لم اكن اتخيل انى سوف ارى ال سندريلا محجبة .فالقصة العالمية التى تدور حول فتاة جميلة .تعانى من زوجة والدها القاسية .وتنقذها الجنيات الطيبة وتقربها من الامير .ليس فيها مبرر لهذا الحجاب .
لم اكن اتخيل انى سوف ارى ال سندريلا محجبة .فالقصة العالمية التى تدور حول فتاة جميلة .تعانى من زوجة والدها القاسية .وتنقذها الجنيات الطيبة وتقربها من الامير .ليس فيها مبرر لهذا الحجاب .او ان تظهر بشكل اسلامى . ولكن بالفعل حصلت على قصة مجسمة للاطفال بعنوان ( سندريلا ) اعداد مسعود صبرى ورسوم رافت محيى الدين .وصادرة عن دار الينابيع تقدم القصة الشهيرة فى شكل اسلامى الامر الذى يمكن ان نطلق عليه اسلمة او اخونة الادب .
ومن حيث الرسوم فتظهر سندريلا محجبة وكل الشخصيات النسائية بالقصة محجبات – زوجة الاب وابنتيها ايضا .اما من حيث المضمون فتم تقديم شخصية السندريلا كفتاة صابرة على بلوها وتدعو الله باستمرار ان يرزقها الصبر على ماهى فيه من بلاء .كما انها لاتتفوه باى كلمة خبيثة ضد زوجة ابيها وابنتيها رغم قسوتهن .كذلك الغت القصة بالشكل الاسلامى ظهور الجنيات ومساعدتهن للسندريلا .واستبدلت ذلك بمساعدة احدى الغنيات – يقصد بها عجوز غنية – تقدم الفستان والحذاء للسندريلا .ويصبح زواج السندريلا من الامير جزاء لصبرها .
فقر فى الابداع
فى البداية رفض الناقد الكبير الدكتور جابر عصفور اسلمة الادب العالمى .وراى فى هذه المعالجة تشوية متعمد يدل على قدرة ابداعية فقيرة لاتستطيع الابتكار فتستهل السرقة .واضاف عصفور ان تقديم القصة العالمية بهذه الصورة لن ينال من هذه الشخصية التى تجاوزت وضعها فى هذا الاطار الهش .فالعمل مشوه لكن سندريلا الاصيلة لن يستطيع احد ان يشوهها
من حقنا استغلاله
الروائى والقاص محمود ابو عيشة يختلف مع رؤية الدكتور جابر عصفور حيث يرى ان التراث العالمى ملك الانسانية جامعا ومن حق كل ثقافة ان تستغله كما تشاء .مبررا ذلك بان كثير من ادباء العالم نهلوا من تراث الف ليلة وليلة وكذلك قصص القران الكريم والكتاب المقدس ولكن ابو عيشة مع تاييده لهذا الاستخدام للادب العالمى وضع شروط لذلك تتمثل فى اولا الاعلان بصورة واضحة عن هذا الشكل من الاستغلال فيكتب على الغلاف ان القصة رؤية اسلامية للسندريلا .ويتم هذا بكل وضوح .حتى يدرك القراءة ان هذه رؤية من بين عدة رؤى يمكن ان يحصل عليها ويقارن بينها وينحاز لهااو يرفضها حسب ذائقته الادبية .اما الشرط الثانى فهو الاحتفاظ بروح العمل الاصيله واساسياته .
تخريب لعقل الطفل
الكاتبة هالة فهمى اعلنت عن اعتراضها على تشويه الادب العالمى للاطفال بهذه الصورة .وقالت يمكن ان نقدم ادب موازى للاطفال من تراثنا الخاص سوا اكان تراث اسلامى او مسيحى .دون ان نقوم بهذا العمل الذى يعبث بوجدان وعقل الاطفال .لاننا نحتفظ بطريقة واسلوب سرد القصص كما حكيت لنا فى طفولتنا .ليعيش هذا الاسلوب معنا طوال مراحل حياتنا المختلفة .واكدت هالة ان السندريلا بهذه الصورة مرفوضة فلا اسلمة ولا تنصير للتراث العالمى بل هو تخريب لعقل الطفل
النقد الحكم
الناقد والروائى مصطفى بيومى يقول من ناحية المبدا فمن حق اى كاتب ان يقدم التراث العالمى من خلال رؤيته الخاصة فمن حقى ان اكتب عملا روائيا عن لويس التاسع عشر .فمن حق الكاتب ان يعيد انتاج اى موروث من خلال رؤيته الفنية والفكرية .والاختلاف يكون حول مدى تويفقه فى تقديم رؤية متماسكة .فالسيد المسيح تم تقديم شخصيته فى اكثر من صورة ادبية مختلفة .ولايمكن ان يعترض احد باعتبره انه يمتلك شخصية او تراث ملك الانسانية .واضاف بيومى مثلا شخصية عنترة بن شداد قد يراها الاخوان المسلمون بانه يعبر عن وحشية الجاهلية .ومعاناة العبيد .فى نفس الوقت نجد ان الكاتب الماركسى احمد عباس صالح قدم سيرة عنترة كرجل اشتراكى ولم يعترض احد .وعلى نفس تعدد الروى نجد ان التاريخ يؤكد ان ادهم الشرقاوى هو لص وهذا ثابت تاريخيا فى حين الموال الشعبى والفيلم الذى قدم عنه .تعامل معه كبطل ثائر .وهى الرؤية التى انحاز لها الروائى عبد الرحمن الشرقاوى .وقصة السندريلا بهذه الصورة تطرح سوال خطير يقول هل من حق المبدع ان يلعب او يتلاعب مع التراث .وفى راى انحاز لحرية المبدع .والمعيار والحكم هو النقد من حيث هل وفق الكاتب فى وضع بصمة جديدة على التراث العالمى ام ما قام به هى مجرد عملية دعائية فجة .والحكم للناقد والقارئ .واضاف مصطفى بيومى ان الاسلمة ظهرت كاسلوب فى اواسط السبعينيات فاصبح هناك علم نفس اسلامى وتاريخ اسلامى واقتصاد اسلامى .تعبير الاسلمة او الاخونة تعابير منتشرة دون معنى محدد واكيد انه لاتعنى ان تاخذ شئ جاهز وتضع عليه ادوات لا تجعل منه رؤية جديدة تشتبك مع العصر .فشخصية السندريلا ليست ملكا لاحد وهذه القصة لن تتاثر بما حدث لها لانها عابرة للانتاج المحلى .واكد بيومى ان الكارثة لاتكمن فى تقديم السندريلا بهذا الشكل ولكن تكمن فى رفض ان تعطينى الحق فى تقديمها وطرحها بروئ اخرى