في حفل مهيب وسط تكريم مشرف وراق قدم قداسة البابا تواضروس الثاني جائزة “الثقافة والعلوم والخدمات الانسانية” والمعروفة بجائزة علا غبور لطبيب القلب العالمي السير مجدي يعقوب بالمركز الثقافي القبطي الارثوذكسي بحضور نيافة الانبا ارميا مدير المركز ونخبة من كبار الشخصيات العامة في المجتمع ومن الاطباء بعضهم زملاء دراسة وعمل للدكتور مجدي يعقوب.
كلمة البابا
ورحب قداسة البابا بالدكتور مجدي يعقوب بكلمة بداءها قائلا:
“هذه ليلة مباركة ومفرحة والشعور الداخلي الذي يملانا جميعا ان هذه الشخصية تعطينا شعورا بالفخر انه ينتمي الينا واننا ننتمي اليه علي ارض مصرنا الحبيبة وعبر عن الدكتور مجدي في ثلاثة كلمات هي انه “اسم ونجم وقمر”
اسم: يعطينا مشاعر رائعة وسط كل هذه الازمات والاحداث الموجودة الان في جامعتنا ومدارسنا بان نسل صالح مفيد يتلامس مع انفس البشر من خلال لمساته الشفائية حتي ان كثيرين من قام دكتور مجدي يعقوب بعمل عمليات لابناءهم عندما انجبوا اطفال اخرين قام بتسميتهم باسم مجدي ونشكر الله لان اسم يصلح للمسيحيين والمسلمين وسيظل فخر لنا جميعاً.
نجم: هو نجم لان بحصوله علي كل هذه الاوسمة والميداليات وشهادات التقدير سواء من بريطانيا او اسبانيا او مسقط راسه مصر ومن الكنيسة القبطية جعل من هذا نجم في الحياة الانسانية تنتطبق عليه كلمات السيد المسيح “تعالوا الي يا جميع المتعبين وثقيلي الاحمال وانا اريحكم” فالمتعبين ليس فقط المرضي ولكن ذويهم ايضا واصبح مركز الدكتور مجدي في اسوان مكانه ياتي اليه الناس من جميع انحاء العالم لينالوا الراحة والشفاء وتفكيره في انشاء المركز في اسوان هو ابداع منه ووفاء حيث اختار مكان نائي والخدمات الاجتماعية فيه محدودة وتفتخر اسوان بهذا المركز بعد السد العالي.
قمر: يمارس عمله كانه فنان ولو نظرت الي وجهه وابتسامته الجميلة تجده مثل القمر طبع هذه الصورة الجمالية لكل انسان امتدت اليه يده، وانا اعلم بانه يؤمن بكلمات الكتاب المقدس “كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله”
كل انسان يحب الله يتعامل مع اي صعوبات تواتجهه من منطلق عمل يد الله معه ويتخطاها من خلال معونة الله له، ونحن نفرح بعطية الله لك وبفرح مع كل خدمة تقدمها في مصر وافريقيا عموما او اثيوبيا او بورندي.
ومن ياتي له فكرة ان يذرع لفتاة قلب ويترك القلب الحقيقي الذي لا يعمل في مكانه ثم يعمل هذا القلب بعد عشر سنوات وينزع الدكتور مجدي القلب المزروع لتعيش الفتاة بقلبها الاصلي.
هذه الليلة فقرة صغيرة في بحر العلم الواسع الذي فرحت به الجميع في العالم وفي مصر. وقدم قداسة البابا الجائزة وهي كما تظهر في الصورة شهادة تقدير مكتوبة علي ورق بردي وعليها شعار المركز، وايضا جائزة تذكارية معدنية زجاجية.
عطاء بل حدود
كما ذكر ا.د/ رفعت كامل عضو المجلس الاستشاري للمركز الثقافي القبطي ونائب رئيس المجلس الذي يختار الجوائز ان السير مجدي يعقوب حصل في اوائل عام 2014 علي وسام الاستحقاق من الدرجة الاولي في مجال الطب والخدمات الاجتماعية من ملكة انجلترا وهو اعلي وسام يحصل عليه شخص وقد حصل عليه من قبل “نيلسون مانديلا والام تريزا” كما ذكر دكتور رفعت ان هناك دروس كثيرة يجب ان تكون قدوة لشبابنا نتعلمها من شخصية دكتور مجدي ابرزها انه لا ياخذ انجاز لنفسه ولم ينغلق علي مجده الشخصي وعاد ليعطي بلده الام ويثبت ضرورة اندماج القبطي في نسيج مجتمعه من خلال عطاء بلا حدود وكما جاء في كلمة احد الاطباء الحاصلين علي جائزة نوبل ان اهم ما يميز به الانسان هو ما يقدمه من خدمات والاحساس بالاخر والعمل علي مساعدته.
ومن ابرز الكلمات كلمة للدكتور محمد غنيم استاذ مركز الكلي بالمنصورة الذي كان حاضرا للاحتفال تحدث عن الدكتور مجدي قائلاً:
“التواضع والوطنية الدفيئة العميقة هذا هو مجدي يعقوب سافر قدر ما سافر لكن وطنيته جاءت به الي مصر لكي ينشئ مركز متفرغ ليس فقط لاجراء عمليات القلب ولكن صرح لتدريب اطباء وتمريض وثقافة علمية وايمان عميق بقيم العدالة الاجتماعية وهذا ما جعله ناضل كثيرا لتمرير مواد الصحة والتعليم والبحث العلمي في الدستور فهو نموذج منفرد قلما يجود به الزمن.
اتعلم من اساتذتي
وفي كلمة تتسم بالتواضع والمحبة قالها دكتور مجدي يعقوب باللغة الانجليزية ثم العربية اعرب فيها ن امتنانه وقال:
“هذا شرف كبير لم اتصوره واشعر انني لا استحق هذا التكريم فما انا فيه هو نتاج اساتذه تعلمت منهم هذا واولهم علا غبور نفسها التي نضلت كثيرا من اجل خدمة المرضي والمحتاجين والاعمال الانسانية وزميلي دكتور محمد غنيم الذي سبقني واسس مركز الكلي بالمنصورة وهو من اوحي الي بمركز اسوان ونيابة عن زملائي الذين قاموا بكل الاعمال الصعبة وكنت اشاهدهم ودوري كان بسيط بجوار ما فعله واقدم كل الشكر للمركز الثقافي ولقداسة البابا واشكركم جميعا.
وكان الاحتفال قد بدا بكلمة لنيافة الانبا ارميا استعرض فيها كل الانجازات والاوسمة التي حصل عليها وحققها دكتور مجدي يعقوب واشار الي ان الدكتور مجدي له صفات عديدة يجب ان نتامل فيها واهمها انه صبور ومبتكر وباحث واداري وخير وهو يخترق كل ما هو صعب في مجال جراحات القلب وابتكر اساليب جديدة لجعل الجراحات اكثر سهولة واسس برنامج لزراعة القلب والرئة واسس وحدة للرعاية الكاملة بمستشفي قصر العيني لعلاج تشوهات القلب ومن اجمل ما يميزه حبه للعمل الجماعي المتكامل والمتنامي.
فيلم وثائقي
وتم عرض فيلم يضم مقتطفات عن حياة الدكتور مجدي يعقوب اظهرت فيه الجوانب الانسانية في حياته تحدث فيها اشقاءه وشقيقاته واحفادهم وعديد من زملائه الحاصلين مثله علي زمالة كلية الجراحين الملكية وايضا ام لطفلة تدعي “هنا” قام باجراء عمليتان لها وهي في عمر 7 شهور والاخر بعد ثلاث سنوات وكانت الطفلة حاضره هي ووالديها في الاحتفال وقدمت هدية للدكتور مجدي يعقوب.
والجدير بالذكر ان قداسة البابا شنودة الثالث قدم جائزة مار مرقص بتاريخ 26/1/2002 للدكتور مجدي يعقوب ولكن في لندن.