بضعة دقائق بعد الرابعة عصرا بتقويت القاهرة زحام أمام دار القضاء حيث مداخل محطة مترو جمال عبد الناصر الأربعة، الكل يسير في اتجاهات مختلفة يسير الكل مسرعا نحو العودة للمنزل أو الذهاب لاستلام العمل في وردية بعد الظهر ، الأمور تبدو هادئة لايشوبها إلى قلق ، محلي العصير على ناصية شارع رمسيس من ناحية شارع 26 يوليو مكتظا بالزبائن واحد منهما أضاف لنشاطة مطعما صغيرا لتقديم سندوشات الكبدة والسجق وبعض الجبن عدد قليل من الزبائن لم بجد مكانا داخل المحل يقفوا في الشارع ممسكين في أطباق اليد اليمنى سندوتش واليسرى طبقا ملىء بعدد آخر من السندوتشات وفي جانب صغير من الأطباق بعض قطع المخلل أحد الزبائن قطم قطعة كبيرة من الفلفل تبدو حرارتها الشديدة من إحمرار وجهه وجحوظ عنيه، فجأة يسمع صوت دوي انفجار وصريخ والكل يهرول في كل اتجاه دون تمييز، المصابون ملقون على جانب الطريق اثنان منهما ينزفان بشدة من رأسيهما.
في نفس الوقت تقريبا أو ربما قبلها بدقائف قليلة قضت محكمة الأمور المستعجلة المنعقدة بعابدين ، برئاسة المستشار محمد السيد، بإعادة المرافعة في نظر دعوى باعتبار قطر وتركيا، داعمتين وممولين للإرهاب
وجاء نص الدعويين التى قدمهما المحامى سمير صبرى أن دولتي تركيا وقطر تحتضنان عددا من قيادات الإخوان الإرهابية، التي تخطط لإسقاط الدولة المصرية، من خلال تمويل العناصر الإخوانية في مصر لتنفيذ أعمال تخريبية لوقف مسيرة التنمية
وأضاف سمير فى دعواه أن الودلتين يقبع بهما التنظيم الدولي للإخوان، وكذا يبث منها عددا من القنوات التي تحرض على قتل الضباط، وحرق مؤسسات الدولة، ومعروف عن رئيسها عداؤه المستمر لمصر.
الشعب على قناعة تامة بأن جماعة الإخوان وكل من يدعهما ويمولها جزء لا يتجزأ من الإرهاب ولا يقبل أي انحيازات أخرى ومايزيد من قناعته التفجيرات المتتالية التي تستهدف الشعب.
ولاينسى المصريين مشهد ذبح 21 من بني جلدتهم على داعش في ليبيا ورغم كل مايقال عن تمويل تلك الجماعة المارقة إلا ان الكل يعي تماما أن داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة ما هم إلا فروع من الجماعة الإرهابية داخل الوطن وان الكل يحركه التنظيم الدولي للجماعة بتوجبهات من تركيا وقطر
ومن أول لحظة وقع الشعب على توكيل لجيشه لحماية المواطنين داخل وخارج الوطن ولم يرفض الضربة التي وجهما الجيش المصري لمعسكرات داعش في ليبيا إلا من هم على شاكلة الجماعة وشعر الشارع بعد سماعه نبأ الضربة بفخر واعزاز لقواته المسلحة .
تكرار سيناريوهات الانفجارات المتتالية في عدة مناطق أكد بما لايدع أي مجالا للشك ان ما يشاع عن المصالحة مع الإخوان لن يكون مقبولا على المستوى الشعبي بالمرة والطبيعي أن ينحاز الرئيس المنتخب برغبة شعبية عارمة وحكومته لارادة الشارع دون جدال وبالفعل أشار لها السيسي في أكثر من مرة أن الشرط الوحيد للمصالحة رضا الشارع عنها وهو الأمر الذي بات مستحيلا .
قد يكون التحالف مع تركيا أمر حتمى لبعض القوى الإقليمية من شأن تشكيل بعض التحالفات لمواجهة تيارات تؤرق أمنها من المؤكد أنه شأن داخلي لتلك القوى والدول وهو أمر لايعني مصر لأن أمنها وحدودها ووحدتها الوطنية تقع في المقام الأول وربما الوحيد لإهتمامات السيسي.
والجيش المصري يحمل لواء الدفاع عن الوطن والشعب وهو جيشا حرا وطنيا خالصا له باع وتاريخ طو
يل بدأ منذ عصر الملك مينا موحد القطرين ومؤسس دولة مصر منذ أكثر من 7000 عاما وهمه الأول والوحيد حماية الوطن وحدوده ويعلم رجالاته علم اليقين المخططات والمؤامرات التي يحكيها الغرب وامريكا من أجل تورطيه في حروب لاطائل منها وأنه الجيش الوحيد الباقي في المنطقة وهدمه هدف ومؤامرة يقف حائلا أمامها مهارة وخبرة وقدرة القيادة والحكومة.
المؤامرة كبيرة وليست على مصر فقط بل أن الأمور في العراق وسورية ولبنان وليبيا تدعو للقلق وحلف الشر يسعي لهدم الجميع من أجل أن يرتع في المنطقة بطولها وعرضها .