من منا ﻻ يفتخر بإنتمائه لمصر، إن قلوبنا تهتز فرحا حينما نسمع نشيدا أو أغنية وطنية، و تدعو المسيحية أبناءها للمشاركة الايجابية فى شؤن المجتمع دون تقوقع أو انعزال فالعالم هو موضع اهتمام المسيحى،
من منا ﻻ يفتخر بإنتمائه لمصر، إن قلوبنا تهتز فرحا حينما نسمع نشيدا أو أغنية وطنية، و تدعو المسيحية أبناءها للمشاركة الايجابية فى شؤن المجتمع دون تقوقع أو انعزال فالعالم هو موضع اهتمام المسيحى، و قد شبه الكتاب المقدس أبناء الله بأنهم نور للعالم، ملح الارض، و سفراء للمسيح و جميعها أوصاف تدل على ضرورة أنشغال المسيحى بشئون مجتمعه و السعى الى تقدمه و رقيه.
و ترفض المسيحية السلبية بوصفها تقاعسا قصديا عن العمل الايجابى و يؤكد الكتاب المقدس على ذلك: فمن يعرف أن يعمل حسنا و ﻻ يعمل فذلك خطية له. يع 17:4.
هنا نجد أن الكنيسة ليس كيانا منغلقا على نفسه، فالانغﻻق يناقض المفاهيم الاساسية فى إيمان القبط، و نجد خروج الاقباط فى ثورة 25 يناير دليﻻ على ذلك..
و تدعو الكنيسة الاقباط لتبنى و نشر ثقافة الديمقراطية داخل بيوتنا و كنائسنا بأن نتلعم و نمارس القيادة الديمقراطية و هى قيادة جماعية مبنية على حياة الشركة.
و توفير حرية التعبير و الحوار و قبول الاخر النابع من الايمان بقيمة التعددية.
و يقول هنا نيافة الانبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس فى حوار سابق مع نيافته أن الكنيسة القبطية هى الكنيسة الوحيدة فى العالم التى تساعد شعبها فى تعليم اختيار رأسها، فيختار الشعب الكاهن، و يختار الشعب و الكهنة الاب الاسقف، و ينتخب الشعب و الكهنة و الاساقفة الاب البطريرك.
فنجد هنا حرية المسحيين فى نظامهم الكنسى ينعكس على وطنهم فهناك حرية للمواطن المسيحى مكفولة فى التصرف و الاشتراك فى كل ما يخص وطنه فى كل الامور الاقتصادية و الاجتماعية و السياسيو دون الرجوع الى الكنيسة و دون ان تكون الكنيسة مسئولة عن تصرفه.
و مع خروج الاقباط و مشاركة أخواتنا المسلمين فى الثورة الثانية 30 يونيو نجد أن المواطن المسيحى ادرك تماما دوره و ضميره و عبر بحرية تجاه نظام الاخوان الذى حكم الوطن بفصيل واحد و قام بتهميش ابناء مصر.
و يقول القس رافائيل ثروت فى كتابه “الاقباط و المواطنة” إن البطاركة عبر العصور كان لهم مواقف وطنية و اعطوا الكثير لمصر فمنهم:
البابا كيرلس الرابع الذى اشتهر بلقب أبو الاصﻻح فهو أنشأ أول مطبعة فى مصر و قد اوفده سعيد باشا الى الحبشة لازالة سوء التفاهم بين الدولتين عام 1856.
و البابا كيرلس الخامس الذى كان على عﻻقة وثيقة بالزعيم سعد زغلول و عندما اثار الانجليز مبدأ حماية الاقليات أعلن قداسته أن المصريين شعب واحد و الذى يحميهم هو الله وحده، و قد أيد قداسته ثورة عرابى.
و فى عهد البابا كيرلس السادس لعب قداسته دورا وطنيا بعد نكسة 1967، فكان دائم الزيارة للرئيس عبد الناصر و فى يوم نياحته اذاعة ال BBC لقد مات الصديق الوفى لعبد الناصر.
و قد حفظ قداسة البابا شنودة الثالث الوحدة الوطنية بما عرف عنه حكمة و وعى الوطنية تحت كل الظروف، و عرف قداسته بدعمه للقضية الفلسطينية و منع الاقباط من زيارة القدس الا فى حالة السﻻم الشامل، و من أقواله الوطنية “مصر ليست وطنا نعيش فيه و انما وطنا يعيش فينا.
أما عن قداسة البابا تواضروس الثانى الذى قدم حبه للوطن من عظته الاولى بعد تجليسه على كرسى القديس مرقس الرسول فى نوفمبر الماضى بقوله الدين للدين و الوطن للانسان..
و قد جاء قداسة البابا تواضروس الثانى من جديد ليستكمل مسيرة الكنيسة و الاباء البطاركة أصحاب المواقف الوطنية ليقف بجانب القوات المسلحة و الازهر و الشرطة و جميع القوى السياسية للانحياز لكلمة الشعب المصرى الذى خرج من جديدة فى 30 يونيو ليدعو باسقاط نظام الاخوان و تحدث قداسته فى كلمته للشعب ان هذه لحظة فارقة بتاريخ مصر الحببية وهي خريطة المستقبل التي اعلنها القائد الاعلى للقوات المسلحة، وتحتوي على كل العناصر التي تضمن السلام لكل المصريين و وضعت باخلاص قلبي و محبة شديدة للوطن و أضاف قداسته انه اجتمعنا جميعا تحت علم مصر اللون الاسود مصر بارضها ورجالها و اللون الابيض قلب الشباب و اللون الاحمر هو دماء الشرطة من اجل البلد و النسر في القلب هو الجيش القوات المسلحة قلب مصر.
عاشت مصر ويحيا كل المصريين أقباط و مسلمين في محبة وانسجام.