تعرض مكتبة الأسكندرية فى جناحها المتميز بمعرض القاهرة للكتاب الذي تعقد دورته الرابعة والأربعين من يوم الأربعاء الموافق 23 يناير حتى يوم 6 فبراير مجموعة كبيرة من إصداراتها المختلفة،
تعرض مكتبة الأسكندرية فى جناحها المتميز بمعرض القاهرة للكتاب الذي تعقد دورته الرابعة والأربعين من يوم الأربعاء الموافق 23 يناير حتى يوم 6 فبراير مجموعة كبيرة من إصداراتها المختلفة، ويعد من أبرز المعروضات هو العدد الأول من سلسلة “كراسات قبطية” الصادرة حديثًا عن برنامج الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية، والتي تضم دراسة لعالم القبطيات المصري الاسترالي الدكتور يوحنا نسيم يوسف بعنوان “مقدمة في علوم الدراسات القبطية”.
تأتي هذه السلسلة لتسد فراغاً كبيراً في المكتبة العربية وتحاول أن تعيد الاعتبار لحقبة تاريخية شبه مجهولة من تاريخ مصر وتراث أوشك على الاندثار وهو التراث القبطي، وذلك في إطار الشعار الذي تتبناه المكتبة وهو “التراث القبطي تراث كل المصريين”، باعتبار أنه لا يقتصر على عقيدة بعينها ولا على فئة دون غيرها.
ويهدف الكتيب إلى إعطاء فكرة موجزة عن بعض أفرع القبطيات، وقد راعى أن يتضمن آخر كل فصل أهم وأحدث المراجع الأجنبية التي تساعد من يريد معرفة المزيد.
يلقي الكتيب الضوء على بعض جوانب الثقافة القبطية كتمهيد للدارسين والمهتمين بالتخصص. وقد راعى في اختيار المواضيع أن يتطرق إلى المواضيع التي لا تدرس في كليات الآثار حتي تكون هذه الدراسة مكملة لما تعلمه البعض. وفي كل موضوع أعطى فكرة موجزة ثم بعض المراجع المهمة.
ويعتبر الكتيب مدخلاً مفيدًا لفهم والتعرف على علوم القبطيات المختلفة لكل من المهتم والمتخصص الذي سيستفيد من قائمة المراجع الثرية المتاحة في كل موضوعات الكتاب المختلفة.
ويعد الكتيب باكورة إصدارات المكتبة في هذه السلسلة الفريدة التي تصدر لأول مرة وتوفر مصدراً للمعلومات في تخصص نادر باللغة العربية. وسيتبع هذا الكتيب عدد آخر من الكتب في نفس السلسلة لتغطي موضوعات أخرى في القبطيات كالفن والعمارة واللغة والموسيقى وغيرها.
ويتوجه المؤلف بالشكر لزملائه في مركز الدراسات المسيحية المبكرة بالجامعة الاسترالية الكاثوليكية برئاسة الدكتورة بولين الن، على مساعدتهم له، كما يشكر في مقدمة كتابه الدكتور لؤي محمود سعيد؛ مشرف برنامج الدراسات القبطية بمكتبة الإسكندرية، الذي دعاه لإلقاء سلسلة من المحاضرات في دورة علمية حملت هذا العنوان.
ويتضمن الكتاب العديد من الموضوعات الهامة في علوم القبطيات ومنها: اللغة القبطية، مبينًا كيف بدأ الرحالة الأجانب في القرنين السادس عشر والسابع عشر في شراء واقتناء المخطوطات القبطية، وكان أول من اقتني المخطوطات العربية هو جيوفاني بتاستا ريماندي (سنة 1540-1610م) وكذلك الفرنسي بيرسك (1580-1637م).
ويعد أول ول من درس هذه اللغة هو الراهب الفرنسيسكاني توماس اوبيشني، وهو مستشرق إيطالي أوفده البابا للتفاوض مع الكلدان في ديار بكير 1616-1619 م وكان عضوا في اللجنة البابوية التي قامت بترجمة الكتاب المقدس إلى العربية وكان أول أوربي يدرس اللغة القبطية من خلال السلالم والمقدمات (وهي معاجم للغة القبطية).
