تناقلت وسائل الإعلام المصرية مؤخرا رسالة أكدت أنها قد وصلت لوكيل جهاز المخابرات العامة السابق اللواء ثروت جوده من أحد السودانيين العاشقين لمصر والذين يعملون في دوائر صنع القرار.
تناقلت وسائل الإعلام المصرية مؤخرا رسالة أكدت أنها قد وصلت لوكيل جهاز المخابرات العامة السابق اللواء ثروت جوده من أحد السودانيين العاشقين لمصر والذين يعملون في دوائر صنع القرار.
وحسب وصف الرسالة المؤرخة بيوم 4 يوليو فإنها أرسلت من أمير إمارة السودان المشير عمر حسن أحمد البشير إلي أمير إمارة مصر الدكتور محمد مرسي. وقد وصفت من قاموا بثورة 30 يونيو بالكفار وأعداء الله وشياطين الإنس. كما أشارت الرسالة إلى أن الجماعة عقدت اجتماع طارئا بهيئة شوري الجماعة بالخرطوم في نفس تاريخ إلقاء بيان العزل قررت فيه دعم الحركة الأم بمصر ماديا وإعلاميا ومعنويا وسياسيا، ومحاولة إحداث فتن طائفية في مصر، وإقحام الحكومة الجديدة في مشاكل خارجية مثل قضيتي حلايب وشلاتين وسد النهضة وذلك بهدف إضعافها، وتسليح الفلسطينيين لمهاجمة أهداف في سيناء، كما اقترحت الرسالة نقل أعضاء الإخوان المسلمين بمصر إلى السودان.
هذا وقد نفت الحكومة السودانية ما ورد في الرسالة –وذلك بحسب موقع حركة العدل والمساواة– فقد نفى المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد الاثنين الماضي إدخال أسلحة إلى الأراضي المصرية لدعم احتجاجات الإسلاميين في مصر. كما نفت وزارة الخارجية السودانية إرسال البشير لبرقية للرئيس المصري المعزول محمد مرسي باتخاذ الخرطوم لخطوات مغايرة على خلفية التطورات السياسية الأخيرة بمصر، كما تطرق أيضا موقع حركة العدل والمساواة إلى الأزمة التي نشبت بين الخرطوم والقاهرة عقب نشر تلك الرسالة، حيث اعتبرت القاهرة ما ورد في الرسالة تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية.
وأوضح عبد الواحد إبراهيم صحفي سوداني متخصص في العلوم السياسية لوطني نت أن جماعة الإخوان المسلمين بالسودان تعتبر خطرا كبيرا على الثورة المصرية وإن كان اغلب المصريين لا يصدقون أو لا يسمعون تحذيرات السودانيين في هذا الشأن أو يستهزئون بهم، مؤكدا انه يجب علينا أن نتابعهم بحرص.
وقال عبد الواحد: “إنه ليس غريبا على نظام الإخوان الحاكم في السودان أن تدعم مجموعات تقف ضد إرادة شعبها. ويجب أن نبتعد عن المثالية في تقييم موقف النظام السوداني والذي هو جزء لا يتجزأ من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، فقد سبق لهذا النظام أن دعم حركات متأسلمة ضد إرادة شعوبها وبلدانها من خلال المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي والذي كان مقره في الخرطوم في فترة التسعينات (تحديدا في الفترة من 94 إلى 99 ) والذي جمع مجموعات إرهابية تروع المواطنين المدنيين في بلدانهم تحت ذرائع تطبيق الشريعة ونشر الدين الإسلامي وحماية الإسلام. وعلينا أن ننظر إلى موقفه من قيام الثورة المصرية الباسلة في 30 يونيو حيث قابلها بمظاهرات أمام مبنى السفارة المصرية تجمع حوله تنظيم الأخوان المسلمين بشقيه المؤتمر الوطني الحاكم بقيادة البشير والمؤتمر الشعبي المعارض بقيادة حسن الترابي، فحركة العدل والمساواة ما هي إلا فرع من حزب المؤتمر الشعبي وهو جزء من تنظيم الإخوان المسلمين، وتعتبر حركة العدل والمساواة الجناح العسكري للمؤتمر الشعبي، فالسلطات لا تسمح بالمظاهرات في الخرطوم إلا تلك التي تكون راضية عنها ويكون التنظيم الحاكم هو من يسيرها.
وعلى الشعب المصري أن يدرك إن وجود نظام مثل النظام السوداني يهدد امن البلدين مصر والسودان، وكل ما يحدث في مصر ينعكس على السودان والعكس لذلك لا بد من تلاقى القوى المدنية من أحزاب وهيئات ونقابات وفئات في البلدين على اتفاق عام رغم كل الصعوبات والتحديات وان ندرك أننا جيران لا يمكن لأحدنا أن يهرب بالجغرافيا والتاريخ وأننا نكمل بعضنا البعض في الماضي وفى المستقبل.”
وأضاف: “لابد أن تمد مصر يد العون للشعب السودانى فى هذه المرحلة من تاريخه وهم احوج ما يكونوا إلى الدعم خصوصا الإعلامي والمعنوي وذلك بهدف الانتصار للثورة السودانية وهذا الأمر مهم ولكن المصريين أصيبوا بداء التمركز في الذات حتى تنبهوا لكونهم تركوا جيرانهم الذين تربطهم معهم مصالح مثل السودان وإثيوبيا. فعلى
كل المصريين، حسب رأيه، أن يقفوا مع السودان فإن لم يسقط نظام الخرطوم فذلك تهديد لكم ولثورتكم، فهم من دعموا الإخوان في ليبيا بالسلاح والأموال التي دفعتها قطر اشتروا بها سلاح إيراني من السودان. فما اعلمه أن السودان أرسلت 150 عربية لاندكروزو محملة بالدوشكات (رشاش سوفيتي ثقيل يستخدم ضد الطائرات وضد المشاة) لتنظيم الإخوان المسلمين في ليبيا في الشهور الأولى للحراك المسلح في ليبيا وذلك قبل الدعم القطري، وبعد سقوط القذافى اعترف البشير بدعم الليبيين دون تحديد التفاصيل الدعم”