فى لحظات الاضطراب الثورى مثل تلك التى نعيشها بالضبط ولو إنها عندنا (أوفرحبتين)وسبايسى كمان على طريقة الذوق الشرقى وهو ذوق عاطفى ويشهد فى الغالب مبالغات غير منطقيه فى السياسه وفى الاقتصاد إن وجد .تجد سيادتك معظمنا يبالغ فى عواطفه ويمكن تعبيراته
فالإرهابى يبالغ فى تفجيراته واغتيالاته على طريقة الارض المحروقه التى لاتستطيع فيها أن تعيش لاإنت ولاهو على نظام شمشون الجبار (علىّ وعلى اعدائى )فيموت الجميع بنظره ويبقى المجد للأطلال وفى غبشة الطلل المتهدم يجد الارهابى جنته المشتهاه وحتى الشخص العادى اللى مالوش فى الارهاب ممكن جداً تلاقيه سوداوى ممرور ومش مستحمل دبانه تيجى جنب مناخيره وعايز يزرعها باميه تطرح بطيخ الان ..الان وليس غداً على رأى ستنا فيروز التى غنت من خمسين سنه للقدس القديمه ووعدتنا ان تقرع أجراس العوده من أيامها يعنى نقدر نسميها بعبارات منضبطه مبالغات ثوريه فى شرقنا العاطفى ولكنها فى الاونه الاخيره قلبت على مزاج انتحارى للغالبيه العظمى فلاتجد افكاراً ولاأحد حتى يعبر عن عواطف حقيقيه بل مجرد ميل انتحارى فى الفكر والسلوك والافعال وردود الافعال وطبيعى نفهم مايحدث إنه فى حالات الاضطراب الاجتماعى والسياسى المجتمع يشهد حالة استقطاب عاليه فالبعض يذهب الى تقديس السيسى الى حد الجنون او ربما العشق فقط ويلقى على الرجل بأحلامه وأوهامه والسيسى هنا فى المخيله الشعبيه أصبح رمزاً لقطاعات واسعه من الشعب تسعى للاستقرار والامان فيتجاوز شخصه ويمكن حتى مؤسسته الدفاعيه القويه المحترمه ليصبح بطلاً شعبيا اسطوريا فى مثل هذا الزمان بيساعد الناس على ذلك ان الرجل بالاضافه طبعا الى دوره التاريخى الكبير هو ومؤسسة الدفاع فى الفتره السابقه فالرجل على المستوى الشخصى يملك قدرات تواصل جماهيرى عاليه للغايه فبمثل ذلك الصوت الحنون العميق الذى دعا عازفة الفلوت المرموقه ورئيسة دار الاوبرا د.إيناس عبد الدايم ان تقول كمتخصصه فى احدى البرامج حين سألها المذيع عن رأيها فى خطاب السيسى فقالت صوته .والحقيقه أن صوت الرجل اصبح يشكل للمجتمع المضطرب وحده سلاح تلك الطبيعه الصوتيه المتميزه وتلك الطريقه الشعبويه الشرقيه فى الخطاب اصبحت مجرد مايدعو الرجل الناس الى استفتاء او انتخاب او عمل ما الا وتجد جموعاً غفيره من الناس وبخاصه النساء والفتيات الذين هم الاقرب الى طلب الامان والاستقرار تجدهم اول الملبين لدرجه صوفيه غريبه دعتنا ان نرى الكثيرات منهم فى لجان الاستفتاء والاغلب شخصيات محترمه جدا فى حياتهم العاديه يرقصون فى لجان الاستفتاء .صوت الرجل وطريقة خطابه وسمته الشخصى ينادى فى نفوس الناس وفى اعماقهم الدفينه نداء السكينه والاستقرار لذلك لاتتعجب ان ترى تلك الحاله الصوفيه الشعبيه الغريبه فى التلبيه فناهيك على انها طبيعه شرقيه خالصه فالظروف المضطربه تهيىء ابطالها المختارين والباقى كله على الله سيادتك .ربما يتاح لنا الوقت لنجلس سوياً ونهرى فى التفاصيل إشى قانون على ماده دستوريه على ظرف اقتصادى او اجتماعى وقد يكون الحق فى تلك التفاصيل الدقيقه وربما الهامه معنا او مع غيرنا ربما تكون هناك اخطاء فادحه لم ننتبهه او نلتفت لها فى ذروة الضجيج وتحت القصف وفى لهيب الزحام ولكن فليرحمنا الله ويغفر لنا فى ظل الاستقطاب المريع وحيث يختلط الحابل بالنابل فقد استمع الشعب الى الصوت القادم من الاعماق وتفاعل معه وحج ولبى والمؤمن بشعبه بالذات فى هذه الفترات العصيبه من تاريخه لايملك الا ان يستجيب للشعور الشعبى العميق ويتجاوب معه فعلى الاغلب لن تجد تبريرات منطقيه شافيه ولكن بمجرد ان تستمع الى ذلك الصوت العميق الذى دعا طبيبه واديبه مرموقه وزوجه صالحه ان تكتب له خدنى شرعى خدنى عرفى خدنى ملك يمين او حتى بالقسط على ماتفرج إلا ان تقول ما أجمل جنونك الجماعى ياشعبنا العظيم لبيك .. لبيك !!