في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله، والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً ( يو1:1 ,14 )
بادئ ذي بدء نحن نؤمن أن إعلان الله عن ذاته هو إعلان كامل كل الكمال في شخص الرب يسوع المسيح “فالله بعد ما كلك الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه”(عب1:1،2)
ونؤمن أن الكتاب المقدس هو المرجع الأوحد لهذا الإعلان، لأنه “لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس” (2بط 1: 21)
نعم! لقد سطر الكتاب المقدس أكثر من أربعين كاتباً في ستة وستين سفراً منهم رئيس الوزراء دانيال و نحميا ساقي الملك وعزرا الكاتب الماهر ، وعاموس راعي الغنم، ومتى جابي الضرائب، ولوقا الطبيب، وبطرس الصياد، كما استخدم الروح القدس علم موسي، وخبرة يشوع، وشعر داود، وحكمة سليمان، وارستقراطية أشعياء، وحنان أرميا، وعبقرية حزقيال، ومأساة هوشع، وخيال يوئيل، وصراحة صفنيا، ورؤى زكريا، ورقة يوحنا، وواقعية يعقوب، وفلسفة بولس، وغيرهم في سيمفونية واحدة متناغمة ومتناسقة أكثر من رائعة.
ولقد سجلت ريشة الوحي الكتاب المقدس بثلاث لغات، العهد القديم بالعبرية والآرامية، والعهد الجديد باليونانية، واليوم تم ترجمته إلى ما يزيد عن ألفي لغة ولهجة، وكتب في ثلاث قارات في أماكن مختلفة على سبيل المثال بولس في السجن، ودانيال في القصر، وداود وهو يرعى الغنم، ولوقا في رحلاته، وكتب عبر ألف وخمسمائة عام تقريباً.
إلا انه كتب بمثابة منظومة واحدة بديعة الجمال، فوق حد التصور ويتلخص في موضوع واحد هو “محبة الله” الفائقة المعرفة والتي تتجلى في فداء الإنسان “الآب مدبره والابن متممه والروح القدس مقدم “
ونحن نؤمن انه من المستحيل إضافة أي جديد لهذا الإعلان الإلهي الوافي، ولا حذف لأي حرف منه كيف لا “وعندنا الكلمة النبوية وهي أثبت التي تفعلون حسناً أن انتبهتم إليها كما إلى سراج منير في موضع مظلم” ( 2بط 1: 19) ولذلك نحن نؤمن بعصمة الكتاب المقدس كأيماننا بعصمة المسيح . الجدير بالذكر انه في اللغة اليونانية نجد كلمة “لوجوس” تعبر عن الرب يسوع المسيح “الكلمة الحية” وأيضا عن الكتاب المقدس (الكلمة المكتوبة).
نعم! إن كلمة الله وشخص الرب يسوع المسيح في ارتباط وثيق ولصيق لايمكن الفصل بينهما، فالكتاب المقدس يقدم لنا صورة مجسمةدقيقة, أو صورة طبق الأصل للمسيح, كما أن المسيح هو كلمة الله مجسداً
الكلمة المكتوبة تقدم لنا حياة المسيح، والمسيح الكلمة الحية أوضح وأدق تفسير للكلمة المكتوبة فالمسيح والكلمة هما واحد, لقد قال الربيسوع عن كلمة الله “فتشوا الكتب… وهي التي تشهد لي” (يو 5: 39)
فالمسيح هو المحور الذي يدور حوله كل الكتاب المقدس فنرى:
1.من سفر التكوين حتى سفر ملاخي نرى المسيح سيأتي.
2.الأناجيل الأربعة تحكي لنا أن المسيح أتي.
3.سفر الأعمال إلي سفر الرؤيا يتحدث عن أن المسيح سيأتي ثانية.
والدارس لكلمة الرب عندما يعقد مقارنة بين كلمة الله الكلمة الحية (الرب يسوع ) وبين الكلمة المكتوبة (الكتاب المقدس) يرى أوجه الشبة الكثيرة لدرجة التطابق أذكر منها:
أولاً: الكلمة سر الحياة والبقاء:
عن كلمة الرب المكتوبة يقول الرسول بولس إلى أهل كورنثوس”ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل” (1كو 4: 15 ) وإلى أهل فيليبي “متمسكين بكلمة الحياة” (في 2: 16 )
ويقول الرسول بطرس “مولودين ثانية….بكلمة الله الباقية إلى الأبد (1بط 1: 23 ) ويقول الرسول يعقوب “شاء فولدنا ثانية بكلمة الحق … (يع 1: 18)
ويسطر الوحي عن الكلمة الحية “الرب يسوع المسيح” انه أتي لتكون لنا حياة وليكون لنا أفضل حياة ( يو 10:10)، فهو الطريق والحق والحياة (يو 14: 6)
فالله الذي هو غني في الرحمة من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح (أف 2: 4 , 5) ولذلك يشدوالرسول بطرس قائلاً “مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات” (1بط 1: 3) ولهذا فإن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة (2كو 5: 17)
نعم! هو رب الحياة، وهو سر الحياة، وهو سند الحياة، فليكن هو محور وهدف حياتنا إلى أن يجئ ثانية أو يأخذنا إليه.
ثانياً: الكلمة نور وضياء:
يقول الحكيم عن الكلمة المكتوبة “الوصية مصباح والشريعة نور” (أم 6: 23 ) ويشدو المرنم
“سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي” (مز 119 : 105)
ويقول “فتح كلامك ينير يعقل الجهال” (مز 119 : 130)
ويقول الرسول بطرس عن الكلمة النبوية “تفعلون حسناً إن انتبهتم إليها كما إلى سراج منير في موضع مظلم إلى أن ينفجر النهار ويطلع كوكب الصبح في قلوبكم” (2بط 2: 19)
أما عن الرب يسوع (الكلمة الحية) فقد تنبأ عنه أشعياء “الشعب السالك في الظلمة أبصر نوراً عظيماً الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور وعندما تجسد أعلن عن نفسه قائلاً” أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة (يو 8: 12)
وسطر الوحي عن يوحنا المعمداني وهو يمهد الطريق للرب يسوع (الكلمة الحية ) “هذا جاء ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته ، لم يكن هو النور بل ليشهد للنور، كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان آتياً إلى العالم (يو1: 7، 8). وقد أعلن يسوع في يوم من الأيام قائلاً:- ” أنا قد جئت نوراً للعالم ، حتى كل من يؤمن بي ، لايمكث في الظلمة” (يو12: 46) وطلب من تلاميذه ، وتابعيه في كل جيل وعصر في عظة العظات ، الموعظة على الجبل قائلاً :- ” أنتم نور العالم … فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات (مت5: 14و 16) .
وطالما كلمة الله هي نور وضياء فهي تصحح الأخطاء وتصوب أي التواء فيقول الرسول يعقوب ” كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين خادعين نفوسكم لأنه إن كان أحد سامعاً للكلمة وليس عاملاً فذاك يشبه رجلاً ناظراً وجه خلقته في مرآة ، فانه نظر ذاته ومضى وللوقت نسى ما هو ” ، ولكن من أطلع على الناموس الكامل ناموس الحرية ، وثبت وصار ليس سامعاً ناسياً ، بل عاملاً بالكلمة فهذا يكون مغبُوطاً في عمله ” (يع1: 22- 25).
ثالثاً: الكلمة طعام وغذاء:
كلمة الله المكتوبة هي طعام لأرواحنا فكما قال الرب يسوع ” ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله ” (مت 4: 4، لو4: 4)، والرسول بطرس يقول: ” كأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي العديم الغش لكي تنمو به (1بط2: 2)، ويشدو المرنم بناموس الرب فيقول: ” أحلى من العسل وقطر الشهاد ” [ والشهاد هو الشمع الذي يكّون فيه النحل العسل ] (مز19: 20) . ويقول ارميا ” وجد كلامك فأكلته فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي (ار15: 16)، وجاء الرب يسوع ليعلن قائلاً: ” أنا هو خبز الحياة … أنا هو الخبز النازل من السماء لكي يأكل منه الإنسان ولا يموت ، أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد ، والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم … من يأكلني فهو يحيا بي (يو6: 48- 51، 57) وفكرة (الخبز الحي) نرى فيها :
1.
الخبز في متناول الجميع الفقراء والأغنياء على حد سواء.
2.الخبز طعام يومي بصفة مستمرة ومنتظمة .
3.الخبز طعام هام وضروري للحياة ، لايمكن الاستغناء عنه .
4.الخبز كطعام يصبح جزء منا بل وفينا، وكلمة الله الحية، هو فينا ونحن فيه.
رابعاًً : الكلمة كالماء للارتواء:
صورة بديعة الجمال يرسمها ببراعة سفر أشعياء ص55: 10- 11 عن كلمة الله عندما يكتب ” لأنه كما ينزل المطر والثلج من السماء ، ولا يرجعان إلى هناك بل يرويان الأرض ويجعلانها تلد وتنبت وتعطي زرعاً ، هكذا تكون كلمتي ” . فكلمة الله كالماء ، تروي الأرض العطشانة ، عندئذ تعطي ثمراً كثيراً حلواً ومشبعاً ، وعندما تجسد الكلمة نادى يوماً قائلاً : إن عطش أحد فليقبل ألىّ ويشرب ، من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي (يو7: 37و 38) . وهذا ما قاله في يوم من الأيام للمرأة السامرية ” كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا ولكن من يشرب من الماء الذي اُعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد ، بل الماء الذي اُعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية (يو4: 13، 14) .
نعم ! أن مياه العالم مياه مالحة شاربها يزداد عطشاً ، أما من يختبر تجسد الكلمة في حياته يمكن أن يشدوا مع المرنم الرب راعي … إلى مياه الراحة يوردني … كأسي ريا (مز23).
خامساً : الكلمة مصدر عزاء ورجاء :
الرسول بولس في معرض حديثه عن القيامة ، ومجيء المسيح ثانية يختم كلامه بالقول ” عزوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام .. ما هو هذا الكلام الذي نعزي به بعضنا البعض ؟! كلمة الله التي تحمل لنا رجاء القيامة ، كلمة الله التي تحمل لنا الأخبار السارة بان المسيح مات لأجلنا وقام وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات ، فلا نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم (1تس4: 13، 18، 5: 11) فكلمة الله المكتوبة تحمل لنا العزاء والرجاء وتعلن لنا عن شخص فادينا (الكلمة الحية) ” وربنا يسوع المسيح والله أبونا الذي أحبنا وأعطانا عزاء أبدياً ورجاء صالحاً بالنعمة (2تس2: 16)
سادساً: الكلمة دافع للطهر والنقاء :
قال الرب يسوع عن الكلمة المكتوبة :- ” أنتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به ” .
(يو15: 3) وفي صلاته الشفاعية قال :- ” قدسهم في حقك كلامك هو حق ” (يو17: 17) . ويأتي يوحنا ليقول عن كلمة} الرب يسوع{ “ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية ” (ايو1: 7).
ويقول كاتب العبرانين ” فبهذه المشيئة نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع مرة واحدة ” .(عب 10: 10) ويقول الرسول بولس :- ” أحب المسيح أيضاً الكنيسة لكي يقدسها مطهراً إياها بغسل الماء بالكلمة ” (اف5: 26) .
نعم ! الكلمة الحية تضع أقدامنا على طريق القداسة، والكلمة المكتوبة عندما تسكن في قلوبنا بغنى تنقينا، وتوجهنا، وتعلمنا، وترشدنا، وتقودنا في طريق القداسة.
سابعاً : الكلمة دواء وشفاء:
يقول المرنم في( مزمور 107: 20) ” أرسل كلمته فشفاهم ونجّاهم “، والحالة التي يصفها المرنم حالة مريض خاطئ فقد شهيته للطعام واُصيب بالضعف ، ووصل لدرجة الموت ، فصرخ إلى الرب طالباً الإنقاذ فأرسل الرب كلمته وشفاه ونجاه من الموت ، وكلمة الله تحمل سلطان الله فهو الذي يقول فيكون ، ويأمر فيصير ، وعندما تجسد الكلمة مكتوب كان يجول يصنع خيراً ويشفي كل مرض في الشعب (مت4: 23) . هذا ما قاله قائد المئة عندما طلب من الرب يسوع أن يشفي غلامه المفلوج قال له يسوع أنا آتي وأشفيه فأجاب قائد المئة وقال :- قُل كلمة فقط فيبرأ غلامي
(مت8: 8 ولو7: 7) انه الكلمة الحية ، صاحب السلطان ، رب المعجزات ، قادر بهمسة أو بلمسة أن يشفي وإلى التمام .
ثامناً : كلمة الله أساس البناء :
عندما انتهى الرب يسوع من موعظته الخالدة على الجبل ختم حديثه بالقول ” كل من يسمع أقوالي هذه ويعمل به أشبّهه برجل عاقل يبني بيته على الصخر فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط لأنه كان مؤسساً على الصخر ، وكل من يسمع أقوالي هذه ولا يعمل بها يُشّبه برجل جاهل بني بيته على الرمل فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط وكان سقوطه عظيماً (مت7:24- 27) فيجب أن تكون الكلمة المقدسة هي الأساس التي نبني عليها حياتنا ، أهدافنا ، مستقبلنا ، بيوتنا ، ولعل هذا يذكرنا بما قاله الرسول بولس عندما كان في ميلتُس وأرسل إلى أفسس وأستدعى قسوس الكنيسة فلما جاءوا إليه وأخذ يتحدث إليهم ختم حديثه لهم بقوله ” والآن استودعكم يااخوتي لله ولكلمة نعمته القادرة أن تبنيكم وتعطيكم ميراثاً مع جميع القديسين (أعمال2: 20- 22) وفي رسالته إلى أهل أفسس ص2: 20- 22 يقول ” مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية الذي فيه كل البناء مركباً معاً ينمو هيكلاً مقدساً في الرب الذي فيه أنتم أيضا مبنيون معاً مسكناً لله في الروح ” فالمسيح الكلمة هو حجر الزاوية وفيه كل البناء . فلتكن حياتنا الهيكل المقدس لسكنى روح الله القدوس ، فنحقق ما جاء 1كو3: 16 آما تعلمون إنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم .
تاسعاً : كلمة الله سلاح لمحاربة الأعداء:
في مسيرنا في ذي الحياة نواجه تحديات وصعاب ، وندخل في معارك ، وحروب سواء من مكايد الشيطان، أو شهوات الجسد ، أو إغراءات العالم ، وهنا نجد الرسول بولس يوصينا قائلاً ” احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس … سيف الروح الذي هو كلمة الله ، ويقول كاتب العبرانيين ” لان كلمة الله حية وفعاله وأمض من كل سيف ذي حدين (عب4: 12و 13) فكلمة الله عندما نتحصن بها ، نعيشها ونترجمها في حياتنا يمكننا أن ننتصر في معارك الحياة ، ولعل النموذج الرائع الذي يقدمه لنا الكتاب المقدس هو شخص الرب يسوع عندما جاء إبليس يجربه كانت إجابة المسيح باستمرار }بالمكتوب { فكانت النتيجة أن رجع إبليس يجرجر أذيال الفشل وخيبة الأمل . عندما نختبر حياة المسيح فينا تصبح حروبنا هي حروبه ولعل هذا يذكرنا باختبار شاول الطرسوسي الذي كان يضطهد الكنيسة فمكتوب ” وأما شاول فكان لم يزل ينفث تهدداً وقتلاً على تلاميذ الرب ” وفي طريقه إلى دمشق أبرق حوله نور من السماء فسقط على الأرض وسمع صوتاً قائلاً له شاول شاول لماذا تضطهدني فقال له الرب أنا يسوع الذي أنت تضطهده (أعمال ص9) . وهنا نجد كأن الرب يسوع يقول للطرسوسى : – أن اضطهادك للتلاميذ هو اضطهاد موجه إلىّ أنا شخصياً } لماذا تضطهدني { من يضطهد من يتبعني كأنه يضطهدني أنا .
نعم ! نحن في المسيح أكثر من منتصرين نشدو مرنمين ” يعظم انتصارنا بالذي أحبنا ، شكراً لله الذي يقودنا في موكب نصرته في المسيح كل حين (رو8: 37، 2كو2: 14) . كيف لا ؟! والوعد الساطع في كلمة الله ” الرب يقاتل عنكم وانتم تصمتون” (خر14: 14).
نعم ! كلمة الله المكتوبة هي سلاح الله الكامل، وشخص الرب يسوع (الكلمة المتجسد) هو الحصن الحصين، والقلعة المنيع.
عاشراً: كلمة الله كنز وثراء :-
يقول المرنم عن الكلمة المكتوبة ” أشهى من الذهب والإبريز الكثير (مز19: 10) (الابريز نوع من الذهب الخالص النقي ). ويقول شريعة فمك خير لي من ألوف ذهب وفضه… أحببت وصاياك أكثر من الذهب والإبريز (مز119: 72، 127). ومن يختبر الكلمة المتجسدة في حياته يمكنه أن يحسب مع موسى عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر لأنه كان ينظر إلى المجازاة (عب11: 24). ويمكنه أن يشارك عروس النشيد ” أنا لحبيبي وحبيبي ليّ ” (نش6: 3). ويشدو مع آساف ” ومعك لا اُريد شيئاً ” (مز73: 25) . ففي الكلمة المكتوبة، والكلمة المتجسدة نختبر الحياة الثرية بمعنى الكلمة.
أبعد ذا هل لنا أن نعيش الوصية التي قالها الرسول بولس لتيموثاوس [ أكرز بالكلمة ] (2تي 4: 2) سواء الكلمة الذي صار جسداً {الرب يسوع المسيح} ، أو الكلمة المقدسة المكتوبة ” الكتاب المقدس” ؟! .