تعليقا على اشتعال الموقف و ازدياد حالة الاحتقان بمحيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية عقب تشييع جثامين شهداء منطقة الخصوص حيث الاعتداء على المشيعيين للجناز و من ثم تراشق مقر الكاتدرائية بالحجارة و زجاجات المولوتوف على اثر قيام احد الشيوخ بالمنطقة بالقاء خطبة من شأنها تهييج الاخوة المسلمين ضد الاقباط
تعليقا على اشتعال الموقف و ازدياد حالة الاحتقان بمحيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية عقب تشييع جثامين شهداء منطقة الخصوص حيث الاعتداء على المشيعيين للجناز و من ثم تراشق مقر الكاتدرائية بالحجارة و زجاجات المولوتوف على اثر قيام احد الشيوخ بالمنطقة بالقاء خطبة من شأنها تهييج الاخوة المسلمين ضد الاقباط داخل المنطقة بقوله ” طهروا المنطقة من المسيحيين الانجاس ” بما اشعل الموقف و ادى لسقوط خمس شهداء و سقوط عشرات من الجرحى و المصابين يقول د . عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى فى تصريح خاص ل ” وطنى ” : نحن امام مشكلة لم تكن وليدة اللحظة و انما وليدة السبعينيات حينما شجع الرئيس انور السادات تيار الاسلام السياسى داخل الجامعات لقمع القوى المعارضة و السيطرة عليها و مع الانفتاح على الخليج بدأ التعصب فى طريقه لتفتيت عنصرى الامة و تهيئة المناخ كتربة خصبة لاشعال روح التعصب الدينى لنصبح امام ظاهرة نمو للتعصب الدينى الذى يتم توظيفه سياسيا فى الوقت المناسب , هناك خطط ممنهجة لضرب الوطن بفتح ذلك الملف الشائك و الضرب على الوتر الحساس باشعال فتنة طائفية جديدة من باب الهاء المواطنين عن مشاكلهم الحياتية الحقيقية فبدل ما الناس تهتم بمشكلاتها يبدأوا فى مرحلة تغييب الوعى من خلال افتعال اعداء وهميين لالهاء المواطنين عن واقعهم المعاش .
و يستطرد د . شكر نحن بصدد وضع خطير بكون مصر تنجرف وراء تيار لم نعرف الى مدى ستنتهى بنا الاوضاع فى ظل ذلك المشهد المأسوى بما يهدد وضع البلد بكونه يمتص طاقات و يخلق عدوات لغض انظار المواطنين و انحراف اتجاهاتهم نحو قضايا وهمية أكثر عنه قضاياهم الاساسية من عيش و حرية و بطالة و غيرها , و بالتالى واقعة اليوم ما هى الا احداث لمسلسل طويل نتيجة للتعصب الذى بدأ يوظف سياسيا .
كما يؤكد د . شكر ان ما يحدث هو مسئولية المتعصبين و المتشددين و تتحمل المسئولية السلطة الحاكمة و النظام باعتباره المعنى بادارة البلاد بما عليه ان يوظف الاعلام و المساجد و المثقفين فى مواجهة هذه الظاهرة و توفير الحماية اللازمة لتأمين حدوث اى اعتداء على الاقباط فكان من المتوقع حدوث اى مناوشات أو اشتباكات وقت تشييع الجنازة من مقر الكاتدرائية بتأزم الاوضاع و كان من المفترض تأمين الجنازة أمنيا درء لما يحدث الان خاصة و ان الوضع متوتر و مشتعل وهنا تتحمل وزارة الداخلية مسئولية ما يحدث , فلماذا لم تعزز قواتها لتأمين الاقباط ممن يواجهنه ؟ فوزارة الداخلية للاسف تعاملت مع الموقف بتخازل و استهانة الامر الذى تسبب فى احتقان المشهد بصورة أكثر حدة عما هو عليه .
و بسؤاله بشأن تحسين الخطاب الدينى داخل المساجد حتى لا تتكرر تلك المأساة ثانية و من ثم نشر روح التسامح و المحبة يؤكد د . شكر ان الخطاب الدينى برمته لا يمكنه وأد نار الفتنة ان لم يكن هناك تضافر لكافة القوى السياسية سواء السلطة و الحكومة بجانب قوى المعارضة بحيث يصبح لدينا برنامج للانقاذ الوطنى بما يركز على مشكلاتنا الاساسية التى نشهدها حاليا من انهيار اوضاع اقتصادية و أمنية و انتشار بطالة و غيرها فلم تكن مشكلاتنا على الاطلاق قضية مسلمين و مسيحين و بالتالى ان لم ننتبه لما ننجرف اليه و يصبح لدينا الوعى الكامل لما نواجهه لن يتوقف المسلسل لتتكرر الاحداث المؤسفة مرة أخرى .
و يشير د . شكر الى ان الحل يكمن فى انخراط مصر تجاه مشروع الانقاذ الوطنى بحيث تحشد المواطنين و تجعلهم قوى معبأة لحل مشكلاتها الحياتية مع مراعاة نشر قيم التسامح و الحوار و المحبة و تطوير الوضع الديمقراطى لحل مشكلة التعصب الدينى . فامر طبيعى ان أى اقلية داخل اى بلد حينما يحدث تطور ديمقراطى داخلها يتمتع فيها المواطنين على حد سواء بنفس الحقوق بما عليهم نفس الواجبات هنا الوضع سيتغير كثيرا بخلاف قيم التعصب و الحض على الكراهية و الانتقام و العقاب الجماعى .