحاولون فعل أى شئ حتى يعودوا إلى الحكم، هم لا يصدقون أنهم إستطاعوا الوصول إلى الحكم ثم فشلوا لأن خبرتهم السياسية صفر، من هنا قاموا بالقتل والحرق والتدمير ومازالت شهوة الانتقام والمزيد من الدماء تحركهم ولم يجدوا شيئا يفعلونه الآن إلا تحريض الشباب والموظفين فى كل مكان ونقابة ومؤسسة ومصنع على القيام بالاضطرابات والوقفات لكى تتوقف الحياة فى مصر، وللأسف فإن بعض الشباب المغرر به يوافق على ذلك وينضم إليهم الشباب البرئ الذى يضرب ويتظاهر فعلا من أجل لقمة العيش والحياة الكريمة، ولو عرف هذا الشباب أنه يضر بالدولة وبالتالى فهو يضر بنفسه ولقمة عيشه لما فعل ذلك.
هل من قبيل المصادفة أن يبدأ عمال الحديد والصلب الإضراب هذا العام، ثم المعلمون، ثم عمال غزل والنسيج، ثم موظفو التأمينات والتأمين الصحى، ثم الأطباء والصيادلة، ثم هيئة النقل العام، ثم مظاهرات طلبة الجامعات وبالذات جامعة الأزهر الذين أعلنوا أنهم ينتظرون عودة الدراسة بفارغ الصبر حتى يستكملون مظاهراتهم الثورية، وأى ثورة فى المظاهرات التى تدمر وتحرق وتحطم كل شئ؟! وما هى الثورية فى طلبة يحطمون أماكن دراستهم ومقاعدهم ومكتباتهم، ويسئون أبلغ الإساءة إلى أساتذتهم تصل إلى الضرب والإهانة!
وكله كوم وحكاية التراس النادى الاهلى كوم آخر الذين لا نعرف لماذا يثورون بعد إنتصار ناديهم ويحطمون كل شئ؟ ألا يدل ذلك على أن يد تلعب بهؤلاء وهى يد الاخوان الفاشلون الإرهابيون الذين يريدون تحطيم الدولة المصرية لأنها كشفت حقيقتهم أمام الشعب المصرى والعالم أجمع وأثبتت أنهم ليسوا إخوانا ولا مسلمون بل هم جماعة إرهابية تعشق التخريب والتدمير وتهيم بالدم والقتل.
لابد من شبابنا المصرى الواع أن ينتبه إلى المؤامرة المجرمة التى تحاك له، ويتوقف عن الاضراب حتى يسير العمل وتحرك الدنيا ويعود الاقتصاد إلى نموه وحيويته وكفاءته وساعتها تحصل كل فئة على حقوقها كاملة، ومصر الثورة لن تبخل على أبنائها بحقوقهم المشروعة، المهم أن يفكر شبابنا بهدوء وبالعقل حتى يصل الى بر الأمان، وإلى الحقيقة التى تفرض نفسها وهى أن إضراب كل الشعب لن يحل مشاكل الشعب، بل لابد من الصبر الجميل ومحاولة البناء وتعويض مافات، فما أسهل التدمير والحرق والضياع، وما أصعب البناء.
يا شباب مصر فوقوا واعرفوا أن بلدكم يتعرض لمؤامرة كبرى تشترك فيها دول كثيرة، ثم نحن نحارب الإرهاب فى الداخل والخارج وهى حرب صعبة جدا لكننا سننتصر فيها إن شاء الله، وتأكدوا أنه فات الكثير ولم يبق إلا القليل، وستعود مصر إليكم إلى كل المصريين بحضارتهم القديمة العريقة ومستقبلها المشرف المزدهر، والأمل يتحقق دائما بالعمل، العمل الحقيقى المضحى المسئول.
وغدا تشرق الشمس.