وقد تبعه الراهب اليسوعي اثناسيوس كيرشر، وهو أستاذ الفلسفة والرياضة واللغات الشرقية في جامعة فرزبوج من سنة 1635-1645. وقد كان من أوائل من حاول فك رموز اللغة المصرية القديمة، وأول من طبع كتاب المعجم الكبير الذي الفه شمس الرياسة ابو البركات بن كبر في بداية القرن الرابع عشر.
وكما يظهر من هذا الاستعراض أن أول من اهتم بالقبطيات هم رجال الدين المسيحي الغربيين، ثم بدأ الغربيين من غير رجال الدين بالاهتمام باللغة القبطية. وقد اقنع وليم فون همبولد ملك بروسيا فردريخ وليام الرابع في إنشاء أستاذية في اللغة القبطية سنة 1845م في جامعة برلين.
أما شمبليون الذي فك رموز اللغة المصرية القديمة فقد تعلم اللغة القبطية علي يد رجل دين قبطي يدعى يوحنا شفتشي. وقد ولد يوحنا في القاهرة ومات في باريس بعد سنة 1825م. وذكر شمبليون أنه كان قس في كنيسة سنة روك بباريس وكان قد خدم في الادارة الفرنسية كمترجم وفي المحاكم التجارية وفي نهاية حياته في مارسيليا.
ومع اكتشاف فك الرموز المصرية القديمة زاد اهتمام العلماء باللغة المصرية ولم تعد القبطية هي لغة يدرسها رجال الدين لدراسة الكنيسة المصرية إنما أصبحت لغة مساعدة لفهم اللغة المصرية.
ويتناول الكتيب الأدب القبطي، موضحًا أنه في نهاية القرن الرابع ظهر نوع جديد من الأدب، وهو ما يمكن أن يطلق عليه الأدب الرهباني، وأخذ هذا الأدب عدة أشكال مثل السير والرحلات، والقوانين الرهبانية والمواعظ، وظهر أيضًا أقوال شيوخ الرهبان القصيرة Patrum Apophthegmata وقد مر بعدة مراحل: الأول هو تجميع الأحاديث والأقوال متفرقة بغير رابط بينها، ثم تجميع هذه الاحاديث من الشفوي إلى الكتابة، ثم تجميع الأقوال في ترتيب أبجدي على حسب القائل، ثم تجميع هذه الأقوال في فصول ذات موضوع واحد، مثل الصلاة والصوم …
وقد تم تجميع هذه الأقوال وكتابتها بعد إحدى غارات البدو التي شتّتْ آباء الرهبنة؛ ولذلك قام تلاميذ أنبا بيمن بتجميع وكتابة هذه الأقوال؛ ولذلك يلعب أنبا بيمن دور ًاكبيرًا في أقوال شيوخ الرهبان القصيرة، وربما كتبت في نهاية القرن الخامس بعد أن أصبح بيمن هرمًا.
ويناقش الكتيب موضوعات عن تاريخ الأقباط المبكر قبل الإسلام وتاريخهم بعد الفتح وكذلك مفهوم “التأريخ” للأقباط باللغة القبطية وباللغة العربية؛ كتاريخ البطاركة المنسوب لساويرس بن المقفع وتاريخ مصر ليوحنا النقيوسي الأسقف الذي عاصر الفتح الإسلامي ودخول عمرو بن العاص مصر.
ويتحدث المؤلف عن الأدب القبطي وكتابه وعصوره المختلفة قبل وبعد الفتح الإسلامي. وكذلك يستعرض أهم المصادر الإسلامية التي تتحدث عن الأقباط وتاريخهم وحياتهم، وكذلك المصادر القبطية نفسها التي تتحدث عن تاريخ الأقباط .