* مصر أعطت الأمل للشعوب العربية التي تعيش تحت حكم مستبد
* نطالب بأن تحفظ استمارات تمرد في متحف تاريخي لكي تكون شاهدا علي إصرار وإرادة الشعب المصري
مجموعة شباب أيقظت إرادة المصريين وحثتهم علي التمرد ضد الظلم وقمع نظام حكم مستبد, عاش المصريون عام كامل تحت حكم قمعي حتي جاءت حركة تمرد في خيال مؤسسيها لتعيد الأمل إلي نفوس المصريين من جديد من خلال استمارة ورقية دعت المصريين للنزول ضد حكم الإخوان وسحب الثقة من الرئيس, تلك الحركة الثورية التي كتبت سطور من إصرار الشعب الذي تمرد ضد القمع والاستبداد, وعلي الرغم من دور حركة تمرد المهم في تغييير تاريخ مصر إلا أن هذه الفكرة بدأت بجهود بسيطة لمجموعة شباب متمردين علي الظلم وكان مؤسسها شاب صحفي لم يتوقع أن تصبح فكرته بداية تمرد الشعب المصري ونهاية حكم الإخوان, هذا الشاب هو محمود بدر مؤسس حركة ##تمرد##.. ومن غرفة عمليات تمرد المركزية أجرت ##وطني## حوارها مع محمود بدر للتعرف منه علي مستقبل مصر الذي رسمته من جديد علي أوراقها.
* في البداية حدثنا عن نشأة حركة ##تمرد##؟
** ##تمرد## بدأت بمجموعة من شباب اللجنة التنفيذية لحركة كفاية, وهدفها هو نقل الثورة من ميادين الحرية الثورية إلي جميع شوارع وقري ومدن مصر لتأكيد أن الثورة بأيدي الشعب, وأيضا لكي نحد من حالة العنف التي أصابت الثورة من نظام الإخوان المسلمين ونعود لحالة السلمية التي تبنتها ثورة 25يناير وأن نكمل أهدافها التي لم يحققها الرئيس المعزول مرسي.
بالإضافة إلي الدافع الشخصي لأني من الأشخاص الذين انتخبوا الرئيس مرسي, وكانت حركة تمرد هي بالنسبة لي تكفيرا عن ذنوبي تجاه الشعب عما ارتكبته من خطأ لا يغتفر في حقهم عند اختياري له, ولذلك كان يجب علينا أن نبدأ بفكرة بسيطة لسحب الثقة من الرئيس مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وبفضل إرادة الشعب المصري المتمرد ضد القمع أصبح الرئيس مرسي معزولا من حكمه وانتهي حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر.
* كيف كان دور غرفة عمليات تمرد المركزية منذ البداية حتي الآن؟
** غرفة العمليات منذ البداية هي مقر لاستمارات تمرد وتوقيعات الشعب عليها ورصدها والتي تعدت 22مليون قبل 30يونيو الماضي, ومن هنا في غرفة العمليات كان إعداد بيانات الحركة, وفي تظاهرات 30يونيو كنا نرصد ما يحدث من تطورات في جميع ميادين وشوارع مصر, فقد كنا علي تواصل مع الشعب المصري في كل مكان لتؤكد تمرد عدم تخليها عن هدفها في سحب الثقة من الرئيس مرسي. وتعتبر غرفة العمليات المركزية لتمرد هي معبد الأسرار لحركة تمرد واستمارات تمرد التي بفضل إرادة الشعب استطاعت أن تنهي حكم الإخوان في مصر, ولذلك نتمني أن تحفظ هذه الاستمارات في متحف تاريخي لتشهد علي إصرار وإرادة الشعب المصري ضد الحكم المستبد وتحكي قصة تمرد شعب والتي سوف أرويها وأكتبها مع صديقي محمد عبدالعزيز رفيق حركة تمرد في كتاب يروي عن حكاية تمرد شعب قال لا للظلم والاستبداد بكل عزيمته وقوته ضد القمع, وكل من يريد أن يفرض سياسته علي الشعب المصري, والذي لا يرضي بالخضوع والاستسلام مهما تعرض لأزمات تحاول القضاء علي إرادته وعزيمته, ولكنها لن تستطيع إرهابه بل علي النقيض تقويها وتجعله يصمد أكثر في وجه أي حاكم مستبد, ودائما يبقي الشعب المصري ذو الإرادة والعزيمة القوية صامدا ويرحل كل حاكم مستبد.
* هل كنت تتوقع هذا النجاح الذي حققته حركة تمرد في رسم مستقبل جديد لمصر؟
** لم أكن أتوقع ولو جزءا بسيطا من هذا النجاح ولكني اتذكر دائما مقولة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عندما قال: إن الذين يقاتلون يحق لهم أن يأملوا في النصر, ونحن قاتلنا من أجل هدفنا وفكرتنا لكي نتمرد علي قمع نظام حكم مستبد, وأيضا كانت تمر علينا أياما لا نري فيها طعم الراحة من كثرة الإجهاد والإرهاق لأننا كنا نزور جميع المحافظات لجمع توقيعات استمارة تمرد والمشاركة في مسيرات ضد حكم الإخوان والرئيس المعزول مرسي, والله لم يضع أجرنا, ويكفي أن مصر عادت لنا من جديد بعد عام من الظلام في حكم جماعة الإخوان المسلمين.
* ألم تخف من أن تتعرض حياتك للخطر علي يد مؤيدي النظام أو تعاقب علي تهمة قلب نظام الحكم؟
** لم أخف يوما من أي تهديدات تعرضنا لها, علي الرغم من كمية البلاغات ضدي بتهمة إهانة الرئيس والمشاركة في انقلاب نظام الحكم, إلا أنني لم أفكر لحظة في التراجع عن هدفي في سحب الثقة من رئيس لم يوف بوعده تجاه الشعب المصري, وأيضا تعرضت للعديد من إشاعات التشويه والتي اتهمتني في بعض الأحيان بالكفر بالإسلام, إلا أنني تجاوزت كل هذه العقبات, ووضعت فقط أمام عيني هدف الحركة, خاصة أن الأفكار لا تموت ولا يقتلها طلقات رصاص أو جدران سجون, كما تعرضت لأبشع هجوم وتشويه عندما ادعي البعض تحريفي للقرآن الكريم, وهذا تبرير ودعوة صريحة لقتلي ولكني لم اهتم بتلك الإدعاءات الكاذبة لأني مسلم مؤمن ولا أبالي بتلك الشائعات وعلاقتي بالله يعلمها الله وحده ويكفي أنني مصري, تلك الكلمة التي جعلتني أناضل أنا وأصدقائي في حركة تمرد لتعود مصر لنا من جديد بعد أن سرقت جماعة الإخوان المسلمين حريته وغيرت ملامح الوحدة الوطنية عندما قسمتها إلي مسلم وشيعي ومسيحي وكافر وعلماني, هذه ليست مصر التي نرفها ولكنها وطن آخر أصبحنا غرباء عنه في فترة حكم جماعة الإخوان المسلمين, ولذلك كان نضالنا من أجل عودة مصر التي يكون عنوانها دائما المحبة والوحدة الوطنية التي افتقدناها في عام الظلام الماضي.
* ولماذا اتهمك البعض بأنك تنتمي إلي الشيعة؟
** هذه الشائعة كانت عند دفاعي عن حق الشيعة في العيش بأمان وحرية, وذلك عقب الاعتداءات عليهم في قرية أبو النمرس وهذه الحادثة ضد الإنسانية وأي دين لا يرتضي أن تهان الإنسانية وجميعنا في مصر مسلم أو شيعي أو مسيحي لنا حقوقنا وحرية العقيدة متاحة للجميع.
* ما رأيك في تجارب تمرد التي انتشرت الآن في بعض الدول العربية منها البحرين وتونس, وهل هناك تواصل معكم؟
** نعم, هناك تواصل مع شباب حركة تمرد في البحرين وتونس, وذلك للأخذ بالتجربة المصرية في التمرد ضد أي نظام حكم مستبد, ودائما مصر هي القائدة لكل الدول العربية, وكان واضحا منذ بداية ثورة 25يناير وبعدها كثيرا من الدول العربية ثارت علي الحكم مثل اليمن وليبيا وسوريا, ولذلك ستظل مصر دائما الأكثر تأثيرا في الوطن العربي والشرق الأوسط.
* هل يمكن القول إن تمرد قضت علي تاريخ جماعة الإخوان المسلمين؟
** تمرد بالفعل قضت علي تاريخ الجماعة, وفعلت مع الإخوان مثلما فعل بهم الرئيس الراحل عبدالناصر الذي أدرك خطورة هذه الجماعة علي مستقبل مصر, وهذا ما نحن أدركناه أيضا مع حكم الإخوان, فهي جماعة بلا مشروع في مواجه ثورة شباب مشروعهم الأساسي رسم مستقبل أفضل لمصر, الإخوان كذبوا واخلفوا وخانوا وعودهم مع الشعب المصري, ونحن شباب الثورة صدقنا ووفينا بوعودنا مع ذلك الشعب العظيم واقسمنا نحن المتمردين يوم 30يونيو ألا نتراجع عن عودة مصر للمصريين, وليس للإخوان المسلمين الذين غيروا جميع ملامحها في عام واحد فقط.
* هل كانت ورقة ##تمرد## تكفي لإسقاط مرسي؟
** لم تكن تمرد وأوراقها فقط هما من استطاعت إسقاط نظام حكم الإخوان ولكن إرادة الشعب هي التي فعلت المستحيل, لأن توقيعات الشعب بدون نزولهم الميادين كانت سوف تكون مجرد أوراق بدون أهمية إذا لم يناضل الشعب في الميادين ضد مرسي للمطالبة بالرحيل, هذا الضغط الشعبي في جميع ميادين مصر هو الذي ساعد القوات المسلحة في قرار عزل الرئيس مرسي.
* كيف تري موقف الإخوان حاليا؟
** أري أن الإخوان يعزلون نفسهم شعبيا من خلال إصرارهم علي الشرعية المنتهية الصلاحية بحكم الشعب والقوات المسلحة, وكنت أتخيل أنهم أذكي من ذلك وأنهم سوف يدركون الموقف, ويحاولون تقويم سياساتهم ولكن الجماعة مازالت تصر علي سياسة العناد التي لا وقت ولا مكان لها حاليا, بعد رفض الشعب لهم, وأؤكد أن الجماعة تكتب سطور النهاية في تاريخها خاصة بعد سياسة العنف والإرهاب التي تتبعها في الوقت الحالي مما يزيد غضب الشارع, ويجعل الناس في حالة رفض لتواجدهم فيما بعد في الحياة السياسية.
* لماذا رشحت حركة تمرد الدكتور محمد البرادعي رئيسا للوزراء ثم تراجعت عن طلبها؟
** كان لتمرد رؤيتها في البداية أن يكون البرادعي رئيسا للوزراء, ولكن تطورت رؤيتنا لخطورة الوضع الاقتصادي الحالي بضرورة أن يكو رئيس الحكومة شخصية اقتصادية لتخفف أعباء المواطن البسيط, ولهذا تأخل التشكيل ككل إلي أن خرج بشكله الحالي لاختيار كفاءات وزارية تستطيع أن تدير المرحلة الانتقالية بحكمة وخبرة جيدة.
* ما الملفات المهمة التي طرحتها تمرد علي الرئيس المؤقت عدلي منصور؟
** اتفقنا علي ضرورة ألا تكون الفترة الانتقالية طويلة, وعلي خطوات هذه المرحلة والتي يجب أن تبدأ بالدستور أولا, وذلك لأننا نريد دستورا يعبر عن إرادة الشعب ويتبعها انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة.
كما طرحنا مشكلتي الأمن والاقتصاد لأنهما من أكثر الملفات التي تخص المواطن خصوصا بعد أن صلحت الثورة في 30يونيو علاقة الشرطة بالشعب, وأصبحوا مع الجيش يدا واحدة, وهذا ما سوف يساهم بشكل كبير في الفترة الحالية علي استعادة الأمن وتحسين الأحوال الاقتصادية للمواطن البسيط.
* وكيف يشارك الشباب في هذه المرحلة؟
** اتفقت تمرد مع الرئيس المؤقت علي ضرورة مشاركة الشباب في مؤسسات الدولة, وأكد لنا الرئيس أن الشباب في المرحلة القادمة يجب أن يساهموا في رسم مستقبل مصر, وذلك من خلال تعيينهم نواب وزراء ونواب محافظين وإتاحة الفرصة لهم في المحليات لأنهم الطاقة التي تبني مصر من جديد.
* ما ردك علي قول البعض إن تظاهرات 30 يونيو لم تكن ثورة ولكنها انقلابا عسكريا؟
** لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تسمي ثورة إرادة شعب بالانقلاب العسكري, لأن تظاهرات 30يونيو شارك فيها أكثر من 33مليون مصري في جميع محافظات وميادين مصر, بالإضافة إلي توقيع 22مليون مصري علي استمارات تمرد للمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة, كل هذا يؤكد رفض الشعب المصري لحكم الإخوان المسلمين, بالإضافة إلي أن القوات المسلحة انحازت لإرادة الشعب المصري وهذا واجبها تجاه الوطن والشعب.
* هل تعتبر 30يونيو ثورة جديدة أم استكمال لثورة 25يناير؟
** 25يناير هي الثورة و30يونيو هي موجة ثورية جديدة لاستكمال وتحقيق أهدافها.
* عن ماذا يجب أن يتمرد الشعب المصري؟
** يجب أن يتمرد الشعب ضد أي حاكم مستبد يريد أن يفرض عليهم إرادته.
* ما دور تمرد في الفترة القادمة؟
** تمرد الذي حدد مصيرها منذ البداية هو الشعب المصري, وهو الذي سيحدد دورها في الفترة القادمة, ولكن دائما سوف نعمل لأجل مستقبل أفضل لمصر, ولن تنتهي حملات ##تمرد## وسوف تظل مستمرة ونحن نعد لحملات لإعداد قيادات شبابية لكي تكون في مناصب سياسية للمشاركة في جميع مؤسسات الدولة وتكون لديهم الخبرة والكفاءة اللازمة للإرادة, وذلك تأكيدا لأهمية دور الشباب الذين شاركوا في عودة الحرية لمصر من جديد بفضل ثورتهم العظيمة, وأيضا سوف نقوم بتدشين حملات توعية سياسية في كل القري والمدن المصرية.
رسائل من تمرد
** القوات المسلحة: نشكركم علي تعاونكم مع الشعب والانحياز لإرادة المصريين.
** الشعب المصري: استمروا في الدفاع عن الثورة.
** الإدارة الأمريكية: ارفعوا أيديكم عن مصر لأنها ستظل بلد الاستقلال الوطني.
** جماعة الإخوان المسلمين: لا تخاطروا بمصير الوطن لأجل مصالح ضيقة للجماعة.
** شباب الثورة: نحن نسير في الطريق الصحيح, واستمروا في النضال لأجل الحرية.
محمود بدر في سطور
* مواليد شبين القناطر سنة .1985
* عمل بجريدة صوت الأمة المستقلة ثم صحيفة الدستور ثم جريدة الصباح.
* من الشباب الذين أطلق عليهم ##عاصري الليمون## الذين صوتوا لمرسي في انتخابات .2012
* عمل منسقا لحركة كفاية قبل أن تخرج فكرة تمرد للنور